الحياة الزوجية

8 أبريل 2022

ما أسباب توتر علاقتكِ الزوجية.. وكيف تعالجين المشكلة؟

ليس مهما مدى ارتباطك بشريكك أو منذ متى وأنتما سويا؛ لأن التوتر قد يتسلل إلى علاقتكما في أي مرحلة، لكن لا داعي للقلق؛ لأن عدم تيقنك من قوة ومتانة علاقتك عادة ما يكون أمرا طبيعيا، ولهذا؛ ينصح بعدم تضخيم الأمور والتعامل مع المسألة بهدوء.

وما يجب معرفته - والكلام على لسان خبراء متخصصين - هو أن الجميع يشعر بالقلق في مراحل معينة بعلاقاتهم، وأن تأثيرات هذا التوتر تتفاوت بطبيعة الحال من شخص إلى آخر.

وما يجب فهمه هو أن ذلك التوتر ليس مؤشرا على قرب انهيار العلاقة، بل على العكس، يُنصح باحتواء الأمر والتعامل بهدوء حتى لا تتفاقم الأوضاع وتصل لحد إنهاء العلاقة.

ولهذا؛ نستعرض معك فيما يلي بعض المعلومات التي يتعين على الأزواج معرفتها بخصوص مشاعر التوتر التي قد تتسلل لأي منهم في أي مرحلة، ليكونوا أكثر دراية بتلك المشكلة ويكون لديهم القدرة على فهمها، احتوائها والتصرف حيالها بطريقة صحيحة.

ما هو توتر العلاقة الزوجية؟

هو التوتر الذي يحدث حين تتولد شكوك، مخاوف وتخمينات لدى أحد الطرفين تجاه العلاقة ككل، أو تجاه الطرف الآخر. والأزمة هي أنه حال تملك أي من تلك المشاعر من أحد الطرفين، رغم محاولات الطرف الآخر الايجابية معه، فإن الأمور قد تصير أكثر صعوبة.

متى ولِمَ يحدث هذا التوتر؟




قد يحدث هذا التوتر في بداية أي علاقة، نتيجة لتشكك في مدى قدرتك على الاستمرار بتلك العلاقة، تشكك فيما إن كنت مناسبة للطرف الآخر أم لا، أو تشكك في رأي الطرف الآخر بك. ولهذا؛ ينصح دوما بالمداومة على مراجعة تطورات العلاقة مع نفسك لتعرفي حقيقة مشاعرك وإلى أين وصلت الأمور بينكما؛ كي تتمكني من تقييم كل شيء بشكل صحيح.

أما التوتر الذي يظهر في العلاقات الطويلة مع الوقت، فهو في الغالب ناتج عن تجربة شخصية، فالطرف الذي مر بظروف كان لها دور في إفقاده شعور الأمان أو أثرت على ثقته بنفسه، سينقل تلك الحالة غير المستقرة التي يمر بها، نفسيا وعاطفيا، لشريكه تلقائيا.

وفيما يلي أبرز الأسباب التي تقف وراء توتر العلاقة الزوجية




التفكير الزائد

المقصود به هو كثرة التفكير في أمور مثل مدى حب الشريك لك، مستقبل علاقتكما، تصرفات الشريك، لغة جسده وما إلى ذلك، والحقيقة أن ذلك لا يؤدي إلا لزيادة شعورك بالتوتر.

الشك

يعد الشك من أبرز أعراض القلق والتوتر ويمكن أن يضر سريعا بعلاقتك بزوجك في الأخير.

الحاجة للتحقق من صحة أمر ما

يحدث التوتر دائما حين يكون أحد الطرفين بحاجة لأن يبرهن له الطرف الآخر على حبه. ولك أن تعلمي أن سعيك المستمر لطلب الطمأنينة هو دليل على شعورك بعدم الأمان.

الانسحاب

الانغلاق على الذات وعدم التعبير عن مشاعر القلق من الأمور التي تؤدي لتفاقم التوتر؛ لأن عدم التواصل وغياب المصارحة قد يقود شريكك إلى استنتاج أمور من تلقاء نفسه.

القلق

يظهر توتر العلاقة غالبا في صورة قلق حيال وضعية العلاقة ومستقبلها، وهو القلق الذي قد يتطور ويتحول إلى ضغوط ضارة في ظل الاعتقاد طوال الوقت بأن العلاقة ستنتهي.

انعدام الأمان

حال توتر العلاقة، قد ينقل أحد الطرفين شعوره بانعدام الأمان إلى الطرف الآخر، حتى لو كان شعوره بانعدام بالأمان غير ناتج بشكل مباشر عن العلاقة، وهو ما يجب الانتباه له.

فقدان الهوية

وهي المشكلة التي تحدث نتيجة انخراط أحد الطرفين في العلاقة وتمضيته أوقاتا طويلة في كثير من الأحيان مع الشريك، لاسيما في المراحل المبكرة من العلاقة، وهو ما يؤدي إلى فقدان هذا الطرف هويته الخاصة، واتكاله على الشريك ليعززها ويقويها له. ولهذا يجب أن تعرفي أن فقدان نفسك وهويتك قد يسبب حالة توتر وارتباك في علاقتك.

كيف تعالجين المشكلة؟




الشيء الايجابي في الموضوع هو أنك تملكين كامل السيطرة فيما يخص التعامل مع القلق الذي يراودك، إذ إن كل شيء يبدأ من داخلك، عبر التعود على التوتر الذي تشعرين به.

ولك أن تعلمي أن تحديد سبب التوتر هو أول خطوة على طريق العلاج، ومن ثم تأتي الخطوة الثانية، التي تتمثل في تطبيق أساليب "التهدئة الذاتية"، مثل ممارسات الرعاية الذاتية، التي من بينها التمشية مع كلبك الأليف، ممارسة رياضة التأمل، أخذ دش، كتابة يوميات أو ما شابه، ومن بعدها ستكتشفين أن أحوالك بدأت تتحسن وبدأ يقل توترك.

وأخيرا، لا مانع من أن يبادر الزوجين باستشارة أحد الخبراء المتخصصين في شؤون العلاقات الزوجية، إلى جانب الاهتمام بالتواصل مع بعضهما البعض، وهو ما يمكن أن يتم تحت إشراف خبير علاقات، ليوجههما لأفضل طرق التواصل بغية تعزيز الثقة في علاقتهما.