تختلف تفسيرات الخبراء حول أسباب تعلق البعض ببعض العادات الغريبة أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، فربما يثار البعض جنسيا بجزء في جسم المرأة لا يصنف شهوانيا في المعتاد، كما الشعر أو القدم، بالإضافة لتعلق البعض على نحو غير مفهوم بنمط حياة معين يسمح لهم بممارسة عادتهم عبر طريقة تقمص الأدوار بشكل مثير.

لذا، هل يمكن اعتبار ذلك بمثابة مرض عقلي؟

أجاب عن هذا السؤال دكتور ريتشارد كروجر، أستاذ الطب النفسي المساعد بالمركز الطبي بجامعة كولومبيا، بقوله "قد يكون بعض الناس ممن يداومون على ممارسة تلك العادات الغريبة مرضى عقليين أو يحتمل أن يكون قد سبق لهم التعرض لصدمة".

وتابع كروجر: "مع كل الاضطرابات المجنونة أو الأمور ذات الاهتمام الجنسي التي لا تتضمن أشياء أو سلوكيات جنسية معتادة، يمكننا أن نتساءل عن كيفية تطور السلوك وما الذي قد ينطوي عليه ذلك من حيث نمط الحياة، لكن كثيرا من هذه الأسئلة مفتوحة النهاية".

ولفت كروجر إلى أن عددا من الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يمارسون مجموعة الأشكال، الأنشطة والممارسات الجنسية القائمة على الاستمتاع بالسيطرة، العقاب وتمثيل الأدوار الشهوانية بين المسيطر والمسيطر عليه يتميزون بمستوى أعلى من الأداء الاجتماعي والاقتصادي مقارنة بغيرهم في المجموعات الأخرى.

وواصل كروجر بقوله: "والحقيقة وفقا للفحوصات التي أجريتها لعينة من هؤلاء الأشخاص أن معظمهم أصحاء من الناحية العقلية، ولا يرتبط نمط الحياة لكثيرين منهم بالحياة الجنسية، بل يرتبط الأمر لديهم بالاسترخاء وتخفيف التوتر واسترجاع جوانب من مرحلة الطفولة، التي كانت تتميز فيها الحياة عموما بقدر من البساطة".

التفضيل والشخصية

يقول الخبراء إن هناك مجموعة كبيرة من العادات الجنسية الغريبة نظرا لكثرة الأشخاص والثقافات. وعلقت على ذلك جيسيكا أورايلي، استشارية الصحة الجنسية، بقولها: "تنوع الخيال الجنسي بشكل كبير، لذلك قد تكون تلك العادات الغريبة أحد عناصر تنوعنا من حيث الاهتمام الجنسي والإثارة، وهو ما يعني أن لدينا أذواقا مختلفة تماما كما تختلف أذواقنا ناحية الطعام، وهو ما يتعين علينا أن نعرفه وندركه".

التجارب الأولى

وهنا يؤكد الخبراء أن التجارب الجنسية التي يمر بها الأشخاص في مرحلة البلوغ تكون أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تولد تلك العادات الجنسية الغريبة أثناء العلاقة الحميمة.

متى تتحول المسألة إلى مشكلة؟

عاود هنا دكتور كروجر ليقول إنه ما إن يكتسب الأشخاص أيا من تلك العادات الجنسية الغريبة، فإن الأمر يتوقف حينها حول طريقة تنفيذهم لرغباتهم وشهواتهم، ومن بعدها يمكن اكتشاف ما إن كانت سلوكياتهم سوية وصحية أم أن هناك اضطرابا، وأنه إذ يتصور أن الموضوع ما يزال مثارا لعلامات الاستفهام ويحتاج لمزيد من البحوث من أجل التوصل لمزيد من المعلومات وإظهار مزيد من الحقائق والبراهين.