الحياة الزوجية

28 يناير 2021

حاجة شريكك للجنس ليست بديلا عن العناق

ثقافتنا السائدة تبدو أحيانا مضللة، فهي تدفعنا للاعتقاد بأنه ليس أمرا طبيعيا للرجل أن يكون بحاجة للمسة حنان؛ إذ نحن نادرا ما نشاهد في البرامج التلفزيونية أو الأفلام رجلا قويا يقول إنه مستاء أو يشعر بالحزن ويحتاج إلى عناق، أو أنه يريد فقط الحديث عن مشاعره.

وعلى الرغم من بعض التغيير مؤخرا، فإن المشاعر الأساسية التي لا تزال "مقبولة اجتماعيا" بالنسبة للرجال هي الإثارة الجنسية والغضب.

لكن الواقع هو أن العواطف والحاجة لاحتضان رقيق هي حاجة عامة لكل من الرجال والنساء. العقل والجسد مكلفان بإيجاد طرق إبداعية لتهدئة الخوف والتوتر والحزن والغضب والقلق والوحدة. أول طرق التهدئة، كما تشير دراسة نفسية أخيرة في مجلة "سايكولوجي توداي"، هي تطوير آليات دفاعية تمنعنا من الاعتراف باحتياجاتنا.

والطريقة الأخرى هي عدم الاعتراف باحتياجاتنا واختيار المشاعر "المقبولة" الأخرى، وهي بالنسبة للرجال الإثارة الجنسية. فأثناء ممارسة الجنس، يمكن للرجل الشعور بالراحة عن طريق المداعبة والمعانقة والحب دون شعور بالخجل.

التربية العاطفية




الإثارة الجنسية هي واحدا من عدة مشاعر أساسية، وترى الدراسة إن لكل عاطفة منها برنامجا يدفعنا إلى اتخاذ إجراءات تكيف محددة من أجل البقاء والتقدم في الحياة، فمثلا:

· الإثارة الجنسية تدفعنا إلى الإنجاب.

· الحزن والأسى يدفعاننا للبحث عن الراحة والتواصل.

· الخوف يدفعنا إلى الهروب والبحث عن الأمان.

· الإثارة تدفعنا نحو الأماكن والأنشطة التي تهمنا.

· الغضب يدفعنا للقتال دفاعا عن النفس.

عندما يتم إطلاق عاطفة أساسية في الدماغ، يتسبب "برنامجها" في ظهور أحاسيس محددة في أجسادنا، وهذه المشاعر تؤثر فعليا على كل عضو في الجسم؛ وهذا هو السبب في أن الضغط على المشاعر يستهلك الطاقة الحيوية، ويضع ضغطا على العقل والجسم.

ويمكن أن يؤدي قمع المشاعر إلى ظهور أعراض مثل الاكتئاب والقلق والإدمان والعدوان ومتلازمة القولون العصبي والصداع وغير ذلك. ولفهم كيف تصبح الإثارة الجنسية مرتبطة بالخوف والحزن والعواطف الأخرى، نحتاج إلى أن نفهم أن المشاعر لا يمكن وقفها، وكل ما يمكننا فعله هو التحكم في كيفية استجابتنا لها، كما أنه من خلال تجارب الطفولة، يمكن أن يرتبط معا اثنان أو أكثر من المشاعر.

تشجيع التواصل الحقيقي




يعدّ تشجيع التواصل الحقيقي أمرا هاما لتحديد المشاعر، ولذلك تدعو الدراسة إلى أن تخبري زوجك أن الحاجة إلى التواصل مع الآخرين ومشاركة مشاعرهم وأفكارهم أمر طبيعي للجميع، وليست خاصة بالنساء، مع التأكيد على أنك لن تحكمي عليه بأنه ضعيف، بل بشر وشجاع أيضا.

وتخلص الدراسة إلى أن الخطوة الأولى نحو رفاهية أكبر تبدأ بأن نفهم أن لدى الرجال والنساء المشاعر والاحتياجات الأساسية نفسها. ومن الطبيعي أن يرغب كل من الرجال والنساء في الاتصال الجنسي أحيانا، والتواصل المهدئ من خلال اللمس غير الجنسي، مثل العناق ومشاركة الأفكار والمشاعر، في أحيان أخرى. إن هذه الاحتياجات الأخيرة ليست للضعفاء، إنها للإنسان.