الحياة الزوجية

27 ديسمبر 2020

لماذا تدمن بعض النساء انتقاد زوجها؟

عندما تشعر المرأة بالضعف أو النقص أو فقدان الأمان، فإنها غالبا ما تذهب مع القناعة بأن الزواج سوف يحل هذه المشكلة، ويجعلها تشعر بالتحسن، وعندما لا يتحقق ذلك تبدأ تشعر بأنها ستتحسن عندما يصبح لديها أطفال.

لكن الواقع أن لا شيء من كل ما سبق يخلصها من الإحساس بالضعف والنقص، لا بل أن تلك المشاعر ربما تصبح أسوأ بمرور الوقت.

هذه هي القاعدة السيكولوجية المتفق عليها تقريبا.



تم تعريف الإحساس بالنقص والضعف، لدى المرأة تحديدا، بأنه الخوف من التعرض للأذى بسبب الشعور بالوحدة والقلق والفراغ وغيرها من المشاعر المؤلمة، يظهر ذلك في أشكال عديدة أهمها النقد الدائم للآخرين.

لكن المرأة كثيرا ما تعتقد أنه عندما يكون لديها شخص تحبه في حياتها، فإنه سيساعدها في تجاوز تلك المشاعر؛ لأنها ستمارس بصحبته الأنشطة الاجتماعية، وتتحدث معه عندما تشعر بالوحدة.

تحدث المفاجأة ويتعمّق الحزن عندما تشعر المرأة أن علاقة الزواج التي أرادتها خلاصا لها من الضعف، هي نفسها العلاقة التي تُشعرها بالضعف وتعرّضها للأذى.

لكن كيف يحدث هذا؟ وما الذي يمكن فعله حيال هذا الأمر؟

فقدان الأمان يولّد الميل للانتقاد.



مجلة سايكولوجي توداي، وفي تشخيص متخصص أخير، قالت إن أحد أهم الأسباب التي تجعل المرأة تشعر بالضعف في علاقتها بشريكها هو اعتمادها عليه اعتمادا كليا.

هذا الاعتماد يمكن أن يشعرها بأنها غير محمية وغير آمنة. ومن أجل حماية نفسها، تبدأ في البحث عن الأشياء التي لا تعجبها في زوجها، وتبدأ بانتقاده طوال الوقت، وكرد فعل على ذلك يرد الرجل بانتقادها. فهذا الانتقاد هو وسيلة لحماية النفس عندما يشعر الرجل أو المرأة بالضعف، وينشأ لديها أو لديه ميل لرد الأذى بأذى مقابل. وهكذا يدور الزوجان في حلقة مفرغة من النقد والنقد المقابل الذي يسمم الحياة الزوجية.

تقول الدراسة إن مشكلة الضعف تكمن في أن الإحساس بالخطر ليس خيارا. هو أمر واقع في حياة من تشعر به. وما يمكن أن نفعله بخصوص هذا الضعف يمكن أن يفتح الأبواب أمام اتصال أعمق، أو يهدم الجدران التي تقف عائقا أمام التواصل وتطور العلاقة.

يقول الباحثون في العلاقات الأسرية، أن الانتقاد يمكن أن يضر بقدرة أي شخص على إنجاز الأشياء، سواء كان النقد في العلاقة العاطفية أو العائلية أو في مجال العمل. كما يمكن للنقد المستمر أن يؤثر على مشاعر الحب والاهتمام. والمشكلة الكبرى هي أن لا نكون على استعداد لاتخاذ الخطوة الأولى لإنهاء هذا الإدمان على الانتقاد.

مع ذلك، عندما تكون هناك عاطفة صادقة، يمكن للشريكين البدء في البحث عن أشياء إيجابية ليقولاها عن بعضهما، وعندها يبدأ النقد في الانخفاض.

فإذا كنت تريدين لعلاقتك أن تنجح فعليك أن تركزي على نفسك والبدء بالتخلي عن التعليقات السلبية تجاه شريكك، وأن تفكري قليلا لجعلها ملاحظات إيجابية، وأن تتناسي إلى حد كبير ملاحظاته السلبية. وبعد فترة من الزمن ستجدين أن الطرف الآخر بدأ يلاحظ ذلك ويتغير ويخفف من انتقاداته.