الحياة الزوجية

20 أكتوبر 2020

الحياة فوق حبل مشدود.. ماذا يعني هذا المصطلح في العلاقات العاطفية؟

في العلاقات العاطفية، تترك التصرفات المؤلمة من أحد الطرفين أثرًا سيئًا على الطرف الآخر الذي قد ينسحب حتى في الأوقات التي ليس فيها أي خلافات أو مشاكل.

إذا كنت تعيشين مع شريك يغضب لأتفه سبب ويسيء لك عاطفيًا، سينشأ لديك شعور غامض بأنك تتصرفين تبعًا لمزاجه وليس على طبيعتك.

ففي إطار جهودك المستمرة لمعرفة مزاجه، وحتى تتجنبي أن ينفجر غضبًا أو لتفادي انتقاداته أو حركاته التي توحي بعدم الرضا، فإنك تحاولين دومًا انتقاء كلماتك وحركاتك بحرص، لكنك بعد فترة من الزمن تبدئين في الشعور بأنك ما عدت أنت وأنك تتغيرين إلى الأسوأ.

هذا ما تسميه مجلة " سايكولوجي توداي " بـ"الحياة فوق حبل مشدود"


وفي قراءتها لهذه النوعية من الحياة الحذرة، تشير الدراسة الى أنه من الصعب على الزوجة أن لا تشعر بالضياع في الحياة مع شريك كهذا؛ فالتصرف بطريقة مختلفة كل مرة تبعًا لمزاج شريكك، سيجعل ثقتك بنفسك وشعورك بالذات يختفيان تدريجيًا، وأنه لا يمكن لك استعادة هذه الثقة أو الشعور بالتحسن حتى يتغير شريكك ويعاملك بشكل أفضل.

اعتمدي صوتك الداخلي




وتضيف الدراسة إن فكرة الاعتماد على شريك حياتك من أجل رفاهك العاطفي هو أول شيء يجب عليك تغييره؛ وهذا يعني أن عليك عدم التركيز على شريك حياتك بل على استعادة صوتك الداخلي، وهو أفضل شيء يمكنك القيام به لمساعدة شريكك وإنقاذ علاقتكما.

وفي شرح هذه النصيحة، تقول الدراسة إن التواصل الأهم في حياتنا منذ الولادة يحدث من خلال نبرة الصوت وتعبيرات الوجه واللمس والرائحة وليس اللغة.

ومعظم الاتصالات مع الأطفال الأكبر سنًا والشركاء تحدث من خلال عملية غير واعية من التناغم العاطفي، ولهذا فإن الأطفال يشعرون بالألم بسبب الجو المشحون بين آبائهم.

والعديد من الأطفال الذين ينشأون في عائلة تفتقد للتناغم العاطفي يعانون من مشاكل مدرسية ويظهرون ميولا عدوانية تتمثل في الغضب السريع والبكاء المتكرر دون سبب. وعادة ما تكون مشاهدة أحد الوالدين ضحية مضرة بالأطفال أكثر من الإساءة المباشرة لهم. إن رؤية أحد الوالدين تُساء معاملته هو إساءة معاملة عميقة للأطفال.

لكن هل يعني ذلك أن لا أمل في التغيير؟ الواقع أن هناك أملًا من خلال فهم السبب وتطوير عادات جديدة، كما تقول الدراسة.

فالشريك الغاضب يتعامل دومًا مع أي شيء يزعجه بإلقاء اللوم على الطرف الآخر، أو إنكار مسؤوليته عن المشكله، وهو يمارس آليات التكيف التي يمارسها الأطفال في سن الثانية تقريبا. وعندما يستخدم الكبار آليات تكيف الأطفال، فإنهم يعانون من مشاعر العجز، وفي لحظات الغضب يزداد إفراز الأدرينالين الذي يعطيهم شعورا بمزيد من القوة، وللحفاظ على هذا الشعور بالقوة يمارسون مزيدا من اللوم والإنكار في دوامة من الغضب لا تتوقف.

لكن الشركاء الغاضبين يمكنهم تحويل هذه الآليات الخاصة بالصغار إلى آليات أشخاص بالغين لديهم القدرة على ضبط النفس، وتقدير الآخرين. بالتكرار سوف تتطور عادات جديدة تتسم بحسن التقدير والاتصال والحماية، كما تشير الدراسة.