الحياة الزوجية

8 سبتمبر 2020

"الجمال جمال الروح".. هل هذا الإطراء يُقنع الزوجة؟

من حق كل زوج أن يضع الجمال في قائمـة المواصفات التي يطلبها في الزوجة، وأنه لو نظر إليها وإلى جمالية نفسها شعر بالسرور.

وقد يبالغ أحياناً بعض الرجال في شروط وأوصاف الجمال، فيسلطون الضوء على الشكل أكثر من الجوهر، غافلين عن أن هذا الجمال مهما كانت مواصفاته مقابل خلوّه من الجمال الروحي ليس جمالاً وقد يتحول إلى وبال على صاحبه .

علم الاجتماع يقول..

المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات، لا ينكر أهمية تركيز الرجل على شكل المرأة أو جمالها الظاهري، ويعدّه مطلوباً، لكنه في الحقيقة، ليس الشرط الوحيد لتحقيق السعادة الزوجية.

ما كانوا يقولونه قديماً: "المضمون جوهر والظاهر قشور"، وأن جمال الصورة تبليه السنين ولا يقبل النماء، بعكس جمال الروح القابل للنماء والتألق، لا سيما أن جمال الصورة قابل للتنازل عنه، بعكس جمال الروح الذي لا يقبل التنازل عنه أو التساهل فيه.

فيما الكثير من الرجال يرون أن القصور في بعض ملامح الجمال الظاهري عند زوجاتهم يمكن تكميله وتعويضه، أما جمال الروح وخفة الظل فلا، يقول العمارات.

هل تقتنع الزوجة بذلك؟

ليس من السهل اقتناع بعض النساء بهذه المقولة، بحسب العمارات. خاصة إن كانت تشعر المرأة أن مقاييس الجمال لديها ليست كما يجب، وأن هناك بعض العناصر التي تعكر صفو الجمال لديها، أو ينقصها بعض الأمور لتكون صورة الجمال مقبولة عندها وعند الآخرين.

لذلك، وفي هذه الحالة، يكون الإطراء عاملاً مطلوباً من قبل الزوج لزيادة مستوى قبول الزوجة بها وبكل ما فيها، خاصة إن كان يُلقيه على مسامع حشد من الناس سواء كانوا أقارباً أم أصدقاء، وهو ما من شأنه زيادة ثقتها بنفسها أمام الآخرين، وإثبات زوجها أن جمال روحها هو سبب السعادة التي تعمّ أرجاء المنزل.

جمال الروح ينعكس على الجسد

ما يريد العمارات الإشارة إليه، هو أن إطراء الزوج وتغنيه بجمال روح زوجته، الذي من ناحيتها تجد فيه نوعاً من المجاملة غير المسبوقة، حتى وإن كانت تعلم قدرتها على إشباع حاجاته وامتلاك العوامل المؤثرة في نجاح علاقتها به، والتعامل بروح الانفتاح وليس الإصرار على عادات أو تقاليد بعينها بوصفها الصواب، وغير ذلك خطأ، مسألة تعود لقرار الزوجة وثقتها بنفسها.

بالمقابل، من الجيد، اعتقاد الزوج أن السلامة من أي مرض أو عائق يمكن له أن يعطي نتائج فعالة تنعكس إيجاباً على العلاقة بين الزوجين وتؤكد أن الجمال لا يرتبط بالجسد فقط.

ومن البديهي، وفق العمارات، أن تسود حياة الزوجين المودة والألفة والعِشرة والأُنس والتضحية، والعمل المشترك على تأسيس أسرة متآلفة وجميلة، فقد يكون هذا هو الأجدى والأنفع لهما بدلاً من التركيز أكثر على جمالها الشكلي.