الحياة الزوجية

7 نوفمبر 2019

لا تغامري بلعبة إنشاء حسابات وهمية للتأكد من خيانة زوجك.. لماذا؟

بات انشغال الزوج بعد عودته من العمل بتطبيقات الهواتف الذكية لساعات طويلة بدلاً من قضائه مع زوجته، مدعاة لوقوعه في فخّ الشكوك من طرف شريكته، والتكهّن بوجود علاقات نسائية أخرى.

مواقع "السوشال ميديا"، وإن ساهمت بالتعارف الرقمي بين الأشخاص والأسماء، إلا أنها عملت على تشكيل صدمة عند الزوجة التي باتت تحمل في رأسها مجموعة من الأسئلة تتعلق برغبة معرفة من هي الشخصيات التي تحتل وقت زوجها، وهل هي امرأة أم رجل، وهل لدى زوجها القابلية للتعرف على أخريات؟

ولكن، هل يصحّ أن تتجرأ الزوجة وتنشئ حسابًا وهميًا لاكتشاف ما إذا كان زوجها خائنًا أو لديه القابلية للتعرف على غيرها؟ أو ربما اكتشاف مدى مناعته ووفائه كي يرتاح قلبها؟

ليطمئنّ قلبها

"فوشيا" حملت هذا السؤال المعقد، إلى الأخصائية النفسية والتربوية الدكتورة سوزان السباتين، التي ترى أن التطور التكنولوجي وانتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على جميع المستويات، فتح أبوابًا شتّى للخيانة.

القصص الكثيرة التي تسمعها الزوجة، في جلسات النساء التي لا تخلو من الحديث عن الخيانات الزوجية الناجمة عن تعرُّف فلان على فلانة من تلك المواقع، هي حكايا من الطبيعي أن تثير فضولها، وتخلق في نفسها الهواجس والريبة.

ونتيجة هذا الشك، وربما بوهم الحفاظ على بيتها من الخراب، فقد تتجرأ وتنشئ حسابًا وهميًا باستخدام اسم وصورة لفتاة جميلة ولافتة، ثم إضافته كصديق، وبدء الحديث معه وسحبه إلى ملعبها إن وافق على قبول صداقتها.

وفي هذه الحالة، تشير السباتين، يبدأ دخول الزوج الفعلي في الاختبار، فإما ينجح أو يخسر، فيما هي تحاول أن تُطفئ نار شكوكها إن خالفها في التوقعات وعاملها بجفاء.

التكهّنات تصبح حقيقة



هذا الأمر لا يصبّ في مصلحة الزوجة بكل الأحوال؛ لأنها إن أصرّت عليه بالمتابعة والمحاولة تكرارًا، فقد يضعف ويقع في شباكها حتى وإن كان حريصًا عليها وعلى بيتها، وقد يكون الأمر بالنسبة له من باب حب الاستطلاع لا أكثر.

وفي هذه الحالة، أي عند عودته إلى المنزل قد يلحظ مزاجيتها السيئة دون أن يعلم حقيقة سلوكياتها نحوه.

والمشكلة الكبرى، إن علم بطريقة ما، أن تلك الشخصية التي دخلت حياته وتدخلت في خصوصياته هي زوجته، وهو ما يدفعه إلى الغضب وإعلان الحرب عليها وربما تكرار خيانته بعناد مكلف للجميع.

ماذا بعد انتهاء اللعبة؟

إن خانها زوجها فعلاً، كما تقول الباحثة الاجتماعية عليها أن تركز على الحوار الدائر بينهما، والدوافع التي أدت به إلى التعرف على غيرها، وطبيعة الشكاوى التي كان يحكيها لـ "الصديقة الجديدة"، وبذكاء منها، تعمل على توجيهه إلى العشّ الذي أسساه معًا، والمحاربة من أجل الحفاظ على بيتهما من الدمار.

ودعتها السباتين إلى عدم المجازفة بدخول هذه اللعبة الخطرة، واستبدالها بالتروّي والحكمة في التعامل مع هذا الموقف؛ فبغير ذلك، ربما يتمادى مع أخريات دونما خوف أو أي شعور بالذنب، فيحدث ما لم يكن بالحسبان.

وتنتهي الأخصائية إلى القول: "إذا كان الزوج يحترم زوجته ويصونها، فلا داعي لاختباره بإنشاء حسابات وهمية، ولا بأي شكل من الأشكال".