الحياة الزوجية

5 مايو 2019

أداء الرجل لمهام مثل "المسح" وغسل الأواني.. مقبولة مُجتمعيًا أم مرفوضة؟

أدت الحياة الاقتصادية وارتفاع تكاليف العيش وتدني الدخول إلى اتجاه بعض الرجال للزواج من موظفة تكون بمثابة الساعد الأيمن والمُعين له في التزامات الحياة المرتفعة.

وانطلاقاً من شعور الزوجة بدورها الكبير في منزلها، هناك من الرجال من لم يؤمن بتلك التجربة، حتى وإن كان بناء عش زوجية يتصف بالهدوء لا يتحقق في الوقت الحالي، إلا بمشاركتها والمساهمة في رفد المنزل ببعض ما يحتاجه.

تبعات عمل الزوجة على الزوج



لم يخالف المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات مدى أهمية دور الزوجة في دفع عجلة الحياة واستمراريتها دون منغصات أو نزاعات، ولكن جراء ذلك، بات على الرجل تقبُّل قيامه بأدوار جديدة ربما لم يعتد عليها، لكن الظروف تحتم عليه مساعدتها والقيام ببعض أدوارها في بعض الأحيان.

ويتابع، يتطلب وجود أطفال بحاجة إلى عناية وتربية، وبداعي مساندة زوجته، والقيام بدورها ولو لوقت معين، كمساعدتها في تحضير وجبة الفطور الصباحية، أو تحضير ساندويشات الأطفال قبل ذهابهم إلى المدرسة، وتدبير أمورهم، إن لم يكن السهر على راحتهم إذا ما أصابهم أي عارض صحي، ومساعدتها في حملهم أثناء اصطحابهم إلى السوق، وأمور أخرى يمكنه فعلها.

وأحيانًا لا يقتصر دوره عند تلك المهام فقط، وقد يتعداها وصولاً لأعمال المنزل من حيث المبادرة في التعامل مع الأجهزة المنزلية كالغسالة أو الجلاية وغيرهما، إضافة إلى ترتيب المنزل بالشكل الذي يجب أن يكون عليه، كما يقول العمارات.

ويؤكد بالقول: "نعم لقد تغيرت أدوار الرجل عما كانت عليه في السابق، جراء عولمة الحياة وتغيُّر أركانها الاجتماعية التي غزتها الرقمية؛ فلم يعد الرجل قادرًا على الإيفاء بمتطلبات المنزل، الأمر الذي جعله يقبل بهذه التغيرات والأدوار للعيش بتشاركية وهدوء".

أدواره ما بين القبول والرفض



ومن منطلق التشاركية في حياة زوجية طويلة الأجل؛ فإن القبول بتبدُّل الأدوار مع الزوجة، لا يعني الانتقاص من قيمة الزوج، بل ربما يكون السبب في خلْق أجواء السعادة بين الطرفين، خصوصًا إذا شعرت بمدى مساهمته في تخفيف الأعباء المثقلة على كاهلها من ناحية. كما أنها فرصة لشعوره بدور زوجته الكبير الذي تقوم به ليلاً ونهارًا، شريطة أن لا يتحول شعورها إلى الرغبة بالتسلط، والتنمر مع الوقت، كما يرى العمارات.

ومع ذلك، نلاحظ بعضًا من أفراد المجتمع ينبذون هذه التشاركية من باب الحسد، ناهيك عن أن التقاليد ما زالت ترى بأن المرأة هي المسؤولة الوحيدة للقيام بكافة أدوار المنزل، فيما الزوج دوره أكبر من أن يقوم بأدوارها.

وانتهى العمارات بالقول: "ليس من العيب مشاركة الزوج لزوجته أدوارها بغرض تقوية رابط الحب بينهما، وكي يتكون لديه الشعور بحجم ما تبذله من مهام من أجل سعادة أسرتها".