الحياة الزوجية

24 فبراير 2019

لماذا تلجأ بعض النساء للاستعراض والتباهي أمام الزوج والناس؟

تتفق معظم النظريات السيكولوجية بأن المرأة تتزين لنفسها ولتغيظ النساء الأخريات، وتكاد تلتقي هذه النظريات عند وصف النرجسية التي يقال إنها تختفي وراء طبع الاستعراض الذي تتسم به بعض تصرفات النساء وهنّ يغالينَ أحياناً في الملابس من ماركات تعرف وتستغل هذه النزعة.

وبعض النظريات تقول إن استعراض المرأة هو لتبدو الأجمل أمام زوجها، رغم ما في ذلك من عبء إضافي على جيب الرجل وميزانية الأسرة.

الأخصائي النفسي باسم التُّهامي يقول بهذا الخصوص لـ"فوشيا"، إنه يؤيد مقولة إن المرأة بوجه عام تحاول أن تكون في أحسن صورة لها، وذلك حتى تنال إعجاب غيرها، لكنه أشار إلى أن هذا الاستعراض يتنوع بين سيدة وأخرى حسب ما تنطوي عليها شخصيتها، فتكون كثيرة الكلام وكثيرة السرد في تفاصيل لم تقم بها أصلاً، مثل شراء أشياء ثمينة، أو اهتمامها باتجاهات معينة والتوسع في عرضها للصور على صفحتها في السوشال ميديا.



ويستحضر التهامي جانباً آخر لموضوع النزعة الاستعراضية لدى المرأة؛ فزواجها، في أحيان كثيرة، ينقلها إلى مستوى اجتماعي لم تكن تعيشه من قبل، فيتحرك لديها شعور آخر بالنقص ربما كان لازمها في مراحل نموها المختلفة، متمثلاً بفقدانها لمتطلباتها وعدم حصولها على ما تريده، ولذلك فإنها في حياتها الزوجية تحاول إظهار تفاخرها أمام معارفها وصديقاتها بما هي فيه من مستوى اجتماعي ومادي.

ويضيف التهامي أنها تبدأ بعد الزواج بمحاولة التمثيل بشكل استعراضي، وأوله أمام زوجها، عندما ترى أنها غير ملائمة له من النواحي المادية أو الاجتماعية أو العلمية.

ومن جهة أخرى، قد لا تجد المرأة التقدير والثناء من زوجها تجاه تصرفاتها أو ملابسها أو هندامها، وتتحول تعليقاته السلبية عليها إلى زيادة عنادها وحساسيتها، ومن هنا تبدأ زيادة الاهتمام بنفسها، والإصرار أكثر على فعل وشراء ما تشاء لطالما لم تجد ما يُشبع رغباتها واحتياجاتها العاطفية.

ويعتقد التهامي أن تلك المرأة الاستعراضية تجعل زوجها تحت ضغط مستمر لتجنب المشكلات التي قد تحدث في حالة عدم تحقيق رغباتها، كما تسبب له إحراجاً أثناء اصطحابها عند أهله أو أقاربه خصوصاً إذا اضطر لانتقادها؛ ما يعني تأثرها وزيادة سخطها وغضبها، وهذا ما يتطلب منه التحدث معها بعيداً عن العصبية والانفعال.

قبل الوصول إلى العلاج النفسي



وكما يرى التهامي، فإن المراة الاستعراضية إذا لم تتقبل النصائح، والأمر أصبح غير قابل للسيطرة، فلا بد من اللجوء إلى العلاج النفسي والتدخل الطبي لعلاج مشكلتها.

كما يتطلب هذا الوضع من الزوج أن يتحلى بسعة الصدر والأفق حتى لا يكون محبطاً لها. ومن جانبها، عليها أن تحافظ على شخصيتها الحقيقية، وأن تنصت جيداً لتعليق زوجها على طريقة هندامها وملابسها؛ فالمحرك الرئيس والدافع لذلك هو الغيرة والرغبة في الحفاظ عليها تفادياً لأي كلمات يمكن أن تؤثر على مشاعرها، كما يقول التهامي.