الحياة الزوجية

3 يناير 2019

ماذا تفعلينَ لتمنحي عقد زواجكِ إدامة طوعيّة؟

أيّهما يتمسّك بعقد زواجه أكثر من الآخر، لو جرى تخييره طوعًا في ذلك: الرجل، أم المرأة؟ هذه اللّعبة الافتراضية، ناقشتها قنوات تلفزيونية أميركية العام الماضي، وسألتْ مجموعة من النّساء والرّجال أنْ يعلّقوا على فرضية انتهاء صلاحية عقد زواجها، أو زواجه، وطلبتْ أجوبة إن كان سيجري تجديد هذا العقد.

لكنّ الطّريف في الموضوع، هو أنّ إحدى التوك شو العربية الجريئة، طرحتْ مؤخرًا، هذا السؤال على مستمعيها، وكانت الإجابات مفاجئة، ليس فقط في الصّراحة الصّادمة، وإنّما في كون الرّجال، وبنسبة كبيرة أجابوا أنّهم لن يجددوا عقد الزّواج بعد انتهائه. فيما أجابتْ إحدى النّساء، أنّها ليس فقط، لن تجدّد العقد، بل ستطلب تعويضًا عن الفترة السّابقة.

فمتى يصل الزوجان إلى هذا التفلُّت؟



"فوشيا" حملت هذا السّؤال الافتراضيّ، إلى الاختصاصسة النفسية، ومدربة التنمية الذاتية، سحر مزهرن لاستقراء الأسباب النفسية، والاجتماعية، التي توصل المتزوّجين، وتحديدًا الرجل، إلى هذا الحدّ من الرغبة في التفلّت من العقد.

وقالت "مزهر"، إنّ عقد الزّواج، هو عقد بداية حياة، يأمل الزوجان خلالهن الحصول على التّفاهم، والحب، والسعادة، وأنْ يكملا طريقهما معًا لنهاية العمر، ولكن يحصل أنْ تحدث صراعات بين الزوجيْن، يودّان أنْ يكون لعقد زواجهما تاريخ انتهاء.

فعندما تغيب الثّقة؛ أساس العلاقة الزّوجيّة، وغيرها من العلاقات، ويخيّم الشّكّ، والخوف، والكذب عليهما، فهذا مؤشّر على أنّ علاقتهما بدأت تدقّ ناقوس الخطر.

ويأتي فقدان شعور الأمان، والخوف من المستقبل مع الشّريك الآخر، لعدم الإحساس به كسند، فهذه مشاعر مدمّرة للحبّ، كما قالت.

وأمّا الحياة غير المستقرّة، وانتظار الشّريك على أيّ خطأ، يحوّل حياتهما جحيمًا، ويجعلها ساحة حرب جاهزة للقتال في أيّ لحظة، وعدم القدرة على ضبط الانفعالات، عامل يدعو لتمنّي انتهاء عقد الزّواج.

ولم تنسَ مزهر، تأثير الصّمت والرّتابة والتّجاهل في العلاقة، ومدى تأثيرها على ذبول شعلة الحبّ، والشّغف والرّغبة بينهما، وكذلك دور الانتقاد، والكلام الجّارح والانتقاص من الشّريك، ودوره في إشعال مشاعر الكراهية، وإنهاء عقد الزّواج، ولو نفسيًا.

ثمّ العنف والإساءة الجسدية، أو النفسية، وعدم الاحترام، والتقدير في المعاملة، واشتعال الانتقام والكراهية، هي عوامل تجعلهما يفكّران بإنهاء العقد.

كيف يتحوّل إلى عقد أبديّ؟

انتهتْ مزهر، بالتّأكيد على أنّ عقد الزّواج لن يكون أبديّا، إذا ما تخلّله الحبّ، والتقبُّل، والتفهُّم، والاحتواء، والعطاء من كلا الطرفيْن، حيث تحتاج كلّ هذه المشاعر معرفة عميقة، في كيفيّة التّعامل مع الشّريك، والحفاظ على بيت الزوجية هانئًا، والتّغاضي عن بعض الأخطاء، التي يمكن تمريرها، وعلاج المسائل المعقّدة إنْ أمكن، وبغير ذلك، يجب أنْ ينتهي عقد الزّواج.

وهذا يدعونا لطرح التّساؤل التّالي: لو كان لعقد زواجكم تاريخ انتهاء، هل ستعملون على تجديده؟