الحياة الزوجية

23 أغسطس 2018

صمت الزّوجة أمام انفعالات زوجها.. هل يهدِّئ من عصبيّته؟

تجد الزّوجة أثناء انفعال، وعصبية زوجها أمامها، بأنّ الصمت هو الحل الأسلم لـ "وجع الرأس"، مهما كان الدافع وراء سلوكه، سواءً لأسباب متعلقة بظروف عمله، أو مشاكل بين أصدقائه، أو عائلته، أو لمشكلة مرتبطة بها شخصيًا.

إلا أنّ صمتها هذا، لن يكون الوسيلة الفعّالة في تهدئة الأجواء؛ فهي كالرّجل، تحتاج إلى بثّ أحزانها، وهمومها، كي تتغلّب على مشكلاتها.

لماذا تصمت الزوجة أحيانًا؟



ترجَم الاختصاصيّ النفسيّ، باسم التُّهامي، صمت الزوجة، إلى حالة من "الكبْت" تَعني إخفاء مشاعرها الحقيقية، لفترة زمنية، قد تطول، أو تقصر. وإنّه إذا لم تفرّغ انفعالاتها، ستتولَّد عندها حالة من الهيجان، وقد تُحدث ثورة، لم تكن متوقّعة.

وقد يفسّر الزوج صمت زوجته، أمام انفعالاته بالضَّعف، بحسب ما قال التُّهامي لـ "فوشيا"، إلا إذا وضع في الاعتبار حبه وتقديره لها، عندئذٍ، قد يمتنع عن افتعال المشاكل، والصراخ أمامها، تفاديًا لدخولها في معترك النِّقاش، وكثرة الجدال، ومن ثمّ لجوئها للخصام، وقلّة التواصل بينهما، وهو ما يؤدّي إلى انفصال عاطفيّ، رغم تواجدهما تحت سقف واحد.

ومن جهة أخرى، ردّ التهامي صمت الزّوجة، أمام انفعال زوجها، إلى تجنُّب تجاوزه في التَّمادي، والتطاول عليها، ومن ثمّ تفاقم الخلافات إلى ذروتها.

هل يهدّئ الصمت من روع الزّوج؟



ليس من الصحيّ لجوء الزوجة للصمت، كأداة لتفادي الخلافات بينهما، إذْ يمكنها الاستعاضة عنه بالتحاور، ومعرفة الدّافع وراء أفعاله، وقول بعض عبارات التهدئة، والإطراء، للتخفيف من وطأة انفعاله، كمحاولة لتهدئة الجوّ المشحون في المنزل، كما رأى التُّهامي.

أمّا لو بالغ بغضبه الدّائم، وافتعال المشاكل بصورة غير مبرَّرة، طالبها التُّهامي بمواجهته، والإصرار على معرفة أسباب عصبيته، وصراخه، مع إظهار عدم قدرتها على تحمُّل الوضع أكثر من ذلك، تحديدًا إذا كانت لها محاولات سابقة في تهدئته، ومطالبته بالتخفيف من حدّة غضبه، ولكن دون تحقيق نتائج تُذكر.

التّدخّل العلاجيّ أحيانًا



لا بدّ من التدخل العلاجيّ، في أغلب الأحيان، كما بيّن الاختصاصي، أي بمعنى الاستشارة العلاجية، وإجباره على الخضوع للجلسات النفسية، والتعديل السلوكي من قبل المُختصّين، للوقوف على الأسباب وراء أفعاله، بخاصة، إذا فاقتْ الأمور الحدّ المسموح.