الحياة الزوجية

11 ديسمبر 2017

من يتذمّر أكثر .. أنتِ أم زوجك؟

كثيراً ما نسمع رجالاً يشتكون من أن زوجاتهم، لا يتوقفن عن التذمر والشكوى، فهل صحيح أن النساء أكثر تذمراً من الرجال، أم أن العكس هو الصحيح؟ ألا يمكن أن نعتبر تذمر الرجل من شكوى زوجته نوعاً من التذمر المردود عليه؟ ماذا حين تصرّ المرأة على أن شكواها محقة، وأن الرجل يعمل على تسخيف هذه الشكوى واعتبارها أمراً لا أهمية له؟ في حين أن المرأة حين تشكو لامرأة أخرى، فإنها تحصل على المساندة والدعم وليس السخرية.

أحد الإخصائيين الاجتماعيين، ممن تقتضي طبيعة عمله الاستماع لشكوى الناس من الجنسين، رجالاً ونساءً، يقول: "إنه لا يستمع فقط، بل يشجعهم على الشكوى كي يتمكن من تقديم المشورة والنصيحة لهم وتشجيعهم على القيام بشيء لتحسين وضعهم، ويضيف أن المرأة عندما تشكو فهي غالباً ما تحاول التعبير عن آلامها ومخاوفها وما يزعجها، وهي تتوقع ممن يسمعها أن يتفهم ذلك دون محاولة إعطائها أية أفكار حول كيفية إصلاح الأمور".

ويوضح بعكس الرجل الذي يرى من واجبه إصلاح الأمور حتى قبل أن يعرف كافة جوانب ما تشكو منه المرأة، رغم أنه غالباً يجهل طبيعة الإصلاح المطلوب، ما يجعل الشكوى تتضاعف، فقد كانت المرأة تشكو من مشكلة ما، وهي الآن تشكو من المحاولات الخاطئة لحلها.

نوعيات مختلفة من الشكوى



لكن من يشكو أكثر الرجال أم النساء؟ يعتقد الإخصائي الاجتماعي أن المرأة تشكو لامرأة أخرى، أكثر مما يشكو الرجل لرجل آخر، والسبب في ذلك هو أن أكبر المجموعات المضطهدة تاريخياَ هي النساء، ومعظم الشكوى تتعلق بطريقة معاملة الرجال والحواجز التي يضعونها لمنع النساء من القيام بأي شيء يتعلق بشكواهنّ. وهذا الإشكال لم ينتهِ بعد، فما زالت النساء خائفات من العمل في أماكن كثيرة خشية التحرش الجنسي. وما زال القانون لا يقف في صف المرأة، للحصول على العدالة في كثير من الحقوق التي تطالب بها.

إن العديد من شكاوى النساء تدور حول عدم الشعور بالحرية، سواء حرية الكلام أو حرية التصرف. وهكذا تصبح شكوى المرأة للمرأة وسيلة للترابط الاجتماعي، مع أمل ضئيل في أن يكون هناك عمل جماعي لمعالجة الأمور التي تشكو منها.

لكن هناك أيضا أموراً يشكو منها الرجال، فهم غالباً ما يشكون من سوء الوضع الاقتصادي، ومن المشاكل الصحية ومن التقدم في السن، وحتى من سوء حالة الطقس. والكثير منهم يشكون من التمييز في العمل، والقمع أحياناً.

علينا أن لا نلقي باللوم على المرأة لأنها تتذمر بصورة أكبر، بل علينا أن نلقي باللوم على الظروف التي وضعت المرأة في مكان يجعلها أكثر تذمراً، وأن نعمل معاً على تغيير هذه الظروف.