الحياة الزوجية

9 نوفمبر 2017

وهم أم حقيقة.. هل يغير الحب ملامح المستقبل؟

قد تجمعنا الظروف بشخص نراه مثالياً في كل شيء، وتجتمع فيه كل الصفات الحميدة لكونه متحدثاً رائعاً ومرحاً يمتلك المبادئ والمثل العليا، خلوق ولبق وننجذب إليه بجنون لأنه فارس أحلامنا المنتظر.

وهي النظرة التي تؤدي إلى الإعجاب ثم الحب الذي يغير العالم من حولنا، ويجعلنا نرتشف من كأس النشوة ونغرق في بحر اللهفة ولوعة الانتظار.

وبحسب مجلة علم النفس "فسيولوجي توداي"، عندئذ لا يخضع الحب للعقل أو التصرف بعقلانية بل يكون تجربة حقيقية قد نتعامل معها بتهور واستعجال؛ يجعلنا ننظر للظاهر وليس الباطن، وننجرف في بحر لا شط له، ونقرر العيش مع الحبيب دون الإكتراث بما يخبئه لنا القدر.



وبعد أن تهدأ رياح العواطف وتستكين الجوارح نفكر في سعادتنا وسعادة من نحب، وتفاجئنا التغيرات وتعصف بنا مشاكل الحياة، ونقدم التنازلات يتبعها الشكوك والخوف، وحتى لو جمع بيننا الرباط الأبدي وتلاصقت أرواحنا كل يوم تضغط علينا الحياة بمشاكلها ويدخل الفتور والملل إلى نفوسنا ويقول لسان حالنا "ليتنا ما بدأنا".

هكذا يبحث المرء عن سعادته فلا يجدها، ودائما ما ينظر إلى نصف الكوب الفارغ، ولكنها طبيعة الحياة المليئة بمتناقضات الفرح والحزن والحب والكره، وليس هناك سعادة مطلقة أو حزن أبدي فكل شيء يتغير، ونحن أول من يتغير وبالتالي تتغير وجهة نظرنا وحكمنا على الأمور.

ولكل منا طريقته في الشعور بالسعادة وإسعاد من حوله، كذلك لكل شخص أسلوبه في التعبير عن سعادته وحزنه وطبيعة البشر لا تتغير كالطبيعة من حولنا.

فهل من الممكن زرع بذور البلوط لتطرح مانجو في النهاية؟ لماذا نحاول تغيير أنفسنا بكل قوتنا ونغير من طبيعة من نحب، ونطلب منه أن يظل كما كان الشخص الذي رأيناه أول مرة، وهل طعم الحب منذ سنين مضت هو نفسه بعد سنوات أخرى بنفس العمق وإحساس اللذة ؟

وهل من الممكن تغيير مسار حياتنا، فماذا لو لم نحاول الاستمرار في الحب، ولماذا لم نأخذ وقتنا لرسم ملامح المستقبل بتأني وعقلانية بعيداً عن الاندفاع والتهور؟

وماذا لو درسنا شخصية الحبيب بكل تفاصيلها ولم نستعجل الأمور لنعيش التجربة بدلاً من التفكير في عواقبها.

عيشي الحب من أجل الحب ولا تسجنيه داخل الجدران ولا تحدديه بالزمن واجعلي الالتزام هو الخطة المستقبلية التي تقوم مبادؤها على الوفاء المتحرر من القيود، فقد يكون الحب هو المستقبل بعينه.

أزيلي المسافات والتعقيدات وبدلا من ضياع الوقت في رسم الخطط المستقبلية ارسمي طريق الحب أولا وحددي ملامحه الأبدية بدلا من التفكير في المجهول.