الحياة الزوجية

1 أكتوبر 2017

زواج المصلحة: بيع للمشاعر مقابل المكاسب المادية.. فهل ينجح؟

في الزواج تحديداً، ينبغي أن لا تعلو أي حسابات فوق الحب والتوافق بين الأزواج مهما كانت، فإنْ تحقق لأحد الزوجيْن مكاسب وفوائد مادية من الارتباط، استمرت لفترة زمنية قصيرة إلا أنها حتماً ستنتهي بكارثة محقَّقة في ما بعد.

فالزواج الذي لا يغلّفه الحب، سيملؤه الخوف والترقب، بدلاً من أن يكون بمثابة الماء والهواء الذي يمنحهما البقاء والاستمرار في وجه صعوبات الحياة.

هل يُكتب له الاستمرار؟



يعد زواج المصلحة الذي أصبح منتشراً بين الناس ارتباطاً يغلب عليه طابع المنفعة الشخصية، ويبقى استمراره قائماً إلى أن تنتهي مصلحة أحدهما لو بعد سنين، إلى أن يحقق أحدهما منفعته الشخصية بدلاً من الحب والمودة واحتواء الطرفيْن لبعضهما البعض.

 وترى الاستشارية النفسية والأسرية، حنين السيد أن زواج المصلحة مهما تعددت أشكاله وصوره، فهو ملجأ لبعض شرائح المجتمع الذين يعانون من ضغوطات عديدة في حياتهم، جعلتهم يغلّبون مصالحهم المادية على عواطفهم وعقولهم.

وأوضحت الاستشارية أن الزواج الذي يُبنى على مصلحة، ما هو إلا مجرد صفقة تجارية بين الزوجيْن، يتبعها آثار نفسية سيئة على الفتاة قبل الرجل، لكونها الضحية الأولى فيه بل والخاسر الأكبر؛ فمن غير المنطق أن تنتهي الحياة بين الزوجيْن بعد زوال المنفعة التي تجمعهما، وحينها عليهما تقبّل عواقب قبولهما بهذا الزواج.

ونصحت السيد كل من يجهز نفسه للزواج أن يبتعد عن منفعته المادية من هذا الزواج، مهما كانت الغاية التي سيحققها منه؛ فالعلاقة بين أي زوجين يُفترض أن تقوم على المودة والرحمة والتعاون، والتطلّع لحاجتهما لبعضهما؛ تحسباً من تعرّض حياتهما للانهيار مع أول عقبة يواجهانها.

وختمت الاستشارية قولها، إن الزواج الذي يتكلل بالحب له فوائد لا تُحصى، فالعواطف لا تخضع لقواعد ثابتة، ومع ذلك، فإن بعض الأزواج وصلوا إلى حياة مستحيلة بينهم رغم أن زواجهم بُني على الحب والعاطفة، في ما زواجات أخرى وصلت إلى مرحلة سامية من التفاهم والسعادة رغم أن أساسها بُني على المصلحة دون حب يجمعهما.