الحياة الزوجية

20 يونيو 2017

هل يغار الزوج من زوجته المتفوقة عليه أم يدعمها؟

من الموروثات الاجتماعية التي تربينا عليها، أن الزوج هو القائم الأول على شؤون أسرته والمعيل الوحيد الذي تقع على عاتقه العديد من المسؤوليات تجاه عائلته الصغيرة، وهو من يتحمل الجزء الأكبر من الحياة العملية ويكون في بعض الأحيان أكثر تفوقاً من الناحية العلمية بالمقارنة مع زوجته.

ولكن ماذا لو حدث العكس؟ ماذا لوأن التفوق في الحياة الأسرية كان من نصيب المرأة، وأنها القائم الأول بشؤون الأسرة بدلاً عنه، هل يحقّ للزوج أن يختلق الخلافات بينهما، من منطلق الغيرة أو الخوف من نجاحاتها؟

في هذه الحالة، هل يلعب الزوج دور الداعم لزوجته أم المدمِّر لنجاحها؟



أكدت دكتورة علم النفس الإعلامي، سهير السوداني لـ "فوشيا" أن التفوّق في العلم أو العمل ليس تفوّقاً في حدّ ذاته، إنما يكمن في السلوك والفهم والإدراك والذكاء والاطلاع والمعرفة، فقد يكون الزوج غير متعلم إلا أن معرفته بالحياة أكبر مما توفره الشهادات العلمية وبالتالي تكون خبرته بالحياة أعمق من زوجته.

ونوّهت السوداني أنه ليس من حق الزوجة أن تتعالى على زوجها، وليس من المناسب أن تتصرف بنوع من التباهي والعنجهيّة، وإلا فهي لا تستحق العيش معه، مبررة أن الحياة بين الزوجين ينبغي أن تُبنى على المشاركة لا على المنافسة، وأن طريقتها في الحياة وتعريفها عن ذاتها بتواضع هو عنوانها الحقيقي، وليست الألقاب التي ترافقها.

بالمقابل، بيّنت السوداني أن دور الزوج ينبغي أن يؤديه دون الحاجة للتكبر والتعالي، وليس من حقه أن يغار من زوجته لتفوقها عليه، بل عليه تقبل نجاحاتها من منطلق التصالح مع الذات والعيش معها كشريك وليس كندّ لها.

كما لا يمكننا إلقاء اللوم بالكامل على الزوج، فربما يكون مدفوعاً للغيرة جراء تصرفات زوجته وتسلّطها، وإعطائها الأوامر دون التشارك معه في الرأي بمحبة وتفاهم.

وقدمت السوداني نصيحة للزوجة المتفوقة في تحصيلها العلمي والعمليّ بأن تخلع ثوبها الوظيفي بمجرد الدخول لمنزلها، فإن فعلت ذلك حتماً ستجد القبول والمشاركة من طرف زوجها بشكل خاص وأسرتها بشكل عام، أما إذا بقيت مرتدية هذا الثوب، فلن تجد إلا النفور والرفض من سلوكياتها حتى من أولادها.

لذلك على الزوجة المتفوقة أن تتجرد من غرورها، وأن تكون إنسانة متواضعة في منزلها، وأن لا تكون شخصية متسلطة ودكتاتورية في أوامرها، إنما بسيطة ومتواضعة، تحسباً لوقوع مشاكل مع زوجها هي في غنى عنها، وقالت السوداني: "إذا دخلت المشاركة بين الزوجين من الباب خرجت المشاكل من الشباك".