حب ورومانسية

16 يناير 2022

لماذا تفضل بعض النساء العزوبية؟

إذا كان الأعزب والمتزوج كلاهما يشكيان، فأين هي الحقيقة إذا في الذي يدعيه معظم الرجال وبعض النساء من أن حياة العزوبية نعمة؟

تحليلات بحثية أخيرة أجريت في 31 دولة أوروبية أظهرت أن الذين يتبنون قيما مثل الحرية والإبداع وتجربة أشياء جديدة يكونون أكثر سعادة في العزوبية، وقد لا يكتشفون ذلك إلا بعد الزواج. ما يعني أن معادلة السعادة والتعاسة في العزوبية مرتبطة بالأمزجة وبأشياء أخرى، أكثر مما هي مرتبطة بوجود شريك أو عدم وجوده.

بيلا ديباولو عضو أكاديمي في العلوم النفسية والدماغ، والخبيرة في معالجة الحياة الفردية لموقع سيكولوجي توداي، استعرضت معظم حجج الشكوى وأيضا موجبات الرضا لدى حياتي الزواج والعزوبية، لتخرج في النهاية بقناعة أن كليهما على خطأ منهجي.

واقترحت أن تكون هناك طريقة جديدة للتفكير في الحياة الفردية. وكان لها منطقها الذي عرضته كالتالي:

حرية الاختيار



تقول الخبيرة ديباولو إن نقطة البداية في التفكير يجب أن تنطلق من القناعة بحرية الاختيار في طريقة قيادة سفينة الحياة الخاصة التي أنت قبطانها.

فإذا كان الأعزب يشعر بالرضا عن كونه يقرر متى يأكل ومتى ينام، وفي اختيار مشاهدة البرنامج التلفزيوني الذي يعجبه، الا أن آخرين ينظرون إلى هذه الحرية بأنها نوع من الأنانية.

القرار وتنظيم نوعية الحياة



تقول خبيرة الحياة الفردية إنه يمكن للعازب أن ينظم نوعية الحياة التي تناسبه بشكل أفضل من المتزوج.

كما يمكن أن يكون أكثر ارتباطا بأنواع مختلفة من الناس وذلك بالبقاء على اتصال ليشتركوا في شبكات اجتماعية كبيرة أو كأصدقاء، بينما يميل المتزوجون إلى أن يكونوا أكثر انعزالا.

اختيار الأولويات



وتضيف ديباولو أنه مع الشخص المرتبط تكون الأولوية للشريك والذي يُفترضُ أن يحظى بتقدير فوق الجميع. بينما من يفضل حياة العزوبية لا يوافق على ذلك وينظر لنفسه أنه حر في تقدير الأهمية إن كانت للأهل أو للأصدقاء.

الاعتزاز بحريتهم



ويتوهم المتزوجون أن العزاب يشعرون بالوحدة. غير أن التحليلات وجدت العكس، كما تقول خبيرة الحياة الفردية التي لاحظت من خبرتها الطويلة أن العزاب نادرا ما يشعرون بهذا الشعور وهم بمفردهم، بل يعتقدون أن الأمر يكون مقلقا من أن يأتي الوقت الذي يستطيعون فيه الحصول على العزلة التي يريدونها.

خبراء في إنجاز أمورهم



بالنسبة للأزواج يكون موضوع تقسيم العمل بين الشريكين مصدر قلق وصراع بينما ينجز الذين يعيشون العمل بمفردهم وقد يستعينون بآخرين للمساعدة. وهم في كل الأحوال يبقون أصحاب القرار والأهم من كل شيء هو عدم اضطرارهم للتشاجر أو التبرير وتقديم التنازلات.

سعداء ويحافظون على سعادتهم



تقول ديباولو إن العديد من الدراسات التي شاركت فيها، أظهرت أن المتزوجين لا يصبحون أكثر سعادة بعد الارتباط حيث تكثر المسؤوليات وتختلف وجهات النظر بينما يحتفظ الآخرون العزاب بسعادتهم.

ومع ذلك قالت ديباولو إن من يختار البقاء دون ارتباط قد يواجه بعض العقبات الاجتماعية التي تتصل بما يسمى الانتماء الصامت، وهو نفسه الذي قد يصبح بالنسبة للمتزوج عبئا وحمولة.

وتخلص الباحثة إلى القول بأنه لا يصح القول إن العزوبية او الزواج نعمة أو قيد، بالمطلق. فالأمر كله يعتمد على طريقة التفكير في الحياة الفردية، وهي طريقة تفكير تحتاج بطبيعتها الى التجديد حتى لا نظل أسرى لأمزجة الشكوى.. الشكوى من واقع نحن اخترناه ولم نستطع أن نستمتع فيه بما يجب وبما يكفي.

العزوبية كما قالت ديباولو هي إدارة طوعية حرة لحياتنا الفردية تجعل الكثيرين ومنهم نساء، يفضلونها. لكن ذلك لا يقلل من متعة زوجين التقيا على الإيمان بقدرتهما على إثراء حياتهما المشتركة دون الانتقاص من مُتع الخصوصية.