حب ورومانسية

30 أبريل 2021

متى يكون التخلي عمن نحب هو المعنى الحقيقي للحب؟

يكمن جمال الحياة وصعوبتها، في مدى السيطرة والاستقلال الذاتي الذي نتمتع به على أنفسنا. هذا الفصل بين الجمال والصعوبة، هو الذي يمكّننا من أن نكون من نريد.

لكننا غالبًا ما تشعر بفقدان كامل للسيطرة على كيفية قبول الآخرين لنا، فلا سيطرة لنا على الآخرين حتى لو تسببوا لنا بالألم وأشعرونا بالمهانة أو انعدام الثقة بالنفس. نحن نملك -فقط- سيطرة كاملة على من نحن، وماذا نريد.

مجلة "دارلنغ" عرضت هذا الموضوع على ذوي اختصاص في العلاقات الإنسانية، عندما توضع على المحك والخيارات القاسية. وكانت الرؤية السيكولوجية تذهب إلى أنه منذ الطفولة، يواجه البعض صعوبة في الفصل بين أين تنتهي حدودهم، وأين تبدأ حدود الآخرين. تتشابك الشخصيات، وتذوب صفاتهم مع الآخرين ومشاعرهم. عندما يتألم شخص ما، يشعرون بالألم، وإذا شعر الآخرون بالخوف، يحاولون التحلي بالشجاعة.

مثل هؤلاء الأطفال، كما تقول الدراسة، غالبًا ما ينشأون في منزل يتمّ فيه استغلال هذه الصفات، ويتم استخدام ميل الطفل للتعاطف العميق كأداة للتلاعب به وإهماله، وغالبًا ما يفترض الطفل أن السبب في إهماله، هو أنه يستحق ذلك. وللحصول على الحب والاهتمام الذي يستحقه، يبدأ في التنازل وإبداء الكثير من الحب والتعاطف على حساب كرامته ومشاعره.

ويذهب التحليل إلى أن الحب والتعاطف مع ألم شخص ما أمر جميل، إلا أن تحوّل هذا الحب والتعاطف، ليصبح نوعًا من الاستغلال، أمر مرفوض؛ لأننا سنصل إلى نقطة لا نعود بعدها نحتمل الاستغلال وما يخلفه من مهانة، ونأخذ قرارًا بالابتعاد.

وفي المقابل، فإن الابتعاد ليس أمرًا سهلًا، خاصة إذا كان شخصًا نحبه أو فردًا من العائلة. قد نشعر للحظة، أنه ليس من حقنا ذلك، أو أنه من المستحيل الابتعاد. لكننا حين ندرك أن معاملتهم لنا مهينة، وأننا في حالة تنازل دائم كي تستمر العلاقة، يصبح لدينا الحق في اتخاذ مثل هذا القرار.

الدروس التي لم نتعلمها




تقول الدراسة، إن الدروس الأكثر أهمية في الحياة ليست تلك التي تعلمناها، بل تلك التي لم نتعلمها بعد. نحن نعلم بطبيعتنا متى لا يعود بإمكاننا الاستمرار في الانحناء والتنازل، وأن هناك أجزاءً مقدسة من أنفسنا لا يمكن المساومة عليها.

نعم، أحيانًا يكون الابتعاد عن شخص ما، هو أفضل طريقة للاعتناء بأنفسنا، مهما كانت درجة الحب التي نحملها لهذا الشخص. فهذا يعني أننا نحترم ذاتنا، ولدينا الثقة، كي نعرف ما نحتاجه ونستحقه ونريده في الحياة.

في بعض الأحيان، كما تقول الدراسة، يُعد الابتعاد عمن نحب أفضل طريقة للاعتناء بالنفس. الرحيل هنا ليس فيه شيء من الأنانية أو القسوة، بل هو للتخلص من التسوية المؤذية التي نعاني منها، فحب شخص ما لا يعني دائمًا البقاء في حياته.

في الحقيقة، أحيانًا يعني حب شخص ما الابتعاد عنه، وأحيانًا، حبنا واحترامنا لأنفسنا يعني أن نبتعد عمن نحب، لأننا نشعر معه أننا في حالة تنازل دائم

وتنتهي وجهة النظر الخلافية هذه، إلى أن الابتعاد يعني الشجاعة، والسماح لنا باستعادة ذاتنا الحقيقية وحبها واحترامها.