حب ورومانسية

11 فبراير 2020

حب من أول "شمة".. من هي المرأة التي تنجذب للرجل من رائحة عطره؟

قيل قديما: "العين تعشق قبل الأذن أحيانا"، ولكن لم يتطرق أحد للحديث عن عشق الأنف قبل العين والأذن، ولا عن مدى صحة هذه الفرضية من عدمها. خصوصا وأن بعض النساء قد يقعن في حب الرجل إما لأناقة ملابسه، أو لتسريحة شعره ربما، أو تميزه بشيء ما أثار انتباهها، وأسر قلبها.

إلا أن أكثر ما تتميز به المرأة عن الرجل امتلاكها حاستي الذوق والإحساس، إذْ عادة ما تستخدم حواسها الخمس، أو ربما السادسة إذا أرادت الزيادة في جذب الرجل أو الانجذاب إليه ومعرفة سر الهوى الذي يتمتع به. وهي غالبا ما تستخدم الحاسة التي تناسبها كي تنجذب له، شريطة أن يتناسب مع مواصفاتها.

ومن هذا المنطلق، تسعى على الدوام لاستغلال تلك الحواس في تحقيق مطامعها ومآربها للوصول إلى ما تصبو إليه. فإن لم تستغل تلك الحواس أحسن استغلال، فمتى يمكنها استغلالها؟

الأنف قبل أي شيء

لم يستغرب المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات أن يكون شمّ المرأة لعطر الرجل الجاذب مدخلا لوقوعها في أسره، ذلك أن النساء وفي قاموس انجذابهن للرجل، هناك نفحات منعشة تصدر منه، هنّ الأقدر على معرفة ماهية وسر ذلك العطر الجذاب.

فالمرأة التي تنجذب له من مجرد شمّ رائحته، يعني أنه لا يجذبها أي عطر مهما كان نوعه، خاصة إن كانت شغوفة في العطور وتملك القدرة على تمييزها، ومعرفة دلالات كل رائحة منها، وماذا يقصد الرجل عندما يميز نفسه بهذا العطر عن غيره من العطور. وأيضا هدفه من اختيار هذا النوع بالتحديد.

فالرجل الذي يتميز في أناقة عطره له مكانة خاصة عند المرأة وإن لم يكن هدفها الارتباط به، أو مد خيوط العلاقة ليكون شريكها يوما ما. ومن هنا فإن هذه المرأة التي تعشق الرجل وتهوى الحديث معه والاقتراب منه لمجرد شمّ رائحة عطره، لن تكون كمثيلاتها اللاتي لا يملن لصفات ذاك الرجل؛ لأن صفة الانجذاب من الأنف لا تقوى عليه أي امرأة.

ليست كغيرها من النساء

"هذا الأمر لا يشكل نقصا في قريناتها الأخريات"، يقول العمارات، بل هو نوع من التفرد بالعشق، والسمو بالروح إلى مستوى يختلف عن الأخريات، من باب أن من تتميز بتلك الميزة، تملك من الفراسة والميزات الخارقة الكثير، بل وتفيض عن غيرها بالميزات، وتختلف عن قريناتها في تقدير حجم جذب العطر لها، وهذا ما يدل على أنها امرأة ذواقة، ولا يأسر قلبها أي عنصر جذب، وهو ما يجعلها استثنائية عن غيرها.

ومن وجهة نظر أخرى، تشير الباحثة الاجتماعية آية المسلماني إلى العلاقة الغريبة التي تجمع بين العطر وانجذاب المرأة للرجل.

فللعطور قدرة فائقة في إثارة المشاعر، وهي مرآة تعكس أناقته واهتمامه بنفسه، والدليل على نظافته الشخصية، وتقول: "الرائحة الجميلة سر جاذبية الرجال"، فكما يوجد حب من أول نظرة، هناك إعجاب من أول "شمّة".

وبالعودة إلى ذاكرة الكثيرين، نجد أنهم يتذكرون مواقف حدثت معهم ارتبطت برائحة عطر كانوا قد شمّوها في ذلك المكان، وكانت رائحة عطر الشريك من أبرز الذكريات التي ظلت عالقة في الأذهان، فمن الممكن لأحدنا أن ينسى المواقف، والأماكن، والأحاديث، لكن من الصعب نسيان رائحة الشخص، أو العطر المميز الذي اعتاد على استخدامه.

فتلك العلاقة الغريبة بين الرائحة والذكريات أو المشاعر تطرح سؤالا مهما، هل يمكن للرائحة أن تتحكم في حب المرأة لشخص ما؟