حب ورومانسية

10 فبراير 2020

هل عيد الحب عند الرجل الشرقي سعادة أم فنتازيا؟

اليوم ومع اقتراب الاحتفال بعيد الحب أو الفالنتاين، هناك مَن يحتفل به ليوثق لحظات سعادته بمن يحب ويعشق، أو هو عربون محبة يقدمه لزوجته وحبيبته لعل عصب العلاقة بينهما يقوى ويزداد متانة.

خصوصا أن هذا اليوم قد يجيد فيه الرجل الشرقي نوعا من المصارحة بالحب، والتأكد على تمسكه به، وهو بالنسبة له بمثابة تعبير صارخ عما يدور في نفسه نحوها.

دلالة هذا اليوم عند الرجل الشرقي




في قاموس الرجل الشرقي إن احتفل بهذا العيد تحديدا، واهتم بتفاصيله كافة، وأبدى جاهزيته له، فهو إنما يقصد الحفاظ على العلاقة التي تجمعه بزوجته، وتجديد البيعة معها مرة أخرى، والتدليل على أن السعادة هي أساس حياتهما، يقول المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات.

وفي الجانب الآخر، قد يكون الاحتفال بهذا اليوم عند بعضهم ما هو إلا مجرد ساعات تمر كنوع من ممارسة تقليد، أو كنوع من تقديم الواجب المفروض عليه إرضاء لزوجته، أو لا يشكل عنده إلا مجرد مراسم وطقوس لا بد منها في ذلك اليوم لعل الحياة تسري وتعود إلى ما كانت عليه، لكي لا يُلام على تقصيره، فيوصف باللامبالي، وغير المكترث مثلا.

أو من جهة أخرى، قد يجد الرجل بهذه المناسبة الفرصة المواتية لترميم العلاقة التي تجمعه بزوجته، خصوصا إن سادها نوع من البرود، فيعيش حالة من الفنتازيا والشعور بالألق خصوصا وهو يسعى للوصول إلى قلب حبيبته، فيدخر هذا اليوم ليعلن لها عن عشقه، حتى وإن لم يكن لديه أي ميول للاحتفال بهذا العيد.

وما بين مؤيد ومعارض للاحتفال بعيد الحب، نجد الكثير من المحبين في العالم يزدهون به، ويظهرون بحلة جديدة عن بقية الأيام سواء في الملابس أو الهدايا، ويعتبرونه احتفالية خاصة، لأن الحب في قاموسهم ليس مجرد يوم عابر أو ساعة أو شهر كما يتوقعه آخرون، ربما لم يملأ قلوبهم الحب ولا حتى في عيد الحب نفسه، بل هو حب يوثقه الدهر، ويسجل لكل منهما مدى انتماء وولاء كل طرف للطرف الآخر.

الاحتفال بالحب على مدار العام


انطلاقا من أن مكونات الحب ليست مجرد وردة حمراء أو فستان أحمر، أو هدية توشحت باللون الأحمر، بل هو يوم ربما يكون مميزا لجرد حساب العلاقات والتعاون والتضحية، وترتيب العلاقة لتصبح أكثر قوة وتماسكا من ذي قبل، كما يعتقد العمارات.

ينتهي إلى أن الاحتفال ما بين طرفي المعادلة بشكل يومي بعيد الحب سيجعل الحياة بينهما أكثر عيدا، بدلا من الاحتفال به ليوم واحد فقط، وبعد نهايته تعود الحياة كما كانت لرتابتها وروتينها.

ودعا كل من في قلبه ذرة من حب أو عشق أو ميول وجاذبية أنْ يجعل أيامه كلها مليئة بالود والسعادة الخالية من أي تصنع لا يرتقي إلى الحب ومملكته، وليجعله المتنفس والمساحة للتعبير عن مشاعره، بعيدا عن الضغوطات والمصاعب الحياتية الكثيرة.

وليكن التحدي الأكبر عند الرجل القدرة على إطالة عمر هذه الليلة لتدوم 365 يوما أيّا كان الزمان أو المكان، ويجعله يوم الانطلاق لتجديد مواثيق المودة والتآلف مع زوجته.