حب ورومانسية

17 نوفمبر 2019

ماكرون وبريجيت مثالاً.. كيف تذوبُ الأرقام بوجود الحبّ الحقيقيّ؟

لم يكن حبّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لزوجته بريجيت ترونيو، إلا قصة واقعية قلبت الموازين وخرجت عن تقاليد وأعراف العالم كلّه، إذْ لم يكن أحد يتوقّع أنْ تقلب قصّة الحبّ التي جمعته بمعلّمته التي تكبره بـ 24 عامًا حياته رأسًا على عقب، ويقع في غرامها.

ولأنَّ أسرته رفضت زواجه منها، ارتأتْ إرساله إلى باريس سعيًا منها لإخماد نار تلك العلاقة، لكنّه لم يبدّل رأيه، وسعى لتحقيق غايته، وتمكّن من تحقيقه.

وسابقًا قالت ترونيو لإحدى الصّحف: "لم يكن كسائر الشّباب، لم يكن فتى (عاديًا كأيّ فتى) كنتُ مفتونة تمامًا بذكاء ذلك الشّاب، شيئًا فشيئًا، هزم مُقاومتي.

أما هو، أيْ الرّئيس ماكرون، ومن أجل أنْ يثبت للجميع أنّ الفرق بينهما في السّنّ ما هو إلا رقم، بقي ممسكًا بيدها أينما حلّ وانتقل.

قصّة القرن

قصّة زواجهما أثارت فضول الصّحافة الدولية في حينها، فهناك من اعتبرها "قصّة حبّ القرن" كصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بالمقابل، عنونت صحيفة بيلد الألمانية "أنها تكبره بـ 24 عامًا.. فكيف ينجح مثل هذا الزّواج؟".

أما رئيسة قسم السياسة في مجلة "غالا" الخاصّة بأخبار المشاهير كانديس نيديليك، والتي ساهمت في تأليف كتاب "الزوجان ماكرون" عن علاقتهما، توضّح كيف كافح الزّوجان للدّفاع عن حبّهما، وكيف يشعران بالاعتزاز، وهما يصلان اليد باليد إلى أعلى عتبات السّلطة، وكأنهما ينتقمان لعلاقتهما.

وترى الصّحفية في مجلة "فانيتي فير فرنسا" أنَّ هذين الزّوجين اللّذين يتّبعان نمطًا معكوسًا، يشيران إلى تطوّر اجتماعيّ يحمل مدلولاً كبيرًا حول شخصية ماكرون وحكمته، من أنَّ الأرقام بالنسبة له لا تَصنع الحبّ، إنّما الإيمان به، بغض النظر عن الرقم الذي قد يكون عائقًا أمام تحقيقه.

كيف يتحوّل العمر إلى رقم فقط؟



المتخصّص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات يقول، إنَّ العمر يصبح رقمًا فقط، إذا ركّزنا على أهميّة تغليب العلاقة الشّفّافة المليئة بالتّحدّي والحبّ المبنيّ على الثقة والتمسّك بالشّريك، بعيدًا عن أيّ مؤثّرات خارجية، وبعيدًا عن أيّ أرقام.

فالرابط الذي يجمع بين أيّ حبيبيْن هو أكبر حجمًا من أيّ رقم، وأكبر حجمًا من رأي المعارضين والرافضين، ولا بدّ من تحويل كلّ هذه العناصر إلى تحدٍّ كبير، يقوم كلّ منهما بجعله فرصة إيجابية، تقلب معايير التقاليد في الشّراكات الزوجية، وتُبعد عنهما نظرات اللَّوم والعتاب، كما يرى العمارات.

وهذا ما أثبتته دراسات عديدة، بأنّ الزّوج الذي يرتبط بمَن تكبره في السّنّ، يكون زواجه أنجح ممن يرتبط بالأصغر منه سنًا، لخبرتها ودرايتها وقدرتها على إدارة دفّة المركبة الأسريّة، بخلاف الزوجة الأصغر سنًا منه، لعدم بلوغها سنّ الحكمة وعدم تمتّعها بالخبرة والحنكة، ومع هذا لا يمكن تعميم تلك المسألة على جميع الزوجات اللاتي يصغرنَ أزواجهنّ في السّنّ.

ومن وجهة نظر العمارات، لا بدَّ من دعم أصحاب المغامرات والأخذ بيدهم، لكونهم غامروا بأنفسهم من أجل إسعاد حياتهم، وتمكّنوا من الإثبات للغير أنّ أيّ عوائق لا يمكنها الوقوف في وجه الحبّ، وأنّ الحبّ بالنسبة لهم لا يتوقّف عند الأرقام.