حب ورومانسية

4 سبتمبر 2017

مع مرور الوقت.. هل نبقى أسرى للحب الأول في حياتنا؟

هل فعلاً مقولة: "فما الحب إلا للحبيب الأول" صحيحة؟ وهل يمكن أن يبقى الإنسان أسيراً لحبه السابق الذي مضى وراح في سبيله؟ وهل يستطيع نسيان تفاصيله، والخوض في غمار مشاعر جديدة مع أشخاص جدد؟ أم يظل طيف الحب الأول موجوداً بعقله وبقلبه؟

يعتقد علماء نفسيون بأن تلك المقولة قد تكون صحيحة عند الكثيرين ممن عاشوا تجربة حب أولى، وكانت بالفعل حقيقية بالنسبة لهم، بحيث وقعوا في غرام من أحبوا وتمكنت مشاعرهم من السيطرة على عقولهم وخيالهم ووجدانهم، حتى أصبحت الحياة دون "الحبيب الأول" لا تساوي شيئاً.

هل هذه المقولة صحيحة أم وهْم؟



بحسب الدراسات النفسية، فإن الحب الأول ليس وهماً، بل تجربة حقيقية يعيشها الإنسان كأول اكتشاف يؤثر على مشاعره وخيالاته بقوة، وهو ما يترك في دماغه الأثر العميق، وتبقى ذكرياته في نفْس المحب حتى لو بعد مرور عشرات السنين، حتى وإن خاض تجارب حبّ أخرى.

وأثبتت الدراسات الحديثة أن للحب الأول تأثيرا كبيرا على النفس البشرية، وأن كل ما يعيشه الشخص في أول تجربة حب له من مشاعر وخيالات قوية تترك أثراً في دماغه، يتحول لاحقاً إما إلى ذكريات حال انتهاء قصة الحب، أو إلى خطر عليه إذا لم يستطع تجاوز تلك التجربة.

فإذا لم يستطع الشخص تحمُّل فراق الحبيب الأول عنه والبحث عن حب آخر، قد لا ينجح في المضيّ قدماً في حياته، وفي حال نجح في نسيان ماضيه مع الحبيب الأول، إلا أنه قد يقع في فخ المقارنة مع الحبيب الجديد.

من يتأثر بأزمة الحب الأول المرأة أم الرجل؟

واللافت في الدراسة، أن الحب الأول يؤثر على المرأة أكثر من الرجل؛ لأنها تحتاج لوقت أطول للتخلص من ذكريات حبّها الأول وتقبُّل خسارته إن لم تتمكن من تخطّيه بسهولة، أما الرجل فهو الأقدر على إيجاد حبّ جديد يُنسيه الأول، ويُشعره بعدم التأثر من انفصال الحبيب عنه.

كيف تتخلصين من تلك الأزمة؟



قدّمت الدراسة خطوات بسيطة قد تساهم في علاج هوس الحب الأول، تبدأ بضرورة تقبُّل الشخص سواء الرجل أو المرأة للواقع الذي يعيشه، وتقبُّل التخلي عن الحبيب، ودفن ذكرياته من خلال قطع أي اتصال به.

ونصحت الدراسة بضرورة عودة الشخص للتفاعل مع محيطه الخارجي، محاولاً البحث عن حب جديد يعوضه الحب القديم، والبحث عن حلول واقعية تساعده في التكيف مع الواقع، بدلاً من الهرب إلى الخيال وإلى ما هو غير محقَّق.