حب ورومانسية

8 ديسمبر 2016

هل يتلاشى عبق الرومانسية بعد 10 سنوات زواج؟

تخلق الحياة الزوجية المتواصلة نوعا من الروتين، فتأخذ رومانسية البدايات شكلا آخر يتمثل في الإحساس بالاطمئنان والاستقرار بعيدا عن باقات الورود وأشعار الغزل والمواعيد المبهجة.

هذه الأفكار التقليدية باتت شائعة، لكن ألا يمكن للأزواج الاحتفاظ بجذوة الحب متقدة، رغم مرورالسنوات؟

تروي الكاتبة والصحافية الأمريكية هيثر هافليسكي جانبا من تجربتها، في محاولة للإجابة عن هذا السؤال الشائك، فتقول إنه بعد مرور عشر سنوات على زواجها "وجدت نوعًا جديدًا مختلفًا من الرومانسية، فقد أصبحت العلاقة أكثر عقلانية، يغلب عليها طابع الهدوء والتروي".

وتشدد على أن الأزواج ليسوا بحاجة إلى أي دليل على وجود الرومانسية في حياتهم، مشيرة إلى أنه "بمجرد استطاعتكما تحمل بعضكما، لكل هذه السنوات وتحمل الرائحة والأصوات والتصرفات، فإن ذلك سيولد شعورا بالاطمئنان، وقناعة بأن أيا منكما لن يهجر الآخر".



وفي هذا السياق تورد الكاتبة بعض الأحداث اليومية البسيطة كدليل على الرومانسية والحب، منها، مثلا، أن المرأة، ومن فرط اهتمامها بأولادها وانصرافها للسؤال عن أحوالهم بعد عودتها من يوم عمل شاق، لم تتذكر أن تطمئن على الزوج إلا بعد أن جلست لتتناول قدحًا من الشاي... لم يتذمر الزوج ولم يعترض بل تغاضى كليًا عن الموضوع، وسألها إن كان كل شيء على ما يرام، وكيف كان يومها في العمل.

مثال آخر عن تحمل الزوج مرضاة الزوجة، إذ لا يستنكف عن مساعدتها بهدوء ورضى طوعي.

الرومانسية ليست الورد والغزل



وتمضي هافليسكي في تعداد مظاهر الرومانسية الحقيقية بالقول إنها تتمثل بالجلوس بقرب شخص وهو يُحتضر ممسكًا باليدين الضعيفتين مقدمًا له أي نوع من المساعدة لإشعار المُحتضر بالوقوف إلى جانبه.

وتضيف أن الرومانسية ليست فقط شراء الزهور والمشاركة في وجبة عشاء وكلمات الغزل، وممارسة العلاقة الحميمية، وإعادة هذا الروتين مرارًا وتكرارًا، بل هي مشاركة الشريك والخوض معه في خضم صعوبات الحياة ومحاولة التغلب عليها.

وتتناول هافليسكي موضوع الحمل والولادة، كمؤشرآخرعلى الرومانسية، فتقول: ليس من السهولة حمل شيء غريب في رحمك. أثناء فترة الحمل تمرالأم في مرحلة عصبية وضيق، ثم بعد الولادة تأتي الرعاية والحب اللذان تقدمهما لهذا الطفل. وهذا مستوى آخر من الشعورالرائع.

قمة الرومانسية أن تكونا معًا بصمت



وبمرور الايام والسنوات وتقلص الالتزامات بعد أن يكبر الاطفال، وعندما تتقدمين في العمروتطرأ عليك بعض العوارض الصحية، فإن هذا الأمر لا يخلو من الرومانسية، فعندما يشكتي أحدكما من أمر ما، متفوهًا بكلمات غير متوقعة ثم تضحكان. هي رومانسية حقيقية حيث تستمر الحياة على هذا المنوال.

وتخاطب الكاتبة الأمريكية النساء، قائلة: لاتصدقي إن قيل لك أن الزواج مصدر للراحة والاطمنان لكنه يفتقر إلى الرومانسية. ولا تصدقي أن العيش والموت معًا ما هو إلا مشوار يؤدي إلى نهاية حزينة.



عندما تضحكان لشعوركما بالإرهاق، فهذا من مظاهر الرومانسية. وعندما لا تشعرين بالحاجة للجنس لكن تعرفين أن الشريك، رغم كل هذا، يعتقد بأنك مثيرة، فهذا بالتأكيد دليل على صدق شعوره.

وتخلص الكاتبة إلى أنه في نهاية اليوم وأنتما في الفراش تتحدثان عن الأشياء الغريبة التي قالها الأبناء وتضحكان، فهذا من مظاهر الرومانسية. عندما تلتقي نظراتكما وتتمنيان أن لا تنتهي هذه اللحظات، فهذه قمة الرومانسية... حافظي عليها ما استطعت.