منوعات

30 يوليو 2017

كل ما هو ممنوع مرغوب..هذا هو السرّ!

دعونا نبدأ بالسؤال: "لماذا القُبلة المسروقة خلسة هي أجمل وأروع من القُبلة الممنوحة؟ هل لأنها ممنوعة مثلاً؟".
في الحقيقة، بيّنت دراسة كندية أجريت في جامعة كولومبيا البريطانية أن اهتمام الأشخاص بالأشياء التي مُنعوا وحُرموا منها يزداد بشكل كبير، ويرجع ذلك إلى التغير في مستوى اهتمام الدماغ بهذه الأشياء ونظرته لها.
وبإجراء تصوير وتخطيط طبي على أدمغة المشتركين في الدراسة، تبين أن ردة فعل الدماغ واهتمامه بالأشياء الممنوعة مماثل تماماً لاهتمامه بالأشياء التي يملكها.
في الواقع، يتسم الإنسان بطبعه الفضولي، وسعيه نحو معرفة المجهول هي طبيعة متأصلة في نفسه، حيث يشعر بالاستفزاز جراء منعه من شيء ما، الأمر الذي ينمي لديه الوساوس كي يعرف ماهية هذا الممنوع، أو يحرض على اقترافه، فكلما زاد المنع، زاد انجذاب الشخص وإثارته لمعرفة السبب وراء الممنوع.




ويُرجع أخصائيو علم النفس هذه الحالة إلى ارتباطها بالعامل النفسي عند الأشخاص، والذين تسيطر عليهم هواجس في عقلهم الباطني، تدفعهم إلى ممارسة كل ما هو ممنوع بهدف كسر الحاجز النفسي مع الشيء الذي يريدون الإقدام عليه ومعرفته.
وبهدف التمتع بالاختلاف، يوضح الأخصائيون أن الفضول الطبيعي لدى الكثيرين يدفعهم لفعل ما لا يمارسه عامة الناس، باعتبار أن النفس تتوق لكل ما هو مختلف وغير عادي.




خير دليل على هذه الحالة، قصة الرجل الذي تزوج بواحدة من جميلات المدينة، ومنحها العيش في قصر كبير، مقدِّماً لها كل ما تحتاجه من حرية، لكنه منعها وحذرها من دخول غرفة واحدة فقط، رغم إعطائها المفتاح. في البداية، وافقت الزوجة ولم تدخل، إلا أن فضولها وعدم صبرها دفعاها لمعرفة ما بداخل هذه الغرفة، فلم تكن نهايتها إلا الموت.
وفي الختام، لعلنا نتساءل: لماذا نكسر قواعد المرور أحياناً، ولماذا نحب اختلاس النظر من شقوق الأبواب، ولماذا نصر على دخول الأماكن المحظورة، أوالتدخين في الأماكن التي يُمنع فيها التدخين! الجواب: "السبب الوحيد هو أنها ممنوعة".