قد يكون إعطاء الأولوية للآخرين على حساب نفسك شيئاً جميلاً، ولكن هل يكون ذلك طوال الوقت؟ وهل يستحق الآخرون ذلك؟

تقول المدونة في آني نيزامي في مجلة "إيديفا"، إنها تذكر تخلفها عن حفلة عيد ميلاد صديقتها بسبب تعارضه مع موعدها في النادي الترفيهي الصحي، وأنها لم تحضر عشاءً عائلياً لأنها كانت تريد أن تنهي كتاباً تقرؤه، وأنها لم تذهب إلى حفل صديقتها المقربة بمناسبة الانتقال إلى بيت جديد لأنها كانت مجهدة.

وتقول: "لو أن كلمة أنانية هي أول مصطلح يخطر ببالك عندما تقرأ ذلك، فأنا متفقة معك. ولكنني أخذت القرارات التي من شأنها أن تسعدني، وإذا كان ذلك يجعلني أنانية فلا بأس في ذلك".

وهي لا تتفق مع حقيقة أن الأنانية أمر سيء. فالرغبة في أن تجعل نفسها سعيدة هي رقم واحد بالنسبة لها، وآخر شيء تهتم به هو أن يلومها الناس على ذلك.

وتقول آني إنها تذكر بوضوح الحادث الذي نسب إليها لفظ 'الأنانية'، حيث كان عليها مقابلة صديقة كانت قد جاءت في زيارة إلى المدينة التي تعيش فيها ليوم واحد فقط. وأرادت أن تقابلها بمجرد أن ينتهي عملها، ولكنها كانت مشغولة في ذلك الوقت. وطلبت منها صديقتها أن تؤجل عملها لوقت آخر، ولكن لم ترد فعل ذلك، لمجرد أنها لم ترغب في تأجيل عملها. وقالت لها صديقتها فيما بعد إن هذه خطوة أنانية جداً منها.

لكنها تؤكد أنها شعرت بأنها أخذت قراراً كان أكثر راحة بالنسبة لها، بينما شعرت في البداية بشعور سيء، لكنها سرعان ما تغلبت على هذا الشعور.

وتقول آني نحن نستخدم كلمة 'أناني' لوصف الأشخاص الذين يفضلون أنفسهم أولاً، والذين لا يهتمون بالآخرين، ومع ذلك، لو فكرنا حقاً في هذا الأمر، ستسأل نفسك لماذا تتوقع من الناس أن يضعوك أنت أولاً قبل أنفسهم. وفي المقابل لماذا أنت تضعهم قبل نفسك؟ وتضيف أنه عندما تحب شخصاً ما تجعله على قمة أولوياتك، ولكن لا يمكنك أن تحب الآخرين على حساب احتياجاتك الخاصة. مضيفةً: " فكرة أن الحب الصحيح بأن تنسى احتياجاتك بسبب انشغالك في تلبية احتياجات من تحب هو شيء ساخر جداً، فعليك أن تكون قادراً على رعاية نفسك أولاً قبل أن تفعل ذلك مع أي شخص آخر".

واختتمت آني بأنه بالنسبة لها كلمة أنانية تأتي فقط عندما تتوقع أن يضعك الآخرون قبل أنفسهم. فعليك أن تحب نفسك وتتغلب على الشعور بالذنب في كل مرة تفضل نفسك عن الآخرين.