منوعات

6 مارس 2017

أمل ضراغمة المصري.. سيدة أعمال بدون "رأسمال" قلدتها الحكومة الفرنسية وسام "الفارس"

إنجازاتها فاقت المستحيل، واسمها حمل في طياته رسالة مفادها بأن النجاحات لا تتحقق بالأمنيات، وإنما بالإرادة تصنع المعجزات. أمل ضراغمة المصري اسم جاب أروقة النجاحات لتكون سيدة الأعمال الأولى في فلسطين التي تحصل على وسام جوقة الشرف للاستحقاق برتبة فارس، مقدم من الحكومة الفرنسية تقديراً لجهودها وأعمالها الريادية التي تُعنى بالتنمية المجتمعية. ليضاف ذلك إلى رصيد إنجازاتها ونجاحاتها على المستوى المحلي والعالمي.

شركة بدون رأسمال



مشوار أمل في مجال الأعمال لم يكن بالسهل، فقد بدأته من نقطة الصفر، دون رأسمال، وكل ما تحلت به لتبدأ رحلتها هو سمعتها المهنية والأخلاقية وطموحها للمضي بمشوارها.

تخبرنا أمل عن تلك البداية فتقول " قمت بتاسيس شركة دعاية وإعلان وتسويق وعلاقات عامة بالمشاركة مع زوجي عام 1999، فاستأجرت مقراً صغيراً لأنشئ به شركتي الخاصة، وحينئذ لم يكن لدي المال الكافي لتجهيز الشركة، حيث لم أملك وقتها مالاً يكفي لإقامة أي مشروع أو حتى رأس مال تلك الشركة، ولكن إصراري للمضي بطريقي والوصول إلى هدفي كان دافعاً لتجاوز أي عائق، فاستطعت بدايةً الحصول على عقود عمل حيث ساهمت خبرتي وسمعتي السابقة في الحصول على تلك التعاقدات، فكما نعلم السمعة مهمة جداً لمن يريد المضي بأي مشروع، وخصوصاً النساء، يجب أن يتحلين بسمعة مهنية وأخلاقية عالية، فحسن الخلق هو بمثابة رأس المال للمراة العاملة وصاحبة الأعمال".

تضيف أمل: "كنت فور حصولي على عقد عمل أقوم بالمقابل بتجهيز جزء من الشركة، وهكذا حتى قمت بتجهيز كامل مرافق الشركة، لدرجة أن الهاتف والفاكس حصلت عليهما بمقايضة مع شركة أخرى، مقابل إنجاز عمل، ومن هنا بدأ مشواري في غمار الأعمال".

وسام الفارس إنجاز أفتخر به لكن لم تكن لدي أية فكرة عن التكريم!



إنجازات سيدة الأعمال أمل ضراغمة المصري لم تتوقف عند حد معين، فكان ثمار جهودها وإنجازاتها مجموعة من التكريمات على المستوى العالمي والمحلي، وكان آخرها تقليد الحكومة الفرنسية لها بوسام جوقة الشرف للاستحقاق برتبة فارس.

وعنه تحدثنا أمل فتقول: "تقليدي بوسام الفارس كان مفاجاة لي، فلم تكن لدي أدنى فكرة عن ذلك، فقد وصلتني رسالة إلى هاتفي من قبل القنصل الفرنسي العام يهنئني، مفادها "مبروك أمل تستاهلي كل خير"، لم أفهم مقصده من تلك الرسالة، فظننتها ثناء على إنجازاتي بشكل عام، فرددت عليه بالشكر.

وبعد يومين وصلتني رسالة رسمية باسم الرئاسة الفرنسية تقول بأنني حصلت على وسام جوقة الشرف للاستحقاق برتبة فارس، فكانت سعادتي فائقة، حيث أن ذلك الوسام لا يقلد به إلا قليلون في العالم".

"أسعد بكل كلمة شكر وتكريم يوجه لي، مهما كان - تضيف أمل - ومن الأمور التي أسعدتني في حياتي، رسالة تلقيتها من "دكتورة" كفيفة تخبرني بأنها مهتمة وسعيدة بالمجلة ومحتواها، حيث يقوم أحد بقراءتها لها، وتطلب مني أن أرسل لها المجلة على هيئة ملف بي دي إف لتتمكن من قراءتها سماعياً، وكانت تلك الرسالة بمثابة وسام شرف لي.

استقلالية المرأة اقتصادياً طريقها لتحقيق ذاتها، وعلى كل سيدة أن تتحلى بحسن الخلق والسمعة الطيبة للوصول إلى مبتغاها



"أنا أؤمن بالاستقلال الاقتصادي للمراة فهو طريقها لتحقيق ذاتها" - تخبرنا أمل - وبذلك تصبح من الأشخاص المنتجين في المجتمع ما يعود بالفائدة عليها وعلى أسرتها وعلى المجتمع، ويصبح لديها قوة قرار، واستقلالها اقتصادياً يعني أن تصبح دافعة ضرائب وبالتالي إثبات وجودها على الخريطة الاقتصادية، ما يجعل من صوتها مسموعاً وتستطيع المشاركة في كافة الأصعدة وتنافس بأي معترك ترغب فيه لاحقاً.

مؤكّدةً "رسالتي إلى كل النساء أن يتحلين بالثقافة والمعرفة، وإذا أقدمن على شيء أن لا يخفن بل يقدمن بكل عزيمة. وأن لا يربطن نجاحهن بالمال، فالنجاح هو بالعطاء فمفتاح الأخذ هو العطاء، وعلى كل سيدة ترغب بالنجاح، التحلي بحسن الخلق والسمعة الطيبة، والعمل ضمن إطار ما يرغبه المجتمع".

إنجازات وجهود مضاعفة ومشاريع قادمة واستحقاقات



حققت أمل مجموعة من الإنجازات على الصعيد المحلي والعالمي، فقد حازت سابقاً على جائزة "أفضل سيدة أعمال وريادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مسابقة (جائزة سيدات الأعمال للشرق الأوسط وشمال أفريقيا) عام 2014، و تم اختيارها كواحدة من عشر نساء عالميات قياديات ورياديات عام 2015، كما حصلت على لقب (المرأة النموذج) ولقب (أكثر النساء العربيات تأثيراً في مجال العلاقات العامة).

وقد احتلت "أمل" مناصب عدة فهي تعتبر أول عربية تتسلم رئاسة مؤسسة مقرها باريس، تعنى باستقبال الناطقين باللغة الفرنسية، وتشغل الآن منصب رئيستها الفخرية. عدا عن كونها رئيسة تحرير مجلة الشرق الأوسط للأعمال التي توزع في عشر دول باللغتين العربية والإنجليزية، كما أسست مجلة ناطقة بالفرنسية تتحدث عن الاقتصاد الفلسطيني، أيضاً تشغل منصب نائبة رئيس جمعية خريجي فرنسا، وهي عضو في مبادرة النساء القياديات في أمريكا، وعضو في الشبكة العربية السويسرية .

ومن الأعمال التي تسعى لإنجازها خلال المرحلة المقبلة، إنشاء مجلس اقتصادي فرنسي فلسطيني، وكذلك إنشاء المدرسة الفرنسية الأولى التي تتميز بمواصفات النظام العالمي للمدارس الفرنسية في العالم، وهي الأولى في فلسطين ومدعومة من الحكومة الفرنسية.