طرائف

20 أبريل 2016

كعكات الزفاف الأغرب في العالم!

يبحث البشر عادةً عن الأشياء الغريبة والغير معتادة ويميلون إليها، ربّما من باب كسر الرّوتين والخروج عن المألوف، حيث أنّ الإنسان بطبعه مَلول، ويحتاج بين الحين والآخر إلى التغيير، لإضفاء نكهةٍ جديدة على حياته، واختبار مشاعر غريبة لا تنتابه عادةً، وربّما تدفعه إلى التفكير بمنحى مختلف وتفتحُ أمامه آفاقاً واسعة لابتكار أشياء جديدة.

ولكن ماذا عن الأشخاص الذين يرغبون هم أنفسهم أن يكونوا سبب الدّهشة، بأن يقوموا بأشياءَ غريبة وخارجة عن الطبيعة؟، هؤلاء على وجه الخصوص دافعهم الأقوى لفعل العجائب هو رغبتهم بالتميّز ولفت الأنظار، والتي ربما تكون ناتجةً عن مشاكل وعقدٍ نفسيّة ٍكامنةٍ في دواخلهم، دون أن ينتبهوا إليها أو ربما لا يعترفون بها، وهي على الأغلب ناجمةٌ عن نقص شعورهم بالاهتمام ممن حولهم، أو أن "الأنا" لديهم قد تضخّم إلى درجةٍ أصبحوا بحاجةٍ إلى أن يكونوا مركز الكون المحيط بهم دون تنازل عن تلك المكانة لأي سبب.

وسواءٌ أكان البشر من محبي رؤية الأشياء الغريبة حيث تجحظُ عيونهم وتفغَر أفواهُهم، أو أنّهم ممن يرغبون بفعلها وإثارة استغراب الآخرين ودهشتهم، فكلاهما يبحثان عن الجديد، لدرجة أنهم يغتنمون الاجتماعات الكبيرة لطرح فكرة غريبة أو التصرّف بغرابة أمام جمهورٍ كبير، مما يشبع رغبتهم بالتميّز أو برؤية ماهو مميّز وربّما "جريء".

يبقى اختيار الزّمان والمكان المناسبين، وهما عاملان مهمّان بالتأكيد لضمان إنجاز المهمّة بنجاح، ومن بين أفضل المواقف لفعل مثل تلك الأشياء "حفلات الزفاف"، حيثُ أنّها تضمن وجود جَمعٍ كبير ينتمي إلى مجتمعٍ واحد، لديه رؤيةٌ متوافقة حول ما هو مألوف وما هو خارجٌ عنه، وحيثُ يكون العروسان تحت الأضواء والمجاهر، ومهما فعلا فلن ينجوا من التّعليقات والانتقادات، الأمر الذي يدفع بعضهم إلى اغتنام الفرصة لتفجير قنبلة يختلف حجمها وضجيجها بحسب قدرتها على تغيير تعابير الوجه البشري، وتكون عادةً إما بما يخص العروسين أو أحد التقاليد المتعارف عليها في حفلات الزفاف مثل "كعكة الزفاف"، والتي كانت مادّةً دسمة لأفكارٍ غريبة حول العالم تنوّعت بين اللطيفة والمضحكة والمخيفة.

لكن المحزن والمخيف في الأمر أن كثيراً من البشر عندما يبحثون عن التغيير، يميلون إلى مظاهر العنف و لون الدّم، فيحوّلون الأشياء اللطيفة والمغلّفة بمشاعر الحبّ والجمال، إلى مجسّماتٍ تنقل من يراها إلى جوٍّ آخر بعيدٍ عن الفرح والبهجة، ومليءٍ بالشّر ومظاهر الموت والحقد، وهذا مردّه إلى أسبابٍ أخرى ليست معرض حديثنا الآن، ولكنّها من الخطورة بحيث تغيّر قناعات البشر حول ما يستحقّ البهجة والاحتفال وما يستوجب الحزن والأسف، وإظهار الانفعال المناسب في الموقف المناسب.