ساعات ومجوهرات

29 أكتوبر 2020

القصة الحقيقية الغريبة لأكبر "الماسة" زرقاء في العالم

تشتهر بعض قطع الماس بأحجامها الكبيرة، مثل قطعة "نجم افريقيا العظيم" التي عثر عليها في ترانسفال بجنوب أفريقيا وسجلت بوزن 530.20 قيراط، وهناك قطع أخرى، مثل الألماسة "هوب"، التي يعتقد أنها ملعونة وتصيب كل من يطالب بتملكها.

ومن أشهر الألماسات التي لطالما أثير من حولها قدر كبير من الجدل هي ألماسة "تيريتشينكو"(Tereschenko) التي يقال إنها أكبر ماسة زرقاء في العالم، وقد اختلفت الأقاويل بين مالكيها حول ما إن كانت تلك الألماسة تصيب أصحابها باللعنة أم لا.

ويقول الخبراء إن الماس الملون يكون مرغوبا فيه بشكل خاص بسبب ندرته، ورغم أن الألوان المشبعة مثل الأخضر والوردي والأزرق هي من أكثر الألوان قيمة، إلا أن وجود تغيير طفيف في اللون أمر من الممكن أن يؤثر على قيمة الماس.



ويؤكد البعض أن السر وراء جاذبية وشعبية بعض ألماسات تيريتشينكو يعود أيضا إلى خلفياتها الغامضة، حيث إنها تظهر وتختفي عبر التاريخ، وفي حين أن مسارها من الممكن تتبعه بشكل غامض، فإن القصة الكاملة لماسة تيريتشينكو تبقى غير معروفة.

وأطلق على تلك الماسة في البداية اسم "ميخائيل تيريتشينكو"، وتحول اسمها الآن إلى "معوّض بلو" بعدما اشتراها الملياردير روبرت معوض في صيف عام 1984.

ونستعرض في السطور التالية بعض المعلومات التي تبرز القصة الحقيقية الغريبة لأكبر "ألماسة" زرقاء في العالم، ويجب في البداية معرفة أن ألماسة يشار إليها بـ "الألماسة الملونة" حين يكون لها لون مميز، وفي حين أن الأصفر والبني هما أكثر الألوان شيوعا في قطع الماس الطبيعية، فقد يتوافر الماس بكل درجات الألوان تقريبا.

أما الماس الأزرق، كما الماسة تيريتشينكو ( معوض بلو )، فتنتج عن احتباس البورون في بنية الكربون، بينما ينتج الماس البنفسجي عن الهيدروجين. وبينما يعتبر الماس الأزرق من النوع النادر، فإن الماس الأحمر هو النوع الأكثر ندرة على الإطلاق.



وبدأ يصنف الماس الملون إلى نوعين رئيسين في ثلاثينيات القرن الماضي، هما النوع الأول والنوع الثاني، الذي يندرج فيه 6 مجموعات فرعية. وماس النوع الأول هو الذي يحتوي على ذرات نيتروجين، تتسبب في امتصاص الماس للضوء الأزرق وإعطاء لون أصفر باهت. وكما الألماسة "هوب"، أتت ألماسة تيريتشينكو من الهند، وبحسب التقارير، فيرجح أن تكون الماستان قد استخرجتا من منجم كولور في جولكوندا، وهو المنجم الذي يشتهر بإنتاجه الماس الملون والكبير بشكل خاص.

وتقول التقارير إن عائلة تيريتشينكو الأوكرانية هي أول مالك لقطعة ألماسة تيريتشينكو، رغم عدم وجود معلومات عن التوقيت المحدد الذي تملكت فيه القطعة، لكن أول ظهور معروف لها بحوزة العائلة كان عام 1910، حين أودعوها في باريس.



ويقال أيضا إنه بعد قيام ميخائيل بشراء القطعة وإيداعها لدى دار كارتييه عام 1913، لم يفعل بها أي شيء لمدة عامين، حتى أمر الدار بقصها وإعادة تركيبها على عقد بعدها بعامين. وبعدها نشبت ثورة فبراير عام 1917، وشغل ميخائيل عدة مناصب، لكنها لم تدم، و بعد أن استولى البلاشفة على قصر الشتاء في الثامن من نوفمبر عام 1917 ، تم القبض على تيريتشينكو مع أعضاء آخرين في الحكومة المؤقتة وسجنوا في قلعة بطرس وبولس. وبعد إطلاق سراحه بمساعدة والدته في ربيع 1918 بعد دفع كفالة كبيرة، فرّ ووالدته بالقطار للحدود الفنلندية. لكن من غير الواضح ما إن كان ميخائيل قد غادر روسيا ومعه قطعة الماسة الزرقاء أم لا.



وبعد فترة من الغموض والأقاويل والفرضيات، ظهرت قطعة الماس من جديد في أحد مزادات دار كريستي عام 1984، أي بعد وفاة ميخائيل بفترة تقترب من الـ 30 عاما. وقد انتقلت ملكيتها لصاحبها الجديد الملياردير، روبرت معوض، بعد شرائها بـ 4.6 مليون دولار، ومن وقتها تغير اسمها وصارت تعرف بـ "معوض بلو".