مقابلات

14 مارس 2022

فيدرا: أميل للتصوف.. وأغلب ما حدث في حياتي كان صدفة

تحدثت الفنانة الأردنية فيدرا، عن أعمالها الفنية الجديدة، ومعايير اختيارها لأدوارها، وسر نشاطها الفني في الفترة الأخيرة بعد قلة أعمالها في الماضي.
كما كشفت لـ"فوشيا"، عن العديد من اهتماماتها الشخصية، والروتين الذي تتبعه للحفاظ على رشاقتها وصحتها، وسر اهتمامها الشديد بعلم الطاقة والروحانيات، كما تطرقت للقضايا الاجتماعية التي تشغلها.

في البداية.. ماذا عن تقييمك لتجربتك بمسلسلك الجديد "وسط البلد"؟





تجربة مميزة والمسلسل ينتمي لنوعية جديدة لم تقدم من قبل، حيث يعد أول "سوب أوبرا" في الدراما التلفزيونية العربية، ويقدم العديد من الحكايات اليومية التي تخص المجتمع ويناقش مشاكل كثيرة، أما عن دوري أقدم من خلاله شخصية أستطيع أن أصفها بكونها مختلفة وبعيدة عني تماما وهي لامرأة تدعى نهلة متزوجة من شخص بينهما فوارق اجتماعية، ويمران بمشاكل عديدة.
ومن جهة أخرى، أشعر بالسعادة الشديدة لما حققه العمل من نجاح، ودخوله ضمن قائمة الأعمال الأعلى مشاهدة منذ انطلاق عرضه، وهو ما يؤكد أنه استطاع أن يلمس قلوب المشاهدين الذين تفاعلوا معه، والحمد لله كل اختياراتي الأخيرة كانت موفقة بشكل كبير.

- ما هي أسباب نشاطك الفني في الفترة الأخيرة بعد قلة أعمالك؟


السبب نوعية الأعمال التي عرضت علي في الفترة الأخيرة، والتي شجعتني على المشاركة فيها، لكونها مختلفة تماما، وبالتالي لم أستطع أن أرفضها، لذلك لاحظ البعض تواجدي مؤخرا في أعمال عديدة بعدما كنت مقلة في أعمالي من نظر البعض.
وفي الحقيقة، أنا بطبيعتي لا أحب المشاركة في أعمال كثيرة، ويكفيني أن أتواجد في عمل مؤثر أو اثنين في العام، وهذا ما أفعله دائما، لأنني لا أحب التواجد لمجرد التواجد، وأن لا أطل على الجمهور من كل مكان، ولكن الصدفة هي التي جعلتني أتواجد بشكل مكثف مؤخرا.

- ما هي معاييرك الخاصة لاختيار أدوارك والتي لا تتخلين عنها؟


المعيار الأول، أن أشعر بالراحة النفسية تجاه أي عمل أقدمه، فهذا شيء أساسي بالنسبة لي لأنني لا أستطيع أن أشارك مع فريق غير مريح بالنسبة لي نفسيا حيث يهمني أن تكون الكواليس هادئة وعلى ما يرام لأنني لا أحب الأجواء التي بها مشاكل أو مشاحنات وما غير ذلك، ولهذا أحيانا أكون معجبة بدور ما وعندما تجمعني جلسات عمل بفريقه أرفضه للسبب السابق.
ولكن ليس معنى ذلك أن هذا هو المعيار الوحيد، ولكن هناك معايير فنية أساسية لا أتغاضى عنها أيضا، ومنها أهمية دوري وتأثيره حتى لو كان مشهدا واحدا فلابد أن يكون محوريا ومؤثرا في الأحداث، فأنا لا تشغلني المساحة بقدر أهمية ما أقدمه، وأيضا السيناريو والإخراج والإنتاج كلها عوامل أساسية.

- ما رأيك في التوجه لتقديم أعمال ذات الحلقات القليلة سواء الخمس عشرة أو أقل؟





أحببت هذه النوعية جدا، وكان لي تجارب معها في الفترة الأخيرة، ومن وجهة نظري أراها جيدة جدا، لأسباب عدة أهمها أنها تخلو من المط والتطويل، وبها تكثيف للأحداث، كما أنها تناقش من خلال محتواها موضوعات اجتماعية مهمة وحياتية، وفي نظري أيضا هذه الأشياء جميعا لابد أن تتوافر في أي عمل سواء كان 5 حلقات أو حتى 30 حلقة وأكثر.
كما أن هذه النوعية جعلت هناك حراكا فنيا على مدار العام، وكانت فرصة جيدة لظهور المواهب الفنية الجديدة، وكلها أمور تفيد صناعة الدراما.

- قدمت أدوارا متنوعة مؤخرا.. فما الدور الأقرب لشخصيتك من وجهة نظرك؟


الدور الذي كان أقرب لشخصيتي في الحقيقة هو دوري في مسلسل "شقة 6"، لأنه كان لامرأة تؤمن بالروحانيات وطاقة أي مكان، ولكن بعيدا عن الدجل والأمور التي أراها خرافات، وهذه أنا في الحقيقة لدي اهتمام شديد بعلم الطاقة والروحانيات، كما أنني أميل للتصوف الذي هو باب للروح والنفس، وأسعى دائما الحفاظ على السلام النفسي.

- ما هي نصائحك التي تقدمينها للآخرين للحفاظ على السلام النفسي؟





أولا، يجب أن يؤمن كل منا أن لكل مشكلة حلا ومهما كانت فهي مؤقتة، وأن لا نحمّل أنفسنا فوق طاقتها، وبالتالي ليس علينا سوى أن نبحث عن حل لأي مشكلة تواجهنا، وإن لم نجد حلا لها، فلا نرهق أنفسنا فيها ونتركها لله سبحانه وتعالى، لأن عكس ذلك والانشغال بالمشاكل لن يعود على أي شخص سوى بزيادة إرهاقه وتضخيم مشكلته، ويدخل في دوامة من الضغوطات والاكتئاب.
وثانيا، أن يسعى كل شخص لأن يكون له وقت يختلي فيه بنفسه ولو 15 دقيقة، ويتأمل ما حوله ويركز على النعم، فهذا يساعد على تفريغ الطاقة السلبية ويشحن النفس بالإيجابية، مع الاهتمام بالأكل الصحي، وممارسة الرياضة وتمارين التأمل كما ذكرت، لأن العقل السليم في الجسم السليم، وكل هذا يساعد في الحفاظ على الصحة النفسية.

- ما هو روتينك اليومي وأساليبك الخاصة للحفاظ على رشاقتك؟


أحرص على ممارسة تمارين التأمل يوميا، وأيضا النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا، وهذا ضمن روتيني اليومي أيضا الذي لا أتخلى عنه أبدا، وأراه أنه عامل مهم للحفاظ على الصحة والرشاقة، لأن النوم في الليل يساعد على الحرق.
وأيضا أهتم بالرياضة جدا وبالتحديد تمارين الكارديو والركض، هذا إلى جانب الاهتمام بتناول الأطعمة المفيدة، ولست مع المنع من أطعمة بعينها لأنني أسعى لإدخال جميع العناصر المفيدة لجسمي، ولكن أحرص على تناول كميات قليلة وباعتدال.

- دخولك مجال التمثيل كان غير مخطط له.. فهل تؤمنين بالصدفة؟


بالتأكيد أؤمن بالصدفة، فأغلب ما حدث في حياتي كان صدفة، ولكن ليس معنى ذلك أن لا نخطط ونضع أهدافا أمام أعيننا ونعمل عليها لتحقيقها بل على العكس يجب أن يحدث ذلك، وفي النهاية نترك أنفسنا لله لأنه سيفعل لنا الأصلح، وسيوجهنا في حالة عدم تحقيق خططنا إلى خطة بديلة قدرية أفضل.
وأعتقد أن الشيء الذي خططت له منذ صغري، وذكرت ذلك كثيرا، هو رغبتي في أن أكون طبيبة وبالفعل عملت على هذا ودرست الطب، ولكن شاء القدر أن يأخذني لسكة مختلفة بعيدا عن ما خططت له، وهو عملي بالفن الذي كان عن طريق الصدفة بعد زواجي من المخرج سامح الباجوري الذي قابلته صدفة أيضا، ووجدت نفسي في هذا العالم أكثر.

- ما هي شكل علاقتك بالسوشال ميديا؟ وسلبياتها من وجهة نظرك؟


علاقة عادية، ولكن لا أنكر أهميتها وأنها أصبحت تأخذ حيزا لا بأس به من حياتي حيث أقوم من خلالها بنشر أعمالي الفنية، ومناقشة بعض القضايا التي تشغلني ومنها التوعية بالرفق بالحيوان وغيرها، واستخدمها دائما بطريقة سليمة ولصالحي.
أما بالنسبة لسلبياتها، فهي تكمن في الاستخدام الخاطئ لها، لأنها من المفترض أن تخدمنا ولا تسبب لنا ضررا، ومن سلبياتها التوحد مع الذات وغياب التواصل الاجتماعي الحقيقي على أرض الواقع، وأيضا كثرة الأخبار المغلوطة والشائعات، والتعليقات السلبية التي تؤثر على الكثيرين وتهدد سلامهم النفسي.

حدثينا عن سر اهتمامك بقضية الرفق بالحيوان؟





اهتمامي بالحيوانات يرجع للطفولة، فأنا أحب الحيوانات منذ صغري، ومؤمنة بأن لها حقا في الوجود معانا، وهي مخلوقات لها دور في الكون خلقت من أجله، ولهذا لا أتوقف أبدا عن توعية الناس بالرفق بها وترسيخ فكرة الرحمة، خصوصا أنني أرى أن الحيوانات تتعرض لظلم كبير في المجتمعات العربية، ولكن أيضا حتى أكون منصفة لا أستطيع أن أنكر أننا قطعنا مشوارا طويلا في التوعية بالرفق بالحيوان عن الماضي.