مقابلات

21 فبراير 2022

تريندات النجوم المزيفة ما بين هوس الشهرة وحب التواجد.. النقاد يعلقون

يلجأ بعض النجوم في الفترة الأخيرة، للعديد من الطرق التي تجعلهم محور حديث الجمهور عبر السوشال ميديا، سواء بافتعال أزمات أو اختلاق قصص وهمية أو تسريب حكايات تخص حياتهم الشخصية والفنية، أو حتى إقحام أنفسهم في قضايا عامة وإبداء رأيهم فيها لإثارة الجدل حولهم بحثا عن نيل نصيب من الترند.

وبهذا أصبح تصدر "الترند" هو الشغل الشاغل في الفترة الأخيرة للبعض من النجوم؛ بحثا عن التواجد، وزيادة التفاعل، وتسليط الضوء عليهم بشكل دائم، بسبب هوس الشهرة والنجومية.

وفي إطار هذا، توجهت "فوشيا" بسؤال النقاد والفنانين، عن سر انتشار ظاهرة الترندات المزيفة، ورأيهم فيها، ومدى تأثيرها على مصداقية الفنان لدى الجمهور مع الوقت.

ماجدة خير الله




أكدت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله، أن سبب سعي بعض الفنانين وراء الترند، هو ضعف إمكانياتهم الفنية وموهبتهم وعدم ثقتهم فيما يقدمونه فنيا، لأن الفنان الحقيقي لو يثق في أن موهبته وأعماله ستحظى باهتمام الناس دون اللجوء لهذه الأساليب كان بكل تأكيد لن يسعى إلى الترند المفتعل.

ووصفت خيرالله أصحاب البحث عن الترند بـ"المرضى"، قائلة: "البحث عن الضجة والترند وتسليط الأضواء مرض ليس أكثر، ويجعل صاحبه يفقد التركيز في عمله، ولا يفيده إطلاقا على المستوى البعيد، لأن الجمهور مع الوقت سوف يكتشف ما يفعله ويمل منه، وسيفقد بذلك مصداقيته لديهم".

عصام زكريا




بينما وصف الناقد الفني عصام زكريا، محاولات بعض الفنانين تصدر الترند بأساليب مختلفة بكونها "عدة الشغل"، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة، وموجودة منذ بداية تاريخ الفن ونجومه.

وقال: "كل ما في الأمر أن السوشيال ميديا ساهمت في تضخيم هذه الظاهرة وإبرازها، وفي الحقيقة هي ليست جديدة؛ إذ كان الفنانون قبل الإنترنت يلجؤون لنشر بعض الشائعات سواء لصالحهم أو ضد خصومهم، واختلاق حكايات الزواج والطلاق والمرض والموت وغيرها عن طريق تسريبها للصحافة، وذلك أملا بأن يظل في الذاكرة لدى الجمهور والمنتجين والمخرجين لاستمرار تواجده وترشيحه في أعمال جديدة".

وأضاف: "شاهدنا كثيرا فنانين في الفترة الأخيرة بدون ذكر أسماء، غابوا عن المشهد، وسقطوا من ذاكرة الجمهور، خصوصا ممن هم ليس لهم "الترند" وأساليبه، ولكن عادوا للصدارة بعد مشكلة أو موقف تعرضوا له عن غير قصد، وبدأ الجميع يتحدث عنهم، وهذا ما يعلمه البعض جيدا، من أن استمرار الجدل حولهم يعني استمرارهم، وذلك سواء اتفقنا أو اختلافنا مع الطريقة التي يقوم بها هؤلاء.

وتابع: "كما أن هؤلاء يراهنون على المتابع البسيط من الجمهور العادي الذي لا يستطيع التميز بين الخبر المنطقي من غيره، والذي يقوم بتداوله وهو ما يحقق هدفهم من زيادة التفاعل، وتحقيق ضجة حوله".

ماجدة موريس




أما الناقدة ماجدة موريس، فقد رأت أن محاولة لفت البعض الأنظار إليه من خلال السوشيال ميديا، سواء باختلاق القصص، أو إبراز أملاكه الخاصة وما غير ذلك، ليست سلوك نجم حقيقي، قائلة: "الفنان الحقيقي لا يفعل ذلك، ويترك عمله يتحدث عنه، ولدينا أمثال عديدة أبرزهم، محمود حميدة ويحيى الفخراني وكريم عبد العزيز وخالد الصاوي وغيرهم، فجميعهم نجوم كبار، ولم نسمع عن أحد منهم يسعى لتصدر الترند بأخبار وهمية أو أراء مثيرة لإحداث ضجة حولهم.

وأضافت: "أرى أيضا أن هذا يتوقف على مدى ثقافة الفنان وقدرته الذهنية والفكرية وثقته في نفسه وإمكانياته الفنية؛ لأن من يسعى لمثل هذه الأساليب هو شخص في نظري يفتقر للثقة بالنفس والموهبة، ويقلل من قدر نفسه، وللأسف البعض أصبح يعاني من مرض جديد اسمه هووس الشهرة، خصوصا في ظل عصر السوشيال ميديا، وهي شهرة زائفة ولن تعيش طويلا.

نادر عدلي




ووجد الناقد الفني نادر عدلي، أن هناك أمرين وراء لجوء البعض للترند ونشر الأخبار الكاذبة، الأمر الأول هو انحسار الأضواء عن البعض ويسعون لذلك من أجل استعادة الشهرة الضائعة، والأمر الثاني مرتبط بالمنافسة وحب الشهرة والنجومية حتى لو كانت زائفة.

وأكد أن في كلتا الحالتين، الركض وراء الترند لن تخلق تاريخا لفنان، وعاجلا أما أجلا سوف تقوده للمجهول، خصوصا أنه معه الوقت يفقد احترام ومصداقية الجمهور له، كما أنها مسألة وقتية حتى وإن وصلت به لشهرة كبيرة.

نجلاء بدر




ومن جهة آخر، كشفت الفنانة نجلاء بدر عن رأيها في الترندات وتجربتها مع هذا الأمر، قائلة: "أصبحنا حاليا في عصر السوشيال ميديا، وهى أداة للتواصل مع الجمهور ومعرفة أرائه حول الفنان وأعماله، وبالتأكيد تصدر ترند السوشال ميديا بعمل فني شئ رائع، ويكشف للفنان مدى تأثير عمله ونجاحه، ولكن أحيانا نحن كفنانين نتصدر بأمور آخرى بعيدة عن الأعمال الفنية ودون تعمد ذلك".

وأضافت: "أنا عن نفسي، سبق وحدث معي ذلك بسبب إطلالتي التي ظهرت بها في مهرجان الجونة، ولم أكن أتعمد ذلك وفوجئت بالجدل الذي أثير حولي وحول فستاني وتصدرت الترند رغم أنني لم أسعَ له ولا هو أسلوبي أيضا، وأفضل التواجد بأعمالي الفنية فقط".

أحمد عز




أما الفنان أحمد عز، فأكد أنه لا يميل للسوشيال ميديا، ولا يحب من الأساس التفاعل عليها، وهو بعيدا عنها تماما، ولا يعترف بالترند؛ إذ يجد أن المقياس الحقيقي للشهرة والنجاح هو الجمهور الذي يمنح ذلك للفنان عن أعماله الفنية.

وأشار إلى أنه لا يحب أن تتصدر حياته الشخصية أو أي أمور أخرى بعيدة عن الفن للجمهور، وأنه يركز في عمله ويجتهد كثيرا في اختيار أدواره والسيناريوهات التي يقدمها ليكون عند حسن ظن جمهوره دائما، مؤكدا أن هذا ما تربى عليه وتعلمه من الفنانين الكبار الذين يعيشون بأعمالهم وليس بترندات زائلة.

محمد نجاتي




بينما عبر الفنان محمد نجاتي عن رأيه في الترند، خصوصا تصدره مؤخرا بسبب أزمته مع منة عرفة، وقال: "لست من هواة البحث عن الترند، ولم أسع أبدا لذلك، وحتى عندما تصدر اسمي مؤخرا بأزمة داخل الوسط، لم أكن أنا السبب فيها، ولكن لأن هناك شخصا استغل اسمي لتحقيق شهرة على حسابي".

وأضاف: "علاقتي بالسوشيال ميديا ليست قوية، ومقل جدا بالتفاعل عليها، وهذا أكبر دليل أيضا على أنني بعيدا عن الترندات، وبالتالي لو أنني أفهم فيها لكان من باب أولى أن يكون لدي سوشيال ميديا قوية، وهناك بالفعل فنانون يسعون للترند بشكل مفتعل، ولكني أرى أن هذا لن يدوم طويلا، كما لم يعد الجمهور ساذجا لتصديق تلك الألاعيب".

أحمد رزق




في حين أكد الفنان أحمد رزق، أنه لا يعترف بالترندات؛ لأنها ليست حقيقية، خصوصا أن تصدر البعض للترند أصبح سهلا جدا؛ حيث يتم شراؤه بالمال، وبالتالي ليس له أهمية لأنه مزيف وغير حقيقي، مشيرا إلى أنه يفضل أن يتحدث عنه الجمهور بدور أو عمل فني قدمه.

وكشف عن علاقته بالسوشيال ميديا، قائلا: "أعلم أنها أصبحت مهمة للفنان حاليا لكن علاقتي بها ليست جيدة، ولم أضعها في حساباتي رغم أنني أمتلك صفحات عليها، وعرض علي من قبل من بعض الأشخاص مساعدتي في زيادة المتابعين نظير مبلغ مالي، ورفضت؛ لأنني لا أرى أي أهمية في شراء متابعين غير حقيقين لمجرد فقط زيادة الأعداد، فأنا يهمني أن يتابعني جمهور حقيقي، وبالتالي فالترندات والمتابعون أصبحا يتم شراؤهما والجمهور ليس ساذجا ويعلم ذلك جيدا".