مقابلات

18 فبراير 2022

محمد رمضان ولقاء الخميسي وحورية فرغلي يروون قصصهم مع التنمر

نجحت السوشيال ميديا في كسر جميع الحواجز بين المشاهير والجمهور، فأصبح الأخير قادرا في أي وقت على التواصل مع نجمه المفضل، وإبداء رأيه في كل شيء يخصه، بعدما كان بعيدا عنه ويشاهده فقط من خلال شاشة التلفزيون والسينما.

ويبدو أن انهيار هذه الحواجز والمسافات، شجعت البعض على تخطي الحدود، والتدخل بشكل زائد في حياته، وتوجيه انتقادات لاذعة له قد تصل إلى التنمر به، وهي الظاهرة التي أصبحت أكثرا انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة بشكل عام، والتي وقع في مصيدتها المشاهير بشكل خاص.

وفي هذا الإطار، توجهت "فوشيا" بالسؤال إلى عدد من النقاد والفنانين، لمعرفة أسباب انتشار ظاهرة التنمر هذه، وعما إذا كانت كرها أم حقدا أم حبا زائدا أم شيئا آخر، وتأثيرها على النجوم.

طارق الشناوي



في البداية رأى الناقد الفني، طارق الشناوي، أن ظاهرة التنمر في الواقع لم تقتصر فقط على النجوم، ولكنها موجودة في العالم كله والجميع يعاني منها، مشيرا إلى أنها ظاهرة سيكولوجية تختلف من شخص لآخر، وتعد تصرفا مرضيا ليست أكثر.

وعن سبب تعرض النجوم لها بكثرة، قال: "يعود ذلك لأسباب عديدة أبرزها، أن الجمهور يشعر دائما أنه شريك في هذا الفنان وهو من صنع نجوميته، وله الحق أيضا في أن ينهيه، وبالتالي من حقه أن ينتقده، بالإضافة إلى السؤال الملح داخل المتابع العادي دائما ما هو الفرق بيني وبين هذا النجم، خصوصا بعدما أصبحت مشاكل المشاهير تتصدر السوشال ميديا، وبالتالي وجد الجمهور أن هذا الفنان مثله مثلهم، لديه أخطاء وحماقات، وهنا فقد البعض منهم احترامه في نظرهم.

وتابع: "هذا إلى جانب أن كل شخص بداخله رغبة مكبوته وأحيانا شعور بالنقص، وهنا يحاول تفريغ هذه المشاعر في صورة كلمات من خلال التعليقات، وإبداء الرأي في هذا الفنان سواء في شكله أو حياته وما غير ذلك، والتنمر به وسبه أحيانا بألفاظ خادشة، وفي الحقيقة ظاهرة التنمر هذه ليست جديدة ولكن السوشيال ميديا فقط هي التي منحتها كل هذا الانتشار، كما ساهمت في كسر الحواجز بين النجوم والجمهور".

ماجدة موريس



بينما رأت الناقدة الفنية، ماجدة موريس، أن التنمر بالفنانين والتطاول عليهم بالسب عبر السوشال ميديا، ما هو إلا كراهية شديدة، وبررت ذلك بأن هناك قطاعا من الناس يرى أن الفنانين أشخاص سيئون ولا يستحقون أن يعيشوا من الأساس، ويرون أيضا أنهم يأخذون أكثر من حقهم أو ما ليس حقهم من الأساس من الشهرة والمال والمجد، ورأت أن أغلب من يفكرون بهذا الشكل يكونون متأثرين بالجماعات الدينية المتطرفة.

وأكدت موريس أن السب والتنمر أصبحا ظاهرة عامة في السنوات الأخيرة، وهو ما يشير إلى أن الحب لم يعد صادقا من الجمهور كما كان في الماضي، فأصبح هناك فريقان؛ الأول المحب الحقيقي والذي يقدر قيمة الفنان وفنه، والثاني المشحون بالكراهية وينتظر أي خطأ من الفنان بل أحيانا يفتعل له مشكلة للنيل منه.

عصام زكريا



أما الناقد الفني، عصام زكريا، فقد وجد أن التنمر بالمشاهير عبر السوشال ميديا، يعود لمزيج من المشاعر السلبية مثل الحقد والكره الذي يسيطر على بعض المتابعين الذين يرون ويتصورن أن هؤلاء المشاهير يعيشون حياة منعمة ومرفهة طوال الوقت، ويمتلكون الشهرة والمال والعلاقات وكل متع الدنيا، ولا ينقصهم شيء، وبالتالي الشخص الذي يكره ويحقد يكون محروما من أشياء كثيرة، وتكون الطريقة الوحيدة للتعبير هي التنمر وتحريم الفن وحياة الفنانين.

وأضاف:  "هناك ثقافة شعبية موروثة لدى البعض ولم نستطع التخلص منها على مدار السنين، وهو أن مجتمع الفنانين هو مجتمع الشياطين وهو سبب كل الخراب على الأرض، ولو تم القضاء عليه فسيكون المجتمع مثاليا، على الرغم من أن الانحراف ليس له علاقة بالفن، وكلها تصورات مرتبطة بانحيازات نفسية صعب تغييرها، وينميها المتطرفون دينيا".



من جهته أكد الفنان محمد رمضان، أنه لا يركز تماما مع أي تعليقات سلبية، وأنه عندما سبق ورد على بعض المتنمرين به وبأبنائه، كان يريد فقط أن يعطي لهم درسا بالتخلي عن العنصرية، وتأكيده لهم على أنه لا يرى أي عيب في كونه ذا بشرة سمراء، ولكن العيب الحقيقي هو فيما يصدر من كلمات غير لائقة من البعض وتصرفات مرضية ليست أكثر.

وأشار إلى أنه يرى أن التجريح والسب والتنمر وما غير ذلك لا يخرج سوى من كارهيه، أما محبوه فهم يدعمونه ويقفون دائما في ظهره، ويفرحون لفرحه، لذلك هو لا يرى غيرهم ولا يركز مع أي أمور أخرى.



وقالت الفنانة لقاء الخميسي: "التنمر ظاهرة سلبية وأصبح منتشرا بقوة إلكترونيا، وعن نفسي تعرضت له مرارا، وأصبح لدي حصانة نفسية منه؛ إذ كنت في البداية أتأثر كثيرا، لدرجة أنني أصبت بحالة نفسية أشبه بهزة واضطراب بداخلي، وأعترف أنني كنت في هذه الفترة في حالة ضعف وإلا لما تأثرت بهذا الشكل الذي جعلني ألجأ لمتخصص من أجل مساعدتي في الخروج من هذه الحالة، وكانت هذه الفترة من أسوأ أيام حياتي".

وأضافت الخميسي: "كنت في البداية أرد على المتنمرين بسبب شعوري بالضيق من كلامهم، ورغم أن زوجي كان ينصحني دائما بالتجاهل إلا أنني لم أستطع في ذلك، أما حاليا فالأمر تغير كثيرا، ولم يعد ردي عليهم تعبيرا عن الغضب، بل من أجل توجيه رسالة للمتنمرين بالتوقف عن هذا التصرف المرضي، وتقبل الآخر حتى لو كان مختلفا عنك أو لم تحبه، وأيضا مراعاة المشاعر وأن هذا الشخص له عائلة تحزن وتغضب من أجله، وأنه من الممكن أن تقول رأيك ولكن بأدب ودون تعدّ للحدود في الحديث والرأي".



أما الفنانة حورية فرغلي، فقد كشفت عن أنها عاشت أصعب أيام حياتها بسبب التنمر، فجعلها تختفي عن الأنظار لعدة سنوات ودخولها في حالة نفسية سيئة، حيث وصل الأمر بها بأنها كرهت نفسها، بعد التنمر عليها بسبب شكلها إثر تعرضها لحادث في أنفها والذي غيّر من ملامحها وصوتها.

وأضافت: "قررت تحدّ المتنمرين، والخروج من هذه الأزمة النفسية الصعبة التي تعرضت لها، والعودة لحياتي من جديد، ولم يعد يشغلني آراء الآخرين فيها أو حتى التنمر بها".