مقابلات

19 ديسمبر 2021

دنيا عبد العزيز: أخاف من الحقن.. وعلاقتي بالمطبخ أشبه باللغة الصينية

تعيش الفنانة المصرية دنيا عبد العزيز حالة من النشاط الفني؛ إذ تشارك في أعمال فنية جديدة ما بين المسرح والدراما، والتي تحدثت عنها لـ"فوشيا" وعن حبها الشديد لفن الاستعراض وكيف أثر في شخصيتها.

كما كشفت عن الوجه الآخر لها، من خلال حديثها عن هواياتها الخاصة، وصفاتها الشخصية، وعلاقتها بالمطبخ والموضة والأزياء، وأهم ما تعلمته من والدتها الراحلة.

في البداية.. هل نجحت مسرحيتك الجديدة "زقاق المدق" في تحقيق حلمك بتقديم عمل استعراضي؟ وما تقييمك للتجربة ككل؟



أولا.. أرى أنها تجربة ممتعة للغاية، وأضافت لي الكثير وذلك لسببين، الأول يعود لكونها عملا مأخوذا عن رواية أدبية للكاتب العالمي نجيب محفوظ، والثاني لكونها عملا استعراضيا غنائيا، وهي النوعية التي كنت أتمنى تقديمها منذ زمن بعيد، وكانت بمثابة حلم لي، خصوصا أنني أحب الرقص والاستعراضات كثيرا منذ الصغر، ووصل حبي لهما إلى حد الدراسة.

وقد تأخرت هذه الخطوة كثيرا ولكنها تحققت في النهاية رغم الظروف المحيطة من اختفاء الأعمال الاستعراضية التي لم تعد تقدم كما كان في الماضي، هذا إلى جانب أنها انحصرت في الفوازير، وارتبطت في أذهان الجمهور بفنانين بعينهم وهم نيللي وشريهان وسمير غانم.

من أين اكتسبت حبك للرقص والاستعراض في الصغر؟




عشقت فن الاستعراض والرقص، من حبي الشديد للفنانتين سامية جمال وشريهان؛ إذ نشأت على أعمالهما، وعندما أدرك والدي ووالدتي حبي الشديد لهذا الفن وأنني لدي أذن موسيقية، قررا أن يساعداني في تنمية تلك الموهبة وتعلمها بشكل صحيح، ودرست فن الباليه، ورقصات مثل التانجو والسالسا والفلكولور الشعبي وغيرها.

هل أضاف لك الرقص شيئا على المستوى الشخصي والنفسي؟

هو في الحقيقة حياة أخرى لي، حيث يعد من أهم العوامل التي يساعدني على شحن طاقتي، والتعبير عما بداخلي، فمثلا عندما أكون حزينة أو سعيدة أرقص أمام المرآه لتفريغ طاقتي والتعبير عن مشاعري، كما أن الموسيقى بالنسبة لي عالم آخر تحرك وجداني وتنتشلني مما أنا فيه؛ إذ تجعلني في دنيا أخرى غير الدنيا التي أنا فيها، وأيضا الرقص بالنسبة لي ليس مجرد حركة للجسد أي ليس "هز وسط" لكنه فن وله تأثير نفسي كبير علي.

تعرضت للإصابة في قدمك بالموسم الأول من "زقاق المدق" فماذا عن حالتك الصحية حاليا.. وهل تسبب ذلك في تقليص الاستعراضات بالموسم الحالي؟




الحمدلله، حاليا أصبحت بحالة أفضل من ذي قبل، وأمارس حياتي وعملي بشكل طبيعي، ولكن ما زلت أخضع للعلاج الطبيعي؛ لأن الإصابة كانت كبيرة؛ إذ أصبت بقطع جزئي في الوتر.

وأبدا لم تتسبب إصابتي هذه في تقليص مشاهدي الاستعراضية بالعرض المسرحي، ولكن بحسب نصائح الطبيب المعالج أخضع قبل صعودي إلى خشبة المسرح لبعض التمارين التي قد تستغرق 45 دقيقة حتى لا تحدث أي مضاعفات أو تتكرر الإصابة، وأتبع أيضا بعض التعليمات بعد انتهاء العرض.

ولا أستطيع أن أخفي مدى الألم والتعب الشديد الذي عشته أثناء الموسم الأول، حيث صممت على استمرار عملي رغم إصابتي الشديدة التي أفسدت حينها فرحتي بتقديم الاستعراضات بسبب عدم تمكني من تأديتها، وكنت أجلس على كرسي.

ما الذي أجبرك على تقديم العرض حينها بحالتك هذه.. إذ كان من الممكن تعليقه لحين شفائك؟

في الحقيقة كان الأمر مجازفة كبيرة مني، ومنعني الأطباء من ذلك وحذروني، واعتبر المقربون من أهلي وأصدقائي أن ما أفعله جنون؛ لأنني أجازف بصحتي، ولكن شعوري الشديد بالمسؤولية تجاه العاملين بالمسرحية خصوصا ممن هم وراء الكواليس الذين تركوا بيوتهم في القاهرة من أجل المسرحية التي كانت تعرض وقتها في الإسكندرية، وأيضا الخسائر المادية التي كانوا من الممكن أن يتعرضوا لها، كل هذا جعلني أشعر بالذنب تجاهم رغم أن الأمر خارج عن إرادتي ولن يلومني فيه أحد، ومن هنا قررت تحمل التعب واستكمال المسرحية "حتى لا تخرب بيوتهم"، وكانت دعواتهم لي تمنحني القوة.

هل مهنة الفن قاسية أحيانا ومن الممكن أن تجبر الفنان على وضع لا يتناسب مع حالته النفسية؟

من الممكن طبعا أن يحدث ذلك، وبالفعل أحيانا تكون قاسية ولا تعترف بالحالة النفسية للفنان الذي عليه أن يظهر دائما عكس مشاعره، فمثلا أتذكر عندما كنت أقوم بتصوير مسلسل "البرنس" كانت والدتي وقتها تمكث بالمستشفى داخل العناية المركزة، وكنت في حالة نفسية صعبة؛ إذ كان قلبي وعقلي معها، ومع ذلك كنت مضطرة أن أصور مشاهدي وأعمل بشكل طبيعي؛ لأنني مرتبطة بعمل وتعاقد.

وكثير من نجومنا مروا بمواقف صعبة، أتذكر أيضا رواية مشابهة للفنان الراحل سعيد صالح الذي كان عليه أن يصعد على خشبة المسرح في مساء اليوم الذي رحلت فيه والدته التي دفنها في الصباح، وذلك لكونه ملتزما بالجمهور والعرض ورغم حالته النفسية السيئة إلا أنه كان عليه أن يرسم الضحكة على وجه الجمهور.

وهذا يؤكد أن مهنة الفن مهنة صعبة وليست سهلة إطلاقا، ولا يستطيع أن يتحمل متاعبها وصعوبتها سوى من يحبها ويهواها، فهي مهنة تؤثر على الجهاز العصبي بشكل رهيب، حيث يضطر الفنان أن يضحك وهو في شدة الحزن والعكس.

وما تقييمك لتجربة حكاية "90 يوم" التي تصدرت مع عرضها الترند مرخرا؟




في البداية، أود أن أوضح أنني على المستوى الشخصي، من جمهور نوعية مسلسلات الحكايات القصيرة، التي أراها وجبة خفيفة ومتكاملة تحمل رسائل اجتماعية مهمة.

والحمدلله حققت حكاية "90 يوم" نجاحا وصدى قويا لدى الجمهور، وأعتقد أن السبب وراء ذلك هو كونها حكاية واقعية وحقيقية من الحياة، وشخصياتها من لحم ودم، ولهذا لمست قلوب أشخاص كثيرين ونجحت في أن تدخل البيوت.

أما بالنسبة لشخصية شهيرة التي جسدتها فقد كانت حقيقية وبسيطة، وشعرت أنها تشبهني في بعض التفاصيل، ومنها مسألة العند الذي يجعل صاحبه يرتكب أحيانا أخطاء بسببه، وفي الحقيقة أنا شخصية عنيدة بشكل كبيرة.

هل معنى ذلك أنك سبق ووقعت بمشاكل بسبب العند في الحقيقة؟

حدث بالفعل، ولا يمكنني أن أنكر ذلك، فالعند يمكن أن يجعل الإنسان يخسر أشياء كثيرة أو يرتكب أخطاء غير مقصودة، لمجرد أنه يتمسك برأيه ويصر عليه لدرجة العند، وعن نفسي أتعلم من أخطائي، وأحاول أن أقلل من هذه الصفة بقدر الإمكان.

وماذا عن مسلسل "الحرير المخملي"؟ والصعوبات التي واجهتك من خلاله؟




"الحرير المخملي" تجربة ممتعة من جميع النواحي سواء من خلال الحالة المزاجية للعمل أو كواليسه أو القائمين عليه؛ إذ سعدت بالتعاون مع المخرج أحمد حسن الذي أراه موهوبا ومتمكنا من أدواته، وأيضا الفنان أحمد سعيد عبد الغني الذي كانت أغلب مشاهدي معه وهو عشرة عمر وفنان وإنسان رائع.

بينما تتلخص صعوباته في كونه يدور في مرحلتين مختلفتين، وكان يتطلب أحيانا تصوير المرحلتين في يوم واحد وهذا كان بحاجة لتركيز شديد وجهد مضاعف، إلى جانب كونه عملا طويلا يدور في 60 حلقة وهذا يحتاج أيضا لمجهود كبير.

ذكرت من قبل أن دورك في مسلسل "اللي مالهوش كبير" للصديقة الخائنة يشبه شخصية جمعتك بها في الحياة.. كيف ذلك؟




هذا حقيقي، عندما قرأت دوري في هذا العمل، شعرت أنه يتحدث عن تجربة عشتها من قبل مع أعز صديقاتي، والتي كانت صدمتي فيها كبيرة؛ لأنني كنت أعتبرها شقيقتي، وكانت والدتي رحمة الله عليها عندما تشتري لي شيئا كانت تشتري لها مثله أي لا تفرق بيننا في المعاملة، ومع ذلك غدرت بي، وأعتقد أن الخيانة والغدر ليس بالضرورة أن يأتيا من شخص أقل منك، ولكنه طبع حتى لو قدمت له كل الحب.

وكيف تجاوزت هذه الصدمة؟ وهل جعلك ذلك تغيّرين طريقة تعاملك مع الآخرين؟

أخذت وقتا طويلا حتى أخرج من هذه الصدمة، واستعيد نفسي، وحينها تدمرت وتألمت كثيرا، ولكن بعدها قلبت الصفحة تماما، وكان عقابي لها هو خروجي من حياتها نهائيا وهو أكبر عقاب في نظري ليس لكوني أحسن شخص ولا مثيل لي، ولكن لكوني الأصدق، فأنا صادقة في مشاعري، وأحب أصدقائي كثيرا وأمنحهم الحب بلا مقابل.

ولم أغير معاملتي مع أحد، قائلة :"أنا ما بتغيرش"، وأحب أن أكون على طبيعتي دائما ولا أفترض سوء النية؛ لأنها ليست تركيبة شخصيتي، أما لو ثبت العكس فكل ما أفعله هو قلب الصفحة والمغادرة دون رجعة، وفي الحقيقة سأظل مثل ما أنا ولن أتغير أبدا بسبب أحد، لأنني مؤمنة بأنه يوجد في الحياة أشخاص طيبون مثلما يوجد أشخاص سيئون.

تعد متابعة الموضة والأزياء من اهتمامات الفنانات.. فما الذي يجذبك فيها؟




هذا حقيقي ربما لطبيعة المهنة التي نعمل بها، ولكن لا يجذبني شيء بعينه يجعلني أركض وراءه، فقط أميل لما يتناسب مع تركيبتي الشخصية خصوصا أنني شخص "مودي" من ناحية الملابس والأزياء، ولا أحب أن أنحصر في ستايل محدد، لذلك أرتدي حسب "المود" والمناسبة، والحالة التي أنا عليها هي التي تقود اختياراتي.

هل تربطك علاقة قوية بالطبخ والمطبخ؟

علاقتي بالمطبخ أشبه بعلاقتي باللغة الصينية، أي لا توجد أي علاقة بيننا من الأساس، ولا أجيد الطبخ تماما.

ما هو روتينك الجمالي الذي تتبعينه دائما؟




ليس لدي أي روتين محدد أتبعه في حياتي، ولكني أهتم بممارسة الرياضة بشكل عام، وألجأ لاتّباع حمية غذائية خصوصا في حال إذا شعرت بزيادة في وزني، وأتبع الأمور العادية التي تتبعها كل امرأة للحفاظ على بشرتها وما غير ذلك.

ما هي الطرق التي تفصلين بها عن زحمة العمل؟

السفر، وسماع المزيكا، والقراءة وبالتحديد روايات نجيب محفوظ من الأمور التي ألجأ إليها في وقت فراغي وأفصل بها عن متاعب العمل، واعتبرها من هواياتي المفضلة.

أصبحت عمليات التجميل شائعة بكثرة فما رأيك فيها؟ وهل فكرت في ذلك؟




في الحقيقة أنا لست مع تغيير أي شخص من شكله وملامحه، ولكن مع إجراء الأمور البسيطة التي هدفها فقط الحفاظ على الجمال ليست أكثر، أما عن نفسي فلا يمكن أن أقدم على هذه الخطوة أبدا؛ لأنني بشكل عام لدي "فوبيا" من الحقن ومن هذه العمليات.

وما هي أكثر صفة بشخصيتك تتمنين تغييرها؟

العصبية؛ لأنني شخص عصبي جدا، وأتمنى أن أكون شخصا أكثر هدوءا ويتحكم في انفعالاته؛ لأن العصبية يمكن أن تجعل الشخص يرتكب بعض الأخطاء التي قد يندم عليها فيما بعد.

كانت لوالدتك صداقات طيبة بالوسط الفني فهل كان لها صلة بالمجال؟ وما الصفات التي تشبهينها فيها؟




لم يكن لوالدتي رحمة الله عليها أي صلة بالمجال الفني، ومجال عملها كان بعيدا عنه؛ إذ كانت طبيبة، ولكن كانت تربطها صداقة قوية بالعديد من الفنانين داخل الوسط الفني، ومن هؤلاء سمير غانم ودلال عبد العزيز التي رشحتني في طفولتي لأول عمل فني لي.

أما عن الصفات التي أشبه فيها والدتي، فوالدتي لا يشبهها أحد، ولا يوجد مثلها ولا يمكن أن أقارن نفسي بها؛ لأنها شخص استثنائي، ولكن تعلمت منها فكرة المحبة والعطاء، لأنها كانت محبة لكل من حولها وكان لديها حسن نية تجاه الآخرين، وكانت حبيبة للكل.