مقابلات

8 ديسمبر 2021

محمد ممدوح: لهذا لقبت بـ"تايسون".. وهذا أكثر ما يقلقني في حياتي

تحدث الفنان المصري محمد ممدوح، عن شعوره بعد حصوله على جائزة أحسن ممثل بمهرجان القاهرة السينمائي عن دوره في فيلم "أبو صدام"، وعن الصعوبات التي واجهته أثناء تصويره، وتقييمه لهذه التجربة بشكل عام.

كما تحدث ممدوح عن سر تلقيبه بـ"تايسون"، والأشياء التي تقلقه في الحياة بشكل عام، وعلاقته بابنته "كاميليا"، وعن أسباب ابتعاده عن الحديث عن حياته الشخصية، والعديد من الأمور الأخرى.

في البداية.. صف لنا شعورك بعد حصولك على جائزة أحسن ممثل بمهرجان القاهرة السينمائي عن دورك في فيلم "أبو صدام"؟



أولا.. فخور بحصولي على جائزة أحسن ممثل، ومشاركتي هذا العام بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يعد أعرق وأقدم وأهم المهرجانات في المنطقة العربية، وشرف لي أنه في بلدي مصر.

ثانيا.. لا أستطيع أن أصف شعوري، خصوصا لحظة إعلان اسمي؛ إذ شعرت بحالة من السعادة والتوتر في آن واحد، وأحمد الله على هذا التكريم الذي وصلت إليه بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل دعوات والدي ووالدتي لي، ولهذا أهدي لهما هذه الجائزة ولأشخاص كثيرين في حياتي منهم أخواتي وزوجتي، ولكل صناع العمل الذين كانوا سببا في حصولي عليها.

كيف ترى تقديم الفنان رشوان توفيق لك لاستلام الجائزة وإشادته بك؟



في الحقيقة، شعرت في هذا اليوم أنني حصلت على أكثر من جائزة، منها أنه قدمني لها فنان قدير وكبير وله تاريخ مشرف ومحبة كبيرة في قلوبنا جميعا وهو الفنان رشوان توفيق وكان مفاجأة لي، هذا إلى جانب إشادته بموهبتي الفنية، وأعتبر كلماته في حقي بمثابة جائزة كبيرة لي وشرف لي أيضا.

أهديت الجائزة للراحل سمير غانم والراحلة دلال عبد العزيز.. فما السبب؟

لأن كلا منهما كان له تأثير كبير في الفن وفينا كأشخاص، ولا شك أننا افتقدناهما كثيرا برحيلهما عنا، فمثلا الفنان الكبير سمير غانم أثر فينا بطريقته وخفة ظله وتعلمنا منه الإفيهات وفن الارتجال وثقافة الضحك عموما، وأيضا الفنانة دلال عبد العزيز كانت ممثلة عظيمة ولا يمكن أن ننساها أبدا، وستظل أعمالها محفورة بوجداننا.

من هم الفنانون الذين أثروا فيك كفنان أيضا.. وكيف؟

لا أستطيع أن أذكر أسماء؛ لأنهم كثيرون، ولكن يمكن أن أقول إن كل فنان احترم عقول الناس واستطاع أن يطور في الصناعة ويترك بصمة فهو أثر فيّ بشكل كبير، بينما يمكنني أن أذكر شخصا واحدا، أحب دائما أن أهدي إليه كل نجاح وجائزة أحصل عليها وهو الناقد والكاتب الصحفي الراحل محمد الرفاعي، الذي آمن بي في بداية مشواري بشكل لم أكن أنا نفسي أتخيله، وكان داعما لي ويساندني ويقف في ظهري دائما.

حدثنا عن شخصية "أبو صدام" ورؤيتك لها منذ عرض العمل عليك؟



"أبو صدام" شخصية جديدة عليّ ومختلفة تماما ولم أقدمها من قبل، وهي شخصية معقدة بها لحظات ضعف وانكسار، فهذا الرجل تحكمه ظروفه وضغوطاته التي تجعله عصبيا وعنيفا تجاه المواقف، ولذلك أراه أشبه بالتريلا التي كان يقودها.

وأرى أن شخصية "أبو صدام" كانت ممتعة رغم صعوبتها، وهي واحد من الأسباب التي جذبتني للفيلم إلى جانب النص واختلافه، ومخرجته نادين خان التي جمعني بها نقاش طويل في البداية وكانت من أهم أسباب تشجيعي للعمل، وهي مخرجة مميزة تعبت كثيرا من أجل خروج العمل بهذ الشكل، وبصراحة شديدة كل فريق العمل بذل مجهودا كبيرا، وكانوا على قدر كبير من المسؤولية، وحتى ضيوف الشرف كان دور كل شخص فيهم لا يقل أهمية عن أبطاله، وأود أن أوجه الشكر للشركة المنتجة للفيلم التي وفرت كل الإمكانيات للعمل لخروجه بالشكل اللائق.

كيف تدربت على شخصية سائق "التريلا" وكيف تعاملت مع القيادة عليها؟



حرصت على الاحتكاك بسائقي تريلا في الحقيقة، ولهذا ذهبت للجلوس مع السائق وجمعتني به عدة جلسات، وتحدثت معه وتعرفت كيف يقضون يومهم مع التريلا وكيف يتعاملون معها خصوصا أنها تختلف عن أي عربة أخرى.

كما أنني تعلمت قيادة "التريلا" من أجل هذا العمل، رغم أنني لست من محبي القيادة بشكل عام، واستغرقت حوالي 7 أيام منفصلة لتعليم القيادة عليها، وبصراحة شديدة الأمر لم يكن سهلا وكان بمثابة مغامرة كبيرة.

هل واجهتك أي صعوبات خلال تصوير العمل؟

"أبو صدام" فيلم لم يكن سهلا على الإطلاق؛ إذ إن حوالي 80% من مشاهده أو أكثر كانت صعبة للغاية، وكل فريق العمل تعب كثيرا في هذا الفيلم لصعوبة تنفيذه، فمثلا أغلب المشاهد التي كنت أتحدث فيها في التليفون مع القيادة كانت صعبة، ومشهد الحادثة يعد من أكثر المشاهد صعوبة، بالإضافة إلى أجوائه التي زادت من صعوبة تنفيذه؛ إذ تم تصويره في المطر وكنا على الطريق وكاد يتسبب ذلك في إنزلاق التريلا، والحمدلله الأمور مرت على خير.

ما رأيك في الفنان أحمد داش الذي جمعتك به أغلب المشاهد؟



أرى أن أحمد داش، سيكون واحدا من أهم الممثلين في مصر وفي المنطقة بالمستقبل، فهو فنان موهوب جدا، وأدى دوره ببراعة شديدة رغم صعوبته؛ إذ كان مطلوبا منه طوال الوقت أن يظهر بأكثر من حالة سواء أكان خوفا أم قلقا وغيرهما بتعبيرات وجهه فقط ونجح في ذلك بجدارة.

ما سر انجذابك الدائم للأدوار المركبة من خلال أعمالك الفنية؟

بصراحة تستوقفني كثيرا هذه الكلمة، ولا أعرف ما المقصود بها، لأنني ببساطة أرى أن شخصيات البشر كلها مركبة أي بها عدة تركيبات ولا يمكن أن تكون على وتيرة واحدة، وكل منا ذو شخصية مركبة، أما بالنسبة لما يجذبني لأي عمل فهناك أشياء عديدة أبرزها: السيناريو الذي أعتبره الأهم، بالإضافة إلى أهمية الدور وتأثيره ومدى قوته حتى لو كان مشهدا واحدا، هذا إلى جانب الحلقة النقاشية التي تجمعني بمخرج العمل، فكل هذه الأمور هي التي تحدد موقفي من العمل.

إلى أي مدى تشعر بالرضا عن ما قدمته؟



أشعر بالرضا التام عن كل ما قدمته حتى الآن، وكل عمل لي كان تحديا واكتسبت منه خبرة كبيرة، وكل دور أيضا قدمته كان بالنسبة لي مهما وأضاف لي، خصوصا أنني اختار أدواري بعناية شديدة.

ماذا يمثل لك المسرح في حياتك الفنية؟

المسرح هو بدايتي وهو أهم شيء بالنسبة لي ومنه انطلقت؛ إذ بدأت عملي بالمسرح في عمر الـ17 عاما، من خلال المسارح الثقافية والهواة، وكانت مسرحية "قهوة سادة" للمخرج خالد جلال صاحبة الفضل علي؛ إذ من خلالها بدأت خطواتي في الدراما والسينما.

ما سر لقب "تايسون" الذي تشتهر به؟



سر هذا اللقب هو أنني كنت أمارس لعبة الملاكمة في الماضي، ولهذا لقبني البعض به، وأصبحت أشتهر به.

ما هي أكثر الأشياء التي تشعرك بالقلق في حياتك؟

أشعر بالقلق والخوف والمسؤولية دائما على عائلتي الكبيرة وأسرتي الصغيرة، وكل من أحبهم، وأيضا أشعر بالقلق تجاه عملي وكل خطوة جديدة أقدم عليها، فكل هذه الأمور تجعلني أشعر بالقلق.

ما الذي غيرته فيك ابنتك "كاميليا" وكيف تتعامل معاها؟



ابنتي كاميليا، هي كل شيء في حياتي وسبب سعادتي، جعلتني شخصا آخر تعرفت عليه معها، ومعها أتحول لطفل وأترك نفسي لها، وأحاول دائما أن أستوعبها حيث ما زالت في سنواتها الأولى.

لماذا تتجنب الحديث عن حياتك الشخصية؟

لأنني أرى أن ما يهم الجمهور هو أعمالي الفنية، فهم يريدون أن يشاهدوني في أدوار متنوعة وقيمة، أما حياتي الخاصة فهي ملكي أنا فقط ولا تهم أحدا غيري، ولن يستفيد أحد بشيء إذا تحدثت عنها، فأنا أفضل الحديث عن أعمالي فقط، وعموما أنا لا أحب الحديث عن حياتي الشخصية.