مقابلات

20 نوفمبر 2021

فريال يوسف: عشت فترة صعبة.. وهذه أغرب المواقف التي تعرضت لها مع معجبين

تعيش الفنانة التونسية فريال يوسف نجاح حكاية "سكر مر" التي تصدرت السوشال ميديا مؤخرا، وتحدثت لـ"فوشيا" عن تفاصيل عودتها للدراما بعد فترة من الغياب، كما كشفت أسباب اختفائها في الفترة الآخيرة قبل أن تستعيد نشاطها الفني.

كما تحدثت فريال يوسف أيضا، عن اهتماماتها بعيدا عن التمثيل، وتفاصيل خاصة من حياتها الشخصية، وعلاقتها بالموضة والأزياء والطبخ، ورأيها في عمليات التجميل، وأغرب المواقف التي تعرضت لها مع المعجبين.

حديثنا عن حكاية "سكر مر" وما الذي جذبك لتقديمها؟


حكاية "سكر مر" من مسلسل "ورا كل باب" من الأعمال التي أحببتها كثيرا، ووافقت عليها عندما قرأت السيناريو؛ إذ كان قد سبق وعرض علي حكاية أخرى قبلها، وقررت التأني لأنني كنت في حاجة لدور يستفزني من داخلي وهذا ما وجدته في "سكر مر".

وجذبني لتلك الحكاية، كونها تناقش قضية مهمة ومشكلة يعاني منها أفراد كثيرون في مجتمعنا، حيث ترصد معاناة طفل مريض بالسكري، وتأثير ذلك على أسرته بالكامل التي تعيش معه معاناة كبيرة، وبالتحديد الأم التي قمت بتجسيد شخصيتها داخل الأحداث؛ إذ يحتاج هذا الطفل رعاية خاصة وهو ما يجعلها تقع في مشاكل عديدة بسبب تركيزها فقط معه وإهمال باقي أولادها وزوجها وينعكس هذا عليها أيضا.

هل توقعت النجاح الذي حققه العمل وتصدره "الترند" على مواقع التواصل؟



عندما أقدمت على هذا العمل كنت متأكدة تماما من أنه سوف يلمس الناس؛ لأنه يسلط الضوء على تفاصيل عديدة منها معاناة الأم مع مرض ابنها والصراع الذي تعيشه، وظاهرة التنمر التي يتعرض لها الطفل في المدرسة بسبب كونه مختلفا لأسبابه الصحية التي تفرض عليه أمورا عديدة، وغيرها.
ولكن لم أتوقع كل هذا النجاح، وتصدر بعض مشاهده الترند، فهذا شيء أسعدني كثيرا؛ لأنني شعرت أننا نجحنا جميعا في أن نصل للمشاهد ونرصد معاناة البعض منهم.

بمناسبة الصراع الذي عاشته الشخصية.. هل الأم من شدة خوفها على أبنائها من الممكن أن ترتكب أخطاء غير مقصودة؟

بالتأكيد.. وهذا يحدث كثيرا على أرض الواقع، لأن الخوف المفرط والحماية المبالغ فيها تؤدي لنتائج عكسية، وبالتالي قد يؤثر ذلك بالسلب على الطفل وباقي أفراد الأسرة والأم نفسها، وهذا السؤال كان من ضمن الأسئلة التي يهدف العمل لطرحها، وسلطنا الضوء على خطأ الأم في العمل، وكيف أثر ذلك على حياتها وعلى من حولها، وجعلنا الأمهات اللاتي يعشن نفس المعاناة أن يرين المشكلة من كافة الجوانب، لكي يعدن حساباتهن في تعاملهن مع الأمر، حتى لا يخسرن أسرهن بالكامل، وأن يتعاملن بطريقة أكثر إيجابية، وربما العمل لم يقدم حلولا كثيرة، لكنه ألقى الضوء على المشاكل والسلبيات وهذا كاف ليحقق تغييرا أفضل.

وما هي النصائح التي يمكنك تقديمها للأمهات اللاتي يعشن المعاناة نفسها؟

أقول لكل أم تعيش هذه المعاناة، لابد أن تقومي أولا، بتنمية روح البطولة داخل ابنك، وأن تقومي بتحويل ضعفه لقوة، واختلافه لميزة، وعدم حرمانه من كل شيء بسبب الخوف عليه، ولكن توفير بدائل تتماشى معه دون أن يشعر بالحرمان كي يعيش حياة طبيعية؛ لأن مرض السكري هو ليس مرضا خطيرا، ويمكن التعايش معه.

وأيضا ألا تهمل باقي أولادها وزوجها وأسرتها بالكامل، حتى لا تخسر حياتها بسبب الإهمال، وعليها أيضا أن تعرف كيف تتعايش مع مشكلتها بعقلانية وحكمة بعيدا عن الضغط والتوتر وتتخطاهما بحلول كثيرة.. وآخيرا، لا تعيش بعقدة الذنب إذا كان طفلها قد ورثه عنها مثلما حدث مع الشخصية؛ لأن هذه أمور قدرية في المقام الأول، وإرادة الله سبحانه وتعالى.

العمل ناقش الخيانة.. هل يمكنك مسامحة شخص خانك في الحقيقة؟



"سكر مر" كان يريد أن يلقي الضوء على نهاية إهمال الزوجة لزوجها، خصوصا أن الزوج الذي جسده الفنان مراد مكرم كان يفعل كل ما في وسعه لإسعادها رغم ما يعيشه من ضغوطات حياتية، وحتى خيانته لها لم تكتمل.

وأرى أن لكل شخص حدا من قوة تحمل الإهمال واللامبالاة التي يمكنه أن يتخطاها، وبالتالي الثورة على ذلك من الممكن أن تحدث في أي وقت، وهنا المرأة التي تهمل زوجها ولا تعطيه حقوقه، ماذا تنتظر في النهاية.

أما بالنسبة لي، وماذا أفعل في حال تعرضي للخيانة من أي شخص كان، فأنا في المطلق إنسانة متسامحة، ولكن بصراحة شديدة لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال؛ لأنني لابد أن أعيش الموقف بكل تفاصيله وحيثياته وأكون بداخله حتى أستطيع أن أحدد ما إذا كنت سأسامح أم لا.

وما رأيك في مسلسلات الحكايات وإلى أي مدى تفيد صناعة الدراما؟

أرحب جدا بفكرة الخمس حلقات؛ لأنها تناقش قضايا واقعية ومشاكل حياتية وتقدم موضوعات توعوية، وبالتالي ترتقي بفكر المجتمع، حيث تساعد كل فرد على أن يرى مشاكله من منظور مختلف وزوايا أخرى وتفتح بصيرته، وبهذا يمكنه معالجة مشاكله بطريقة مختلفة، ويراجع نفسه ويحسن من سلوكه.

أما من ناحية الصناعة، فهي بكل تأكيد مفيدة، وإلا لم تكن منتشرة هذه الفترة، وتقدم بشكل كبير من خلال مسلسلات عدة.

وما تقييمك لتجربتك السينمائية الآخيرة "ماكو".. وما الصعوبات التي واجهتك خلاله خصوصا أن أحداثه أغلبها تدور تحت الماء؟



تجربة مختلفة وجديدة على السينما العربية، ولا أخفي أنني في البداية كنت قلقة ولدي بعض التحفظات، حيث كنت أخشى ألا يتم تنفيذ العمل بشكل جيد، ولكن عندما جلست مع مخرج الفيلم هشام الرشيدي، وتحدثنا عن العمل وكافة تفاصيله، تأكدت أن هذا العمل سيقدم بطريقة مثالية ومحترفة، كما نشاهد في السينما العالمية، والحمدلله حقق نجاحا فاق كل التوقعات.

أما عن الصعوبات، فلم تواجهني مشكلة في الغطس تحت الماء؛ إذ تم إجراء بعض التعديلات على دوري قبل تصويره، بحيث لا يكون لي مشاهد كثيرة تحت الماء بسبب مشكلة صحية كنت أعاني منها حينها، حيث كان من الصعب أن أحمل حمولة ثقيلة، بينما كانت تتلخص الصعوبات بالنسبة لي في البرد القارس، وصعوبة المناخ، إذ كنا نصور بأوروبا في الشتاء، وعانينا جميعا من شدة البرد وتعرضنا لنزلات برد وإعياء بسبب الظروف المناخية.

تعرضت لأزمة صحية كانت سببا في غيابك عن الساحة قبل عودتك مؤخرا.. حدثينا عن تلك الفترة وأسباب تكتمك على الأمر حينها؟



بالفعل.. تعرضت لمشكلة صحية لم أتطرق إلى تفاصيلها حتى اليوم، وكانت فترة صعبة للغاية، ورحلة العلاج والمعاناة تمت بين مصر وألمانيا، والبداية عندما تم حجزي في مستشفى مصري بتاريخ الـ 16 من نوفمبر 2018، ومكثت فيها عدة أيام قبل أن أسافر إلى الخارج لاستكمال علاجي هناك، واستمرت فترة العلاج فترة طويلة وكنت لا أستطيع حينها أن أعيش حياتي بشكل طبيعي، ولكن الحمدلله أنا حاليا أفضل بكثير وعدت لحياتي الطبيعية.

وتكتمت على خبر مرضي حينها؛ لأنها مشكلة صحية وشخصية، كما كنت لا أريد أن أتسبب في قلق لمن حولي ولا أشرك الجمهور في مثل تلك الأمور المحزنة؛ لأن الناس لديهم ضغوطاتهم ومشاكلهم، وحرصت على أن لا أصدر لهم طاقة سلبية بمشاكلي، وكان كل أملي حينها أن أعود لحياتي الطبيعية واسترد عافيتي وصحتي.

وخلال هذه الفترة كنت حريصة على ألا أغيب بشكل نهائي وقدمت ما في وسعي، حيث كنت أصور فيلم محمد حسين مع الفنان محمد سعد، في فترة تعبي خصوصا أنني كنت قد تعاقدت عليه قبل مرضي، ولكن اعتذرت عن عدة مسلسلات منها "القاهرة كابول"، وكان هذا القرار ضد إرادتي ورغبتي؛ إذ لم يسمح لي الأطباء بالمشاركة في أعمال طويلة؛ لأن تصوير المسلسل يستهلك وقتا طويلا وطاقة أكبر وصحتي لم تكن تسمح بذلك حينها.

ما هي علاقتك بالسوشال ميديا؟ وكيف تتعاملين مع سلبياتها؟



لا أعير لها أي اهتمام ولا تأخذ من وقتي كثيرا؛ إذ أتعامل معها بشكل ترفيهي وبحدود، ولا أنشر فيها حياتي الشخصية، بينما أشارك فقط بأشياء محددة؛ لأنني أحب الخصوصية، ولا أحب أن أفرض حياتي على السوشال ميديا.

أما بخصوص السلبيات من انتقادات وتنمر وما غير ذلك، بصراحة لم أواجه ذلك كثيرا، ومن يتعدى الحدود أقوم بحظره، والأهم أنني لست مسؤولة عن أخلاق الآخرين ولا أمراضهم النفسية.

كيف تتعاملين مع الشائعات وإلى أي مدى تهتمين بالرد؟

لا أرد ولا أعلق عليها، اسمها "إشاعة" والمعنى واضح، ولو قمت بالرد عليها فسوف أسلط الضوء عليها أكثر وأساهم في انتشارها بشكل أكبر، وعلى سبيل المثال خرجت شخصية ما سابقا، وقالت في حقي رواية من خيالها في برامج متلفزة، واتصلوا بي من أجل حق الرد، رفضت التعليق؛ لأنني لو علقت كنت سوف أساعد في انتشار الشائعة، وشهرة مروجها.

هل تجيدين الطبخ؟ وما هي الأكلات المفضلة لك؟



لست من محبات دخول المطبخ يوميا، لكن أتمتع بتلك المهارة وبحسب شهادة من حولي، حيث يقال لي دائما "نفسك حلو في الأكل"، كما أنني لا أتناول الطعام بكميات أو لكي أشبع، وإنما للاستمتاع، وأجيد صنع أطباق من دول مختلفة.

أما عن الأكلات المفضلة، فأحب الحمام والمحاشي المصرية، والباستا الإيطالية، والكسكسي التونسي بكل أنواعه وأجيد صنعه بمهارة.

إلى أي مدى تهتمين بعالم الموضة والأزياء؟ وما هو لونك المفضل؟



رغم أنني من الأشخاص المحبين للتسوق والمشتريات في المطلق، لكني لست مهووسة بالموضة ولا أركض وراء أي جديد، وأواكبها دون تطرف، وأختار أزيائي بما يتناسب مع شخصيتي ويليق بي، فمثلا في الحياة العادية أميل للملابس المريحة في الوقت نفسه التي تظهر جمالي.

كما أنني لدي قاعدة مؤمنة بها وأتبعها، وهي "لكل مقام مقال"، أي لكل مناسبة ومكان وزمان الملابس التي تتماشى معه، وليس لدي لون مفضل، وإن كان يظل اللون الأسود هو ملك الألوان بالنسبة لي.

وما هو روتينك للحفاظ على جمالك ورشاقتك؟



ليس لدي نظام بعينه أسير عليه، ولكن أحرص على تناول الأكل الصحي، وإدخال كافة العناصر التي يحتاجها جسمي يوميا، ومواعيد نومي وأكلي منظمة إلا إذا كان لدي عمل، وأمارس الرياضة بشكل منتظم 4 مرات أسبوعيا.

أما بخصوص الروتين الجمالي، فأستخدم كريمات محددة للبشرة، وأهتم كثيرا بالعناية ببشرتي وتنظيفها بنفسي في المنزل، ولا أحب استخدام المكياج ومساحيق التجميل في حياتي العادية؛ إذ أحب أن أظهر بشكل طبيعي 100%، وأشرب كميات كبيرة من الماء؛ إذ يساعد ذلك على نضارة البشرة.

وما رأيك في عمليات التجميل بشكل عام؟



أرى أن هذا الأمر حرية شخصية، فكل شخص حر في حياته وفي نفسه، ومن يريد إجراء عملية تجميل أو تعديل شيء ما، فعليه أن يفعل ما يشاء، طالما أن هذا يشعره بالراحة ويرضيه، وهذا ينطبق على الرجال والنساء.

كيف تقضين وقت فراغك بعيدا عن الأضواء؟

أنا شخصية "بيتوتية" جدا، أحب الهدوء، ولست من هواة الخروج كثيرا، وأعوض ذلك بالسفر، وفي المقابل أعيش حياتي بشكل طبيعي كما يعيشها الناس، أذهب لتماريني وأقضي مشاويري بنفسي وهكذا.

لو لم تكوني ممثلة.. فما المهنة التي كنت ستعملين بها؟



كنت سأكون سيدة أعمال بكل تأكيد؛ إذ إن هذا هو مجال دراستي بالجامعة، ولو لم أكن ممثلة كنت سأعمل بتخصصي في إدارة الأعمال والمشاريع.

حدثينا عن أغرب المواقف التي تعرضت لها مع المعجبين؟

هناك مواقف كثيرة تتسم بالطرافة والغرابة في الوقت نفسه، وأغربها كان في بدايتي الفنية، عندما أتى إلى منزلنا شاب معجب يصطحب والدته ومعه قالب من الحلوى، وطرق باب منزلنا في تونس، وكان ذلك موعد الغداء الخاص بنا، واستقبله والدي ودخل الشاب ووالدته اللذان لم نعرفهما من قبل، وأخبر والدي أنه حضر لخطبتي واستمع والدي له للنهاية دون أن يحرجه وقال له سوف آخذ رأي ابنتي حتى ينهي الموقف، وحتى الآن لا أعلم من هو هذا الشاب الذي قطع طريقا طويلا من محافظة آخرى، ولم أشاهده.

وأيضا هناك مواقف طريفة وردود أفعال لا تخطر على البال، منها معجب طلب مني أن أوقع له باسمي، وبعدها سألني هل هذا هو توقيعك نفسه في البنك، ودهشت من سؤاله، وآخر طلب مني في بداية ظهور الهواتف المحمولة التقاط صورة تذكارية معي ووافقت، ووجدته يطلب مني أن أصوره بهاتفي الخاص لأنه لا يمتلك هاتفا.