مقابلات

14 نوفمبر 2021

فراس سعيد: تأثرت بالنشأة في بيت دبلوماسي.. وهذا ما أغرسه في أولادي

تحدث الفنان السوري فراس سعيد عن نقطة تحوله من عالم الديكور للتمثيل ومشاريعه الفنية الجديدة، وتطرق كذلك إلى العديد من القضايا الاجتماعية، ومواصفات الزواج الناجح، وأسرار حياته الشخصية، وهواياته الخاصة، وأيضا علاقته بأولاده والطريقة التي يتبعها في تربيتهم.

- في البداية.. ماذا عن تقييمك لتجربتك من خلال حكاية "غالية" التي ناقشت قضية الزواج عن بعد عبر الإنترنت؟




تجربة ممتعة، وناقشت حكاية "غالية" مشاكل اجتماعية عديدة، وكان البطل الرئيسي فيها هي فكرة الزواج عن بعد عبر الإنترنت الذي يشبه زواج الصالونات، لكونه زواجا دون معرفة مسبقة بين الطرفين وبالتالي ينتج عنه الكثير من المشاكل.

وقدمت من خلال الأحداث شخصية مهندس مصري يعيش بالكويت ويتخذ قرار الزواج من فتاة من بلده مصر عن طريق صديق له، وتتم كافة الأمور بداية من التعارف بينهما وحتى الزواج بتوكيل عبر الإنترنت، إلى أن يتم اكتشاف بعض الحقائق التي تقلب الأحداث رأسا على عقب، والحمد لله نجح العمل في أن يصل للجمهور بسهولة، وأن يحقق صدى قويا وقت عرضه.

- في رأيك الشخصي ما هي مساوئ زواج الصالونات؟

بشكل عام، بالنسبة لي الزواج دون سابق معرفة بين طرفين، وعدم دراسة كل طرف للآخر جيدا وفهمه لشخصيته وإغفاله عن صفاته، هو مصدر لمشاكل عديدة، وهذا ينطبق على زواج الصالونات أو كما كان في المسلسل عن بعد عبر الإنترنت، واعتقد أن هذا هو أبرز مساوئ هذا النوع من الزواج.

- من وجهة نظرك ما هي مواصفات الزواج الناجح؟




الزواج الناجح هو الذي يتحلى بالتفاهم والاحترام المتبادل بين الطرفين، وأن يكون كل منهما على دراية بالآخر جيدا، وأن يكونا صديقين قبل أن يكونا زوجين حتى يصبح هناك حوار مشترك بينهما وتفاهم دائم، وأيضا أن يكون لدى كل منهما القدرة على إيجاد حل وسط لكل شيء حتى لا تصل الأمور بينهما إلى طريق مسدود.

وفي الحقيقة لا توجد حياة تخلو من المشاكل، ولكن الفكرة كيف يتم التعامل معها دون أن يفقد كل طرف احترامه للآخر، وأن يفهم ويعرف ما يحتاجه كل طرف من الآخر، والأهم الابتعاد عن فكرة تغيير الشخص الذي معه؛ لأنها فكرة مستحيلة، ولكن تقبله كما هو مع التركيز على نقاط التفاهم المشتركة.

- وما رأيك في مسلسلات الحكايات القصيرة؟ وهل هي مفيدة لصناعة الدراما؟

في رأيي هي نوعية جيدة، وبكل تأكيد مفيدة لصناعة الدراما؛ لأنها نجحت في تنشيط باقي العام وفتح مجال آخر بعيدا عن موسم رمضان الذي كان ينحصر فيه عرض المسلسلات؛ إذ ليس من الصحيح أن نجعل صناعة كاملة تعمل ثلاثة أشهر على سبيل المثال، لكي يتم عرض الأعمال في النهاية في شهر واحد فقط، وباقي العام لا يوجد جديد نقدمه للمشاهد سوى إعادة ما سبق عرضه.

وقد نجحت مسلسلات الحكايات في كسر تابوه الموسم الأوحد، وخلق مواسم مستمرة طوال العام، وبالتالي فهذا أمر مفيد من جميع النواحي وجيد للصناعة.

هذا بالإضافة إلى أن هذه النوعية أنهت فكرة المط والتطويل التي كانت شكوى متكررة من البعض مع الأعمال الطويلة، وجعلت المشاهد ينتقل من حكاية لأخرى بموضوع جديد وأبطال مختلفين دون ملل، إلى جانب تناولها مواضيع وقضايا تهم الأسرة والمجتمع، وفي النهاية أصبحت جميع النوعيات متاحة سواء الـ45 أو 30 أو 10 أو 5 حلقات، وكل هذا يصب في مصلحة الصناعة بشكل عام ومصلحة المشاهد بشكل خاص حيث يمكنه اختيار ما يعجبه.

- حدثنا عن مسلسلك الجديد "السيدة زينب".. وما الذي جذبك إليه وصعوباته؟




"السيدة زينب" مسلسل اجتماعي للمخرج محمد النقلي، وهو من الأعمال القريبة من الناس؛ إذ يدور عن الأسرة والعلاقات الإنسانية، وذلك من خلال عائلة تضم أبا وثلاث أبناء رجال هم محمود عبد المغني، وأحمد وفيق، وأنا، ويرصد العمل المشاكل والصراعات التي تواجه الأجيال، وفكرة الكبير التي كانت تسيطر على العائلات في الماضي والذي كان مرجعا لكل الأمور، ويطرح العمل تساؤل: هل انتهت فكرة الكبير هذه أم ما زالت موجودة، وجذبني إليه موضوعه، ولم تواجهني أي صعوبات على العكس كانت كواليس العمل مريحة وممتعة للغاية.

- كيف ترى نوعية أفلام الرعب خصوصا مع دخولك هذه المنطقة من خلال فيلمك الجديد "جدران" وما الذي يميزه عن غيره؟

أفلام الرعب من النوعيات المطلوبة على الساحة، وعادت من جديد بعدما اختفت فترة، وساهم في ذلك المنصات الرقمية التي أكدت أن الجمهور في حاجة لمواضيع مختلفة ومناطق جديدة، كما أن هذه النوعية مطلوبة بكثرة في الخليج وفي النهاية المسألة عرض وطلب.

أما عن فيلم جدران فهو تجربة فنية جديدة وضخمة، وبه جرعة تمثيل عالية ومكتوب بشكل محترف، والرعب الذي يقدم فيه يعتمد على القصة والدراما وليس الرعب بالدم والذبح وغيرها من الأمور المستهلكة وهذا ما يميزه، ومتحمس له بشكل كبير؛ لأنه عمل مختلف وأقدم فيه دورا صعبا، وسيكون هناك تغيير كبير في شكلي تماما.

- كنت مهندس ديكور قبل أن تكون ممثلا، فهل أخذك التمثيل من مجالك هذا نهائيا؟




مجال الديكور هو حبي الأول، ومن المستحيل أن أتوقف عن ممارسة هذه المهنة، فالبرغم من عملي بالتمثيل إلا أن علاقتي بالديكور لم تنقطع أبدا، بل أرى أن الأخير ليس بعيدا عن التمثيل؛ لأنه فن أيضا، ولم يأخذني عملي كممثل منه مثلما يعتقد البعض.

- وكيف جاء التحول من مجال الديكور إلى التمثيل؟

أحب التمثيل جدا وكنت أمثل في فترة من الفترات باللغة الإسبانية، ولكن لم أفكر حينها في احترافه؛ إذ كنت أفعل ذلك إلى جانب عملي كمهندس ديكور، وجاءت نقطة التحول والاحتراف بعد محاولات وضغط من بعض المخرجين الذين كانوا يرون فيّ شيئا آخر بعيدا عن عملي في الديكور وراء الكاميرا، وخضعت في النهاية لرغباتهم هذه، مع خوضي للتجربة انجذبت إليها خصوصا بعدما نجحت في تعديل اللغة العربية حيث كان يؤثر عليها لغاتي الغربية.

- هذا يعني أن التمثيل لم يكن في حساباتك من البداية؟




هذا صحيح، ففي اللحظة التي تم فيها خوضي للتجربة في البداية لم يكن التمثيل في حساباتي، ولكن بعد ذلك أصبح من الصعب أن أبتعد عنه، وأصبح مهنة أعشقها كثيرا؛ إذ وجدت نفسي فيها.

- نشأت في أسرة دبلوماسية.. هل كان لذلك تأثير على شخصيتك وكيف؟

بالتأكيد أثر هذا بشكل كبير على شخصيتي، ولولا الحياة التي عشتها ما كنت أنا هذا الشخص الموجود حاليا، وكان للنشأة في بيت دبلوماسي تأثير سلبي وآخر إيجابي، ويتلخص التأثير السلبي في عدم الشعور بالاستقرار والانتماء بسبب التنقل الدائم من بلد لآخر؛ إذ كنت عندما اعتاد على بلد أتركها لأجد نفسي أبدأ حياتي من جديد في بلد آخر وهكذا.

أما الجانب الإيجابي، فهو الاحتكاك بشعوب وثقافات وحضارات مختلفة، وجعلني هذا منفتحا على الناس وأجيد التعامل مع جميع الأشكال والأنواع من البشر وتقبل الآخر، كما اكتسبت مهارات عدة منها التحدث بست لغات، واكتساب أصدقاء كثيرين في كل مكان في العالم، واكتساب معلومات عامة وثقافة.

- معروف عنك حبك الشديد للقراءة.. فما هي نوعية الكتب التي تميل إليها؟ وما هو آخر كتاب قرأته؟




ليس لدي نوعية معينة أميل إليها؛ لأنني أقرأ في جميع المجالات مثل السياسة والاقتصاد وأيضا الروايات وغيرها، واتجه لأي منها على حسب الموضوع الذي يشغلني والذي أريد أن أتعمق فيه أكثر، فعلى سبيل المثال في فترة من الفترات كنت أريد اكتساب معلومات ومعرفة أشمل عن الحضارة الفرعونية، وحينها تفرغت لمدة 5 سنوات للبحث والتثقيف في هذا الموضوع، ومن خلال وجهات نظر مختلفة سواء من ناحية العرب أو الغرب.

أما بخصوص آخر ما قرأته، ففي الفترة الأخيرة انجذبت لموضوع الديانات والتصوف، وقرأت كتبا كثيرة لها علاقة بالصوفية والديانات.

- وما هي هواياتك المفضلة بعيدا عن التمثيل؟

لدي أكثر من هواية مفضلة منها صيد الأسماك، وأحب الرسم والطبخ والرياضة أيضا، ومع كل منها أشعر بمتعة مختلفة.

- وكيف تقضي أوقات فراغك بعيدا عن الأضواء وزحمة العمل؟

بعد الانتهاء من التصوير لفترة طويلة والعمل المتواصل، فعليا لا أفعل شيئا سوى أنني أظل عدة أيام أو أسبوعا كاملا بعيدا عن أي ضجيج تماما، وأكون قليل الكلام وأشبه بمن يتم تركيب محاليل له، أي أكون في حاجة لاستراحة كبيرة، ويتفهم جيدا من حولي من أسرتي هذه المرحلة؛ لأن التمثيل مرهق ومتعب نفسيا وعقليا بسبب الضغط الذي يتم خلال أيام التصوير وحفظ الشخصية وما غير ذلك الذي يستهلك طاقة كبيرة من الشخص.

ومن الأشياء القليلة التي تساعدني على الاسترخاء وصفاء الذهن في هذه الفترة، هي ممارسة الصيد التي تجعلني لا أفكر في أي شيء آخر، وبعد مرور هذه الفترة أمارس حياتي بشكل طبيعي واستمتع بوقتي سواء بالسفر أو ما غير ذلك.

- وما هو الشيء الذي تحرص على فعله يوميا حتى لو كنت مشغولا بالتصوير؟




التحدث مع أولادي حمزة وكارما والاطمئنان عليهما، فمن الممكن أن أنسى نفسي وأن لا آكل ولا أشرب طوال اليوم، ولكن لا يمكن أبدا أن لا أتحدث مع ولديّ مهما كنت مشغولا أو مهما كان شكل يومي.

- بمناسبة الحديث عن ولديك.. هل لأي منهما ميول فنية ورغبة في التمثيل؟

بالتأكيد.. حمزة وكارما لديهما ميول فنية؛ فهما يهويان الرسم، وأيضا التمثيل، حيث سبق وشاركا في مسلسل تلفزيوني معي، لكن هما حاليا يركزان في دراستهما لتأسيس مستقبلهما، وفي النهاية فهما لهما مطلق الحرية في اختياراتهما وليس لدي مانع من أن يمارسا أي شيء يحبانه ولكن دون أن يؤثر هذا على حياتهما الدراسية والعلمية.

- وهل لديك توجيهات تطرحها عليهما دائما بشأن اختياراتهما هذه؟




ليس لدي توجيهات إلزامية ولا أجبرهما أبدا على أي شيء وأتعامل معهما كأصحاب منذ صغرهما، ولكن أقدم لهما فقط النصيحة كأب وصديق، وأنصحهما دائما بعدم الإقدام على أي شيء لا يحبانه، وأنهما لابد أن يحبا ما يفعلانه سواء دراسة أو مذاكرة أو حتى المجال الذي يختاره كل منهما، لتحقيق النجاح والسعادة.

- وما هي الأشياء التي تحرص على غرسها في ولديك ؟

الثقة بالنفس من أهم الأشياء التي أحرص على غرسها في ولدي منذ الصغر، وأيضا الوعي بما هو صح وما هو خطأ، واستخدام العقل دائما مع كل ما يقال لهما وحتى ما يقرآنه، وعدم أخذ أي شيء كما هو على اعتبار أنه مسلم به دون تفكير.

- ومن الأقرب منهما لك في صفاتك الشخصية؟




ابنتي كارما، تشبهني كثيرا في صفاتي وفي طريقة تفكيري، فهي لديها شعور دائم بالمسؤولية، وتحب التفاؤل الدائم، هذا إلى جانب حبها الشديد للرسم، والذي ورثته عني وغيرها من الصفات.