مقابلات

30 أكتوبر 2020

عبدالفتاح المزين: طلبت من صنّاع باب الحارة 11 استبعادي.. وهذه مهمة الفن


تحدث الفنان السوري القدير عبد الفتاح مزين عن أعمال البيئة الشامية، وكشف تفاصيل وجدها مسيئة في هذه الأعمال التي قدمتها الدراما السورية على مدى سنوات طويلة.

وأوضح مزين في حديث مع موقع "فوشيا" من منزله بالعاصمة دمشق أنه اعتذر خلال الفترة الفائتة عن المشاركة بأعمال فنية لأن النصوص لم تعجبه.

وبيّن المزين أنه عادة ما يبحث عن أعمال تكون مهمة في مسيرته المهنية، لكي يُحدث فارقاً، وذلك حتى لا يُخيب ظن المشاهدين والمحبين فيه، فالفنان بعد عمره الفني الطويل يجب عليه أن يحافظ على مكانته بحسب تعبيره.

وكشف المزين أنه طلب من صنّاع مسلسل "باب الحارة11" أن يستبعدوه من العمل، لأنه أولاً لم يُعجب بالعمل الدرامي، وثانياً كونه يحمل العديد من التحفظات على الأعمال الدمشقية، وبرأيه الشخصي إن هذه المسلسلات تعيش في حالة تردٍّ، لأن هذه ليست دمشق.

وقال الفنان السوري: "دمشق الأدب والتاريخ والندوات الاجتماعية والثقافة وطالبات الجامعة، نحن نقدم الشام بطريقة مغايرة تماماً، الشام ليست ضربا وقتلا وطلاقا وزواجا، والمرأة فيها ليست خادمة وإنما سيدة، نعم يوجد إساءة لدمشق واستخفاف واضح بعقل المشاهد، في الخمسينات. آنذاك كانت النساء تخرجن إلى المظاهرات وكثيرات منهن دون حجاب، الشام متطورة ثقافياً لكن هذا ما لا نراه في الأعمال الدرامية".

وبالحديث عن المسلسل الشهير "باب الحارة" على وجه الخصوص، الذي بات عملا دراميا دمشقيا له قاعدة جماهيرية واسعة في الوطن العربي، أوضح المزين أن هذا العمل فقد بريقه منذ زمن، وهو عادة ما ينقده بشكل بنّاء، و"باب الحارة" برأيه يسيء للبيئة الدمشقية التي ترمز بدورها إلى سوريا، معتبراً أن الفن مهمته تقديم الواقع كما يجب أن يكون، إضافة إلى لفت النظر للسلبيات وتقديم الحلول، أما هذه الأعمال التي تُعرض حالياً فقد خلقت صورة نمطية سلبية عن سوريا وتاريخها وحضارتها". وهذا ما يرفضه المزين بشكل مطلق.

وحول كيفية اختياره للأعمال الدرامية التي يُشارك فيها، أوضح المزين أن القيمة المالية لا تهمه لأنه عادة ما يحصل على حقه، لكن ما يهمه أولا هو النص ككل والفكرة المطروحة التي يجب أن يتوفر فيها المتعة والفائدة، وثانياً يهتم بشخصيته في المسلسل التي يجب أن تكون غير متكررة ومهمة في العمل، لأنه دائماً يحترم عقل المشاهد ولا يريد تخييب ظنه.