منوعات

23 أبريل 2024

مانا جلاليان في حوار عن عالم الفن والتصميم

تجمع الشريك والرئيس التنفيذي لشركة  Moissonnier Home مانا جلاليان بين حبها للفن والتصميم والثقافة في كل خطوة تقوم بها. هي سيدة أعمال ومصممة داخلية تجمعها قصة شغف وموهبة في عالم الفن التشكيلي.

 

أقامت جلاليان في بلدان عدة، مثل كندا وأذربيجان والإمارات العربية المتحدة؛ ما أتاح لها الاطلاع على ثقافات مختلفة، وأغنى أسلوبها الفني، وأضاف على رؤيتها لعالم الفن والتصميم نهجاً خاصاً، ورؤية واعدة للمستقبل. 

 

من أبرز المشاريع المميزة في عالم الفن والتصميم، حصلت جلاليان على حقوق التوزيع الحصرية لـ Moissonnier Home في عدد من الدول. وتعود جذور هذه المؤسسة إلى فرنسا، وهي متخصصة بالأثاث الراقي والفخم، وتشتهر بصناعة القطع الفريدة والفنية والمفصلة حسب الطلب منذ عام 1885.

 

أنشأت Moissonnier Home في دبي، لتستمر في رحلتها ونشر رسالتها التي تعكس أهمية الفن والثقافة والتاريخ، التي تنعكس من خلال كل قطعة أثاث موجودة في هذا المكان المميز. وبعد زيارتنا هذا المكان الساحر المفعم بالفن، أجرينا مقابلة مع جلاليان وعدنا إليكم بهذه التفاصيل. 

 

2ac765cd-7f42-4470-9017-113d0a68ff57

 

حدثينا عن بداياتك في عالم الفن؟

 

بدأت رحلتي في عالم الفن والتصميم في سن مبكرة عندما شكّل عمي المعماري مصدر وحي لي، إذ أذهلتني مجموعته من كتب الفن والتصميم خلال طفولتي. وكان هذا الاهتمام يزداد يوماً بعد يوم خلال السنوات مع زياراتي إلى المتاحف الفنية واستكشاف صالات العرض. لقد زودتني دراستي في التصميم الجرافيكي وتاريخ الفن والتصميم الداخلي بأساس قوي في الفنون؛ ما أشعل شغفي الدائم بالفن والتصميم.

 

ما الصعوبات التي تواجهينها كامرأة في هذا المجال؟

 

واجهت العديد من التحديات لكوني امرأة تعمل في هذا المجال، منها الحاجة إلى تحقيق التوازن بين الأدوار المتعددة بشكل فعّال، ومواكبة اتجاهات التصميم المتطورة باستمرار، وتلبية الاحتياجات والتفضيلات المتنوعة لعملائي باستمرار. على الرغم من الطبيعة الصعبة لهذا المجال، فإن الرضا الناتج عن التغلب على هذه العقبات وتحقيق نتائج استثنائية يجعله مجزيًا بشكل لا يصدق.

 

 

أخبرينا المزيد عن Moissonnier Home والفكرة وراءه.

 

قبل خمسة عشر عامًا، كنت منغمسة بشدة في تنفيذ العديد من مشاريع التصميم الداخلي الراقية في أذربيجان، حيث برز تعاوني مع Moissonnier باعتباره السمة المميزة لعملي. وما بدأ في البداية كشراكة تطور بسرعة؛ إذ قمت بدمج قطعها الفريدة بسلاسة لتبرز بين العناصر وتتميز ضمن مشاريعي. 

 

ونتيجة لهذا التعاون، افتتحت صالة عرض Moissonnier في فانكوفر، عام 2016. وإدراكًا للفجوة في السوق بالنسبة لعلامة تجارية مثل Moissonnier، المشهورة بتاريخها الغني وتصميمها الخالد، أطلقت Moissonnier Home في دبي. ومنذ نشأتها، حظيت العلامة التجارية بإشادة استثنائية، جاذبة الزوار الباحثين عن قطع أثاث فريدة ومميزة.

 

ab0d2999-e5f4-4131-9eb2-9f1c29146d9c

 

ما القطعة المفضلة لديك في Moissonnier Home؟

 

تتميز الخزانة ذات الأدراج L.XV من Moissonnier Home، والمعروفة أيضًا باسم الخزانة 573، بأنها القطعة المفضلة بالنسبة لي، فهي تدمج بين الجماليات الكلاسيكية والمعاصرة بطريقة مبتكرة. هذه القطعة مستوحاة من التصميم الأصلي للخزانة ذات الأدراج على طراز لويس الخامس عشر، المنسوبة إلى صانع الخزائن الفرنسي الشهير برنارد الثاني فان رايزنبرج (B.V.R.B.). ما يجعل الخزانة 573 آسرة بشكل خاص، هي لمسة Moissonnier الفريدة في التصميم، التي تمزج بين عناصر فن البوب ​​والمظهر الحديث، من خلال تطبيق ألوان الطلاء المختلفة أو اللوحات المميزة.

 

لا يكرم هذا النهج فقط الحرفية المعقدة وأناقة تصميم القرن الثامن عشر، بل يعيد تفسيره أيضًا بطريقة تتناسب مع الأذواق المعاصرة؛ ما يجعلها قطعة مميزة في أي منزل حديث. إن القدرة على المزاوجة بين الأهمية المزخرفة والتاريخية لأثاث لويس الخامس عشر مع جرأة وحيوية أنماط الفن الحديث تُظهر إتقان مويسونيه في ابتكار قطع خالدة ومواكبة للحظة.

 

060570d3-9fe1-4a79-ba01-4dfaef918fa3

 

ما أول عمل فني اقتنيته؟

 

أول مقتنياتي الفنية كان لوحة للشاعر الإيراني الشهير سهراب سبهري. هناك شيء مؤثر للغاية في امتلاك قطعة فنية تتشابك مع رؤية سبهري الشعرية. يجسد عمله، مثل شعره، موضوعات الطبيعة وجوهر الوجود والسعي إلى العمق الروحي. هذه اللوحة بالنسبة لي هي أكثر من مجرد قطعة أثرية بصرية؛ إنها بوابة للتأمل والاستبطان.

 

متى وكيف وجدت العلاقة بين ريادة الأعمال والفن؟

 

أصبحت العلاقة بين ريادة الأعمال والفن واضحة بالنسبة لي في وقت مبكر من مسيرتي المهنية. أدركت أنه من خلال الجمع بين شغفي بالفن وفطنتي التجارية، يمكنني إنشاء شيء فريد ومؤثر حقًا. ألهمني هذا الإدراك لمتابعة مشاريع مثل Moissonnier Home، حيث يمكنني إظهار حبي للفن والتصميم على نطاق أوسع.

 

6e983273-8a11-498c-b43b-d29776d3861e

 

ما المعرض الدولي المفضل لديك؟

 

المعرض الدولي المفضل لدي للفن هو Venice Biennale بينالي البندقية. يقام هذا الحدث كل سنتين، وهو حدث بارز في عالم الفن المعاصر، حيث يعرض مجموعة واسعة من التعبيرات الفنية من جميع أنحاء العالم. تكمن جاذبية البينالي في تاريخها الغني والطريقة التي تحول بها مدينة البندقية إلى لوحة فنية نابضة بالحياة للفنانين الأكثر ابتكارًا وإثارة للفكر في العالم. إن المشي عبر الأجنحة الوطنية في جيارديني، واستكشاف الأرسنال، واكتشاف المنشآت المخفية في جميع أنحاء المدينة يقدم تجربة لا مثيل لها تدمج الفن مع السياق الثقافي والتاريخي الفريد لمدينة البندقية.

 

بالنسبة للأثاث والتصميم، أفضّل Salone del Mobile في ميلانو. يعد هذا المعرض السنوي الحدث الأبرز في مجال التصميم والأثاث، حيث يسلط الضوء على أحدث الاتجاهات في الأثاث والإضاءة والديكور المنزلي. إنه مكان يجتمع فيه محترفو التصميم والمصنعون والمتحمسون للاحتفال بالابتكار والحرفية والجمال في التصميم.

 

 إن Salone del Mobile لا يقتصر فقط على الأثاث؛ بل يتعلق الأمر بتجربة مستقبل مساحات المعيشة، ومشاهدة تطور التصميم، ورؤية كيفية دمج الوظائف والجماليات بطرق غير عادية.

 

يقدم كل من بينالي البندقية وصالون ديل موبيل رؤى فريدة في مجالات تخصصهما، ويوفران منصات للعقول المبدعة لعرض أعمالهما على المسرح الدولي. 

 

 

من يلهمك من عالم التصميم؟

 

يلهمني فيليب ستارك كثيرًا في عالم التصميم. إن فلسفته المتمثلة في جعل التصميم عمليًا وممتعًا من الناحية الجمالية لها صدى عميق بالنسبة لي. تعرض محفظة ستارك المتنوعة، بدءًا من المنتجات اليومية إلى المساحات الفاخرة، موهبته في غرس الابتكار والفكاهة والبساطة في تصميماته. ما يميزه حقًا هو التزامه بالتصميم المستدام والديمقراطي، مع التركيز على الاعتبارات البيئية.

 

إن قدرته على تحدي الحدود التقليدية للتصميم مع تعزيز الشمولية تجعله صاحب رؤية ومصدرًا رئيسًا للإلهام.

 

f4b814fe-b96c-4a6d-8edf-6009b53c8aaa

 

نصيحة يمكنك تقديمها للمرأة التي تبدأ مشروعًا جديدًا في مجال الفن والأثاث.

 

نصيحتي للمرأة التي تبدأ عملاً جديدًا في مجال الفن والأثاث هي أن تظل صادقة مع نفسها ورؤيتها. لا تخف من المجازفة ومتابعة شغفها بكل إخلاص. أحيطي نفسك بشبكة داعمة من الأشخاص الذين يمكنهم تقديم التوجيه والتشجيع على طول الطريق.

 

ما أكبر تحد واجهته خلال مسيرتك؟

 

أحد أكبر التحديات الأساسية التي أواجهها في عملي تحقيق توازن متناغم بين الابتكار والتطبيق العملي. أي أن أحافظ على الإبداع والأصالة مع ضمان بقاء المنتج النهائي فعالاً ويتماشى مع متطلبات المستخدمين. ولمواجهة هذا التحدي، أسعى دائماً للحصول على التعليقات وتعزيز التواصل بشكل دائم مع العملاء أو المستخدمين النهائيين، للتأكد من أن احتياجاتهم وتوقعاتهم هي التي توجه العملية الإبداعية. 

 

بالإضافة إلى ذلك، أعطي الأولوية للتعلم المستمر ومواكبة أحدث الاتجاهات والتقنيات؛ ما يتيح لي الابتكار ضمن حدود عملية. من خلال الموازنة الفعالة بين هذه الجوانب، يمكنني إنتاج عمل مبتكر وعملي، يلبي الأهداف المزدوجة المتمثلة في النضارة والوظيفة.

 

ما خططك وأحلامك المستقبلية؟

 

تتضمن خططي وأحلامي المستقبلية توسيع Moissonnier Home إلى أسواق جديدة، والاستمرار في دعم الفنانين والمصممين الناشئين. وآمل أيضًا أن أستخدم منصتي لتعزيز التنوع في عالم الفن وإلهام الجيل المقبل من الفنانين ورجال الأعمال.

 

959cec7f-7842-4f93-a390-28289bdc5cd6

 

ما البلد الذي يشكل مصدر إلهام لك؟

 

إن تسمية دولة واحدة فقط تلهمني في التصميم والفن هي مهمة صعبة، لأن كل ثقافة تقدم شيئًا فريدًا. ومع ذلك، إذا كان لا بد لي من اختيار واحد فقط، فإن إيطاليا ستكون اختياري الأفضل، خاصة في مجال عملي. تاريخ إيطاليا الغني في الفن والتصميم، الممتد من عصر النهضة إلى العصر الحديث، ترك علامة لا تمحى على العالم. تعد البلاد كنزًا من الإلهام، بدءًا من العجائب المعمارية في روما القديمة والروائع الفنية لعصر النهضة وحتى تصميم الأزياء والأثاث المتطور في ميلانو. يشتهر التصميم الإيطالي باهتمامه بالحرفية والمواد عالية الجودة والجماليات الأنيقة. 

 

علاوة على ذلك، فإن المشهد الفني في إيطاليا، بجذوره التاريخية العميقة وتعبيراته المعاصرة النابضة بالحياة، لا يزال يؤثر على الفنانين في جميع أنحاء العالم. إن الالتزام الإيطالي بالحفاظ على تراثها مع تبني أفكار وتقنيات جديدة يجعلها مصدرًا دائمًا للإلهام لأي شخص متحمس للفن والتصميم. 

 

من مصمم الأثاث المفضل لديك؟

 

مصمم الأثاث المفضل لدي هو باولا نافوني. إن أسلوبها الفريد في التصميم، الذي يمزج بين الجمال المعاصر والحرفية التقليدية، يبرز حقًا؛ إذ تتميز أعمال نافوني بمنظور عالمي، مستوحى من رحلاتها المكثفة، خاصة في آسيا وأفريقيا. تتمتع بقدرة رائعة على دمج الثقافات والمواد المختلفة في تصميماتها؛ ما يخلق قطعًا مرحة ومتطورة في الوقت نفسه. أكثر ما يعجبني في تصميمات نافوني هو استخدامها للألوان والملمس والأشكال العضوية، التي تضفي إحساسًا بالبهجة والغرابة على المساحات مع الحفاظ على الأناقة والأداء الوظيفي.

 

 غالبًا ما يتميز أثاثها بمجموعات غير متوقعة من المواد والزخارف؛ ما يعكس أسلوبها الانتقائي والمنفتح في التصميم. عملها لا يعزز جماليات مساحات المعيشة فحسب، بل يحكي أيضًا قصة الاندماج الثقافي والاستكشاف. هذا النهج الديناميكي والمبتكر في التصميم يجعل من باولا نافوني مصممة الأثاث المفضلة لدي.

 

 

من رسامك المفضل؟

 

إن اختيار رسام مفضل واحد فقط يمثل تحديًا بالنسبة لي، خاصة في ضوء مجموعتي الفنية الواسعة، التي تشمل أعمال العديد من الفنانين المشهورين. من بين العديد من الرسامين الموهوبين الذين أقدرهم، يبرز محمد إحساي، وبارفيز تانافولي، وبهمان محصص.

 

لقد أثّر كل واحد من هؤلاء الفنانين بشكل كبير على تقديري للفن؛ إذ قدموا وجهات نظر وأساليب متنوعة تثري مجموعتي وفهمي للفن المعاصر والحديث. إن تأثيرهم الجماعي يجعل من المستحيل تحديد رسام واحد مفضل، حيث يقدم كل منهم صوتًا ورؤية فريدة لعالم الفن.

 

ما شعارك في الحياة؟

 

شعاري في الحياة هو "احتضان التغيير، والسعي إلى النمو". وهذا يعكس إيماني بأن احتضان التغييرات الحتمية التي تجلبها الحياة والسعي الحثيث للنمو الشخصي هو المفتاح لعيش حياة مُرضية وذات معنى. ويؤكد على أهمية القدرة على التكيف والانفتاح على التجارب الجديدة والسعي دائمًا للتعلم وتحسين الذات. من خلال تبني هذه العقلية، أهدف إلى التنقل في صعود وهبوط الحياة بمرونة وفضول، ورؤية كل تحدٍ كفرصة للتطور.

 

 

أخبار ذات صلة

افتتاح جناح دولة الإمارات في بينالي البندقية