اهتماماتك

16 نوفمبر 2022

هكذا تؤثر الأزرار العاطفية الساخنة في علاقاتك

هل أنت حساسة بشكل مبالغ فيه؟ هل تشعرين بالغضب أو الحزن بسبب تصرفات بسيطة يقوم بها الآخرون؟ هل ردود فعلك مبالغ فيها؟، وما هي الأسباب التي تدفعك إلى المبالغة؟ هل الطريقة التي ينظر إليك بها الناس أو طريقة حديثهم أو تصرفاتهم تؤدي فعلا إلى الغضب أو الحزن؟
هذه أسئلة ثوثق مجلة "سايكولوجي توداي" أنك قد لا تعرفين تماما الجواب الصحيح عليها. لا يمكنك شرح السبب، لكنك تعلمين أنك غير قادرة على ضبط نفسك، وأن لا تأخذي أي كلمة ينطق بها الآخرون بحساسية عاطفية كبيرة.
تقول الدراسة إن هذه الحساسية تتفاوت بين شخص وآخر، لكن بالنسبة للبعض هي أكثر انتشارا وإشكالية من الآخرين. هؤلاء يرون النقد في كل كلمة وكل موقف، ويزداد الأمر سوءًا من خلال رد فعلهم المبالغ فيه. وتُعرف هذه الخاصية علميا باسم "حساسية الرفض"، حيث تنطوي على توقع دائم بأن الآخرين يرفضونك، ويصفها الباحثون بأنها كالضغط على "زر ساخن" يؤدي للانفجار، مع التأكيد بأن كل تلك الحساسية المفرطة تؤثر حتى على العلاقات الحميمة.
فقد لاحظ الباحثون أن الأفراد الذين يحملون هذه الصفة من الحساسية المفرطة يثقون تماما في أنهم مرفوضون في أي علاقة متبادلة مع أي شخص، وبالتالي غالبا ما يكونون متحفزين لرد فعل مبالغ فيه وإظهار علامات الرد على الرفض الوشيك الذي يتخيلونه. بمجرد أن يضغط شخص ما على هذا "الزر الساخن"، سوف تظهر استجابات يائسة وغير قابلة للتكيف، إما لدعم ما يتصورونه تهديدا والهروب منه، أو حتى الانتقام من العدوان المتصور.
وهكذا تبدأ حلقة مفرغة، ما يخشون حدوثه يحدث في الواقع بسبب رد فعلهم، وتكون النتيجة أن الفرد يتجنب العلاقات تماما بينما هو في الواقع يتوق إلى التقارب. وهكذا يدخل في دائرة مغلقة من التوتر لا يمكن حلها.

تأثير حساسية الرفض على العلاقات





هذا التأثير يحدث بطريقة تفاعلية مستمرة. يتفاعل الشخص مع الخوف من الرفض، بالانسحاب بعدائية وحساسية زائدة، ما يجعل الآخرين ينسحبون من حياته.
ومع ذلك، يمكن كسر تلك الحلقة إذا تغير شيء يتعلق بالموقف.
ماري، وهي طالبة جامعية شابة سجلت درجات عالية في حساسية الرفض. تناول فريق البحث المشكلة التي تعاني منها ماري عبر استخدام "التقييم البيئي اللحظي". وفيه قاموا باستخدام تطبيق للهواتف الذكية لإجراء اتصال مع ماري في أوقات ومواقف مختلفة طوال اليوم، بحيث تقوم بتقديم تصنيف سريع وفوري لمشاعرها، بينما تشير في نفس الوقت إلى ما يحدث من حولها.
استخدمت ماري تطبيق الهاتف الذكي لتقييم تفاعلاتها التي استمرت كحد أدنى لمدة خمس دقائق، ثلاث مرات على الأقل في اليوم، لمدة سبعة أيام. وصفت من كان هناك تفاعل معهم، ثم قامت بتصنيف هؤلاء الأشخاص ضمن شبكة تحتوي على محورين: المسيطر إلى الخاضع، والبارد إلى الدافئ. كما صنفت نفسها على الشبكة نفسها. قام معدو البحث بعد ذلك بتقسيم الأحداث التي سجلتها على أساس من هو الذي كانت ماري تتفاعل معه في لحظة تصنيفها وما إذا كان هؤلاء الأشخاص قريبين منها أم لا.
من التحليل المتعمق الذي قدمه الباحثون لتقييم التجربة مع ماري، كان من الواضح أن حساسيتها العالية تجاه الرفض دفعتها إلى مواقف سلبية أكثر مع الأشخاص الذين تربطها بهم علاقات وثيقة. بعبارة أخرى، مع الأشخاص الذين تهتم بهم.
قادتها حساسية الرفض إلى عدم قدرتها على التعبير عن احتياجاتها ورغباتها. كما أن رد فعلها أوحى بدوره، لهم بأنها لا تهتم بهم، وهذا أدى إلى أن البرودة المتصورة قادت إلى برودة فعلية في العلاقة.
بالنسبة لفريق البحث يوفر هذا النوع من التحليل الشامل نقطة انطلاق ممتازة للبحث المستقبلي حيث يتم تتبع سلوكيات الناس وعواطفهم بطريقة دقيقة على مدار الوقت. ويعتقد الفريق أن هذا العمل يمكن أن يكون له أيضا آثار علاجية نفسية.
باختصار؛ حساسيتك الزائدة وإحساسك بالقلق قد تكون هي السبب في حدوث المشاكل التي تخشين وقوعها في العلاقة. سواء كنت تشعرين بالتهديد أو الرفض أو من عواقب سلبية أخرى في علاقاتك، فإن معرفة أن مخاوفك تسيء للعلاقة، يمكن أن تساعدك في التغلب على هذه العقبات التي تحول دون سعادتك.