اهتماماتك

26 مايو 2021

هل يصنف "هوس التبضع أونلاين" اضطرابا نفسيا؟

هناك خط دقيق يفصل بين حب التبضع أونلاين وبين الإدمان عليه، والحقيقة أن هناك معالجين نفسيين بدؤوا يطالبون بضرورة تصنيف الإدمان على شراء المنتجات عبر الإنترنت على أنه "اضطراب نفسي".

وبالرغم من وجود ذلك المصطلح الذي يعرف بـ "اضطراب الشراء والتسوق" منذ فترة، لكن مع سهولة التبضع أونلاين بسبب التطور التكنولوجي الحاصل الآن، بدأ ينبه الخبراء إلى تداعيات ذلك من منطلق أن الأمر تحول إلى "هوس" وهو ما يجب التعامل معه بقدر كبير من الحذر.

وعلق على ذلك دكتور أستريد مولر، وهو معالج نفسي بكلية هانوفر الطبية في ألمانيا، بقوله "حان الوقت بالفعل الآن لتصنيف اضطراب الشراء والتسوق على أنه اضطراب نفسي منفصل، وحان الوقت أيضا لتجميع مزيد من المعلومات عن اضطراب الشراء والتسوق عبر الإنترنت".

وأعلن مولر ذلك من خلال دراسة أجريت على نطاق محدود، وقام خلالها بتحليل 122 مريضا كانوا يسعون لتلقي المساعدة نتيجة إدمانهم على شراء البضائع والمنتجات عبر الإنترنت، واكتشف أن هناك زيادة عن المعتاد بمعدل الإصابة بالاكتئاب والقلق بين مدمني التبضع عبر الإنترنت.



وفي ظل التحول الكبير الذي طرأ على مجال التجارة الإلكترونية وتوفيرها خدمة التبضع على مدار 24 ساعة في اليوم من خلال المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهاتف المخصصة لهذا الغرض، بدأ يعرب الخبراء عن تخوفهم من تحول هذا الهوس إلى شيء عادي أو شائع.

وأوضح الباحثون أن اضطراب الشراء والتسوق غير مصنف حاليا على أنه اضطراب في حد ذاته، لكنه بدلا من ذلك يعد بمثابة جزء من فئة اضطرابات أوسع في النطاق تعرف بـ "اضطرابات السيطرة على الدافع غير المصنفة"، ومعروف أنها تحظى بتأثيرات عقلية ونفسية خطيرة.

وأضاف الباحثون أن هوس التبضع أونلاين يشبه الدائرة المغلقة التي يتولد فيها لدى المرأة رغبة شديدة في الشراء، وهو ما يغذي لديها شعور الرضا عند إنفاق المال. وهناك مواقع طبية متخصصة تصف خصائص الإدمان على التسوق بأنه "انشغال بتسوق وشراء سلع غير ضرورية"، "قضاء وقت طويل في إجراء بحث عن عناصر مرغوبة و / أو تسوق عناصر غير ضرورية" و "صعوبة في مقاومة شراء عناصر غير ضرورية".

وختم مولر حديثه بالقول "نأمل أن تكون النتائج التي توصلنا إليها بخصوص ظاهرة التبضع أونلاين واحتمال تحولها إلى هوس سببا في إجراء المزيد من البحوث المستقبلية على أمل التوصل لأفكار علاجية يمكننا الاستعانة بها في مواجهة ذلك الاضطراب".