اهتماماتك

7 مايو 2021

ما هي "العضلات الأخلاقية".. وكيف تستغلين الإغلاقات لبنائها؟

إذا كانت ظروف الأبواب المفتوحة والحياة العادية الحافلة بالتواصل الاجتماعي، هي البيئة التقليدية المتوارثة التي كنا نبني فيها عضلاتنا الجسدية للرشاقة البدنية، فليس افضل من إغلاقات الجائحة، فرصةً تبني بها عضلاتكِ المعنوية والاخلاقية بقوة الإرادة. وستتأكدين أنها كانت نعمة إجبارية.

هذه هي النصيحة التي قرأت بها صحيفة الغارديان البريطانية إيجابيات فترة الإغلاق التي فرضتها ولا تزال تقتضيها جائحة الكورونا، طلبا للسلامة.

وفي تقرير عن قوة الإرادة التي يمكن أن نبني بها عضلاتنا الأخلاقية خلال فترة الإغلاق، يقول روي بوميستر عالم النفس الاجتماعي إن الحرمان من عديد المتع بسبب ظروف الكورونا لا يبرر التخلي الطوعي عن أشياء جميلة أخرى يمكن أن نكتسبها بمجرد تشغيل الإرادة.

ويعطي على ذلك أمثلة بينها تلك السيدة التي أجبرتها ظروف العزلة المنزلية أن تتخلى عن النظام الغذائي النباتي الذي التزمت به لسنوات، وتخلت عنه في ظل الإغلاق.



وعرض للشعور القوي بالذنب الذي اجتاحها بسبب كسر نظامها الغذائي وكيف حاولت مساومة نفسها بالقول إن التغيير سيكون مؤقتا، وبأنها ليست الوحيدة بأي حال من الأحوال، ومنّت نفسها أن تستعيد مبادئها بعد فك الإغلاق المنزلي.

ويخرج عالم النفس الاجتماعي من هذا المثال وغيره إلى القناعة بأن السبب في تخفيضنا للمعايير الأخلاقية في الأزمات والطوارئ هو عدم اليقين الذي يطال "العضلة الأخلاقية" .

مشيرا إلى أن تغيير روتين الحياة اليومية الذي يطال الكثير من النساء خلال فترة الإغلاق الوبائي يتمثل باللايقين الذي يجعل المرأة تعترف أن ما فعلته من تغيير كان سيئا وخاطئا وأنه هو الذي سمح لها أن تكون أنانية بعض الشيء.

ويعرض بوميستر، الذي أنجز كتابا عن هذه القضية بعنوان" فقدان السيطرة: لماذا يفشل الناس بالمحافظة على التنظيم الذاتي"، كيف أنه بالإمكان تقوية عضلاتنا الأخلاقية تماما مثل العضلات العادية.

ويضيف أن قوة الإرادة مورد محدود، لكن يمكننا استخدامه كما استخدمنا جميع مواردنا العقلية عند ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي باعتبارها جميعها مستجدات تستلزم الإرادة.

ويرى خبير علم النفس الاجتماعي أن كلمة السر في توظيف ما بقي من الإرادة خلال فترة الجائحة هو تحويلها إلى عادة جديدة بعد أن تعطلت الكثير من العادات بلا شك أثناء فترة الإغلاق والعزلة.



ويستشهد بوميستر بدراسة أخيرة أجراها باحثو الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا أظهرت أن تكوين عادة جديدة يستغرق 66 يوماً.

ويستخدم هذه المعلومة العلمية لدعم نظريته الخاصة بالإرادة والعضلات الأخلاقية، بالقول إن فترة الإغلاق الطوعي أو الجبري يمكن أن تكون نعمة على المرأة في بعض جوانبها. فهي مهلة زمنية متاحة، وتكفي لبناء عادات جديدة والتخلي عن أخرى.

ويضيف: الأمر لا يحتاج لأكثر من استنهاض الإرادة أو ما بقي منها. وستكتشفين أن ما كنت تتصورين أنه عادات مكتسبة يصعب التخلي عنها، أو أنه طقوس شخصية أو اجتماعية يصعب اكتسابها، ليست سوى روتين مدته شهران ويمكنكِ تصنيعه بالإرادة ." هي مسألة عضلات أخلاقية يمكنك تدريبها والسيطرة عليها بقوة الإرادة".