اهتماماتك

3 أبريل 2021

كيف تتعاملين مع القلق الاجتماعي؟

رغم بدء إعطاء لقاحات كوفيد-19 في كثير من دول العالم على أمل الحد من تفشي الفيروس، والتمهيد تدريجيا لعودة الحياة إلى طبيعتها، لكنك قد تشعرين، كأخريات كثيرات، بقدر من القلق والتوتر، مع بداية عودتك لنشاطاتك التي كنت معتادة عليها من قبل.

والحقيقة أن جائحة كورونا جاءت لتغير من الواقع الذي نعيشه بشكل كبير؛ إذ أجبرتنا على تغيير عاداتنا، وتقبل العيش في أوقات تهيمن عليها حالة من عدم اليقين مع وجود خوف دائم من التأثيرات التي يحظى بها ذلك الفيروس القاتل في الأخير.

وهو الواقع الذي بات يفرض علينا الابتعاد بدنيا عن أفراد الأسرة، الأقارب والأصدقاء، وباتت تقتصر سبل التواصل على المكالمات الصوتية والمرئية، كنوع من أنواع التباعد على أمل المساعدة في الحد من تفشي الفيروس وتقليل أعداد الإصابات.



وحول الآليات التي يمكن التعامل بها الآن مع هذا القلق الاجتماعي الذي يسيطر على أغلبنا جراء تلك الجائحة وما تلاها من تداعيات، علق باراسكيفي نولاس، وهو عالم نفس بمركز "لانغون هيلث" الطبي بمدينة نيويورك، بقوله "يمارس البشر حياتهم وفق العادة، لذا كان تكيفهم على العزلة بالمنزل أمرا غاية في الصعوبة عليهم في البداية، لكنهم اعتادوا بعد مرور عام على ذلك الوضع الطبيعي الجديد".

وتابع دكتور باراسكيفي "وقدرتنا على التكيف هي سلاح ذو حدين؛ لأننا تعودنا الآن بشكل كبير على العزلة، وسنكون مطالبين بخوض مرحلة انتقالية أخرى للتواصل مع الآخرين بصورة شخصية من الناحية الاجتماعية مرة أخرى، داخل المنزل وخارجه".

لمَ قد تشعرين بالقلق من عودتك للوضع الطبيعي؟



يقول الخبراء إنه شعور طبيعي، فالعيش لفترة طويلة من العزلة قد يزيد القلق الاجتماعي، موضحين أن المخاوف الصحية بشأن كوفيد-19 تؤدي لتفاقم ذلك الشعور.

القلق الاجتماعي قد يكون زائدا لدى البعض دون البعض الآخر

يرى الخبراء أن أي شخص ظل بعيدا عن ممارسة المهارات الاجتماعية لفترة من الوقت سيعيش تجربة القلق الاجتماعي الزائد في تلك المرحلة، كما أن الأشخاص الانطوائيين والأشخاص المصابين بقلق اجتماعي أو قلق صحي ممن كانوا يشعرون بارتياح طيلة معظم فترة الإغلاق سيكونون مطالبين الآن بخوض التحدي لتجاوز مخاوفهم مرة أخرى كي يزيدوا شعورهم بالمرونة والمثابرة في مواجهة الواقع.

كيف يمكنك التعامل مع القلق الاجتماعي؟



يقول الخبراء إن أفضل طريقة يمكن أن يستعين بها الأطباء لمعالجة الأشخاص المصابين بهذا النوع من القلق هي تعريض الأشخاص لتلك المواقف التي يخشونها أو يقلقون منها. وتابعوا بقولهم "الفكرة في تلك الطريقة بسيطة للغاية، فكلما عرَّضنا أنفسنا لذلك الموقف الذي نخشاه، صار عقلنا وجسمنا أكثر تأقلما عليه. ونحن نفعل ذلك بطريقة آمنة، وبشكل تدريجي، بدعم من الآخرين إن لزم الأمر، كما أننا نستعين بأساليب الاسترخاء والتنفس العميق لمساعدة الناس على إكمال تلك الطريقة بنجاح. وهناك نصيحة أخرى يجب العمل بها، وهي التعامل بلطف ولين مع النفس ومع الغير؛ لأن العودة لوضع ما قبل كورونا يتطلب تحضيرا للعودة لمستوى الراحة السابق الذي يبدو مناسبا وملائما للجميع، بعيدا عن أي ضغوط".