اهتماماتك

20 مارس 2021

لا تكبحي انفعالاتك.. شيء من الغضب قد يُعزز شعوركِ بالرضا عن نفسك

يبدو الغضب وكأنه حالة عاطفية سلبية ظاهريا، كونه أحد المشاعر الأساسية مع دلالات عاطفية سلبية.

فقد أصبح الغضب جزءا من الحياة اليومية، لذلك كل ما عليك هو النظر في وسائل التواصل لتتأكدي من حجم التعليقات التي تنضح بالغضب، والتي غالبا ما يتم فيها توجيه أصابع الاتهام للآخرين وإلقاء اللوم عليهم كسبب لكل المشاكل.

نوعان أساسيان من الغضب


يرى الباحثون أن هناك نوعين من الغضب، الأول هو الغضب كرد فعل على نوع من الخيانة أو الانتهاك في علاقة اجتماعية، وهذا النوع من الغضب هو تجربة عاطفية سلبية تتضمن الإحساس بالإهانة داخل إطار اجتماعي ما.

النوع الآخر لا يتعلق بنا شخصيا، وغالبا ما يكون بسبب سلوك إشكالي قام به شخص آخر، ويتعلق بتهديدات تتعرض لها الهوية الأخلاقية للمجتمع.

الغضب وإشارات الفضيلة




وتعرض دراسة في موقع "سايكولوجي توداي" أنه غالبًا ما يكون التعبير عن الغضب أمرا يعزز إحساس المرء بذاته وبالفضائل التي يؤمن بها، والتي غالبا ما يتم تأطيرها بالإشارة إلى السمات الفاضلة للفرد من خلال الإشارة إلى الصفات غير الفاضلة في الآخرين. ويمكن رؤية ذلك عند وقوع حدث لا أخلاقي، إذ نرى الكثيرين يرددون بغضب عبارات تنفي إمكانية قيامهم بذلك، وعدم تصديقهم أن أحدا قد فعل ذلك.

نوع الغضب الذي يتم التعبير عنه في هذه الحالات يختلف بالتأكيد عن نوع الغضب الذي قد يشعر به المرء، ويعبر عنه، عندما يهينه شخص آخر، فالغضب القائم على إشارات الفضيلة هو إهانة الآخرين ومحاولة لرفع الذات بصورة غير واعية.

استراتيجية تحقير الآخرين


الجديد الذي تضيفه الدراسة السايكولوجية الجديدة هو أن بعضا من الغضب أمر جيد ومطلوب للتوازن النفسي. فالبشر مخلوقات تحفزهم مجموعة واسعة من العمليات العاطفية والنفسية التي تطورت عبر آلاف الأجيال، لكن السعادة لدى البشر في الوقت الحاضر أكثر تعقيدا.

قديما كانت مكانة المرء داخل عشيرته مؤشرا حاسما على النجاح، وأي إشارة أنه متميز عن الآخرين كانت لها آثار إيجابية بالنسبة له، وتحقير الآخرين استراتيجية بشرية قديمة وظيفتها الأساسية رفع مكانة الشخص الذي يعبر عن غضبه تجاه الآخر، ولهذا فإن التعبير عن الغضب قد يكون في الواقع شعورا جيدا.

إيجابيات الغضب




وتخلص الدراسة إلى أن الغضب قد يبدو عاطفة سلبية غير سارة. لكن البشر مخلوقات معقدة، تطورت أنظمة المشاعر لدينا إلى حد كبير لمساعدتنا في الحصول على مكانة اجتماعية والحفاظ عليها داخل المجتمعات الصغيرة.

وقد أظهرت الأبحاث أن التعبير عن الغضب تجاه سلوك الآخرين، يعمل جزئيا على رفع مكانة من يعبر عن الغضب. وإذا ما كانت هذه الاستراتيجية فعالة، يمكننا أن نفهم سبب كون التعبير عن الغضب غالبا ما يجعل الناس يشعرون بالرضا وليس بالسوء.