اهتماماتك

27 يناير 2021

هل سيحصل جميع سكان العالم على لقاح كورونا؟

من المتوقع أن يتم تطعيم معظم سكان الدول المتقدمة بحلول منتصف العام المقبل، إلا أن حملات التطعيم في الدول المتوسطة الدخل والفقيرة ستمتد إلى السنوات اللاحقة، نتيجة عجز الشركات المصنعة عن تلبية الطلب وعدم قدرة بعض الدول الفقيرة على شراء اللقاح.

وأشار تقرير لوحدة المعلومات الاقتصادية التابعة لمجلة "الايكونومست" البريطانية، وحصلت عليه "فوشيا" إلى أن هناك عدم توازن خطير بين العرض والطلب، نظرًا لأن العديد من البلدان الصناعية طلبت مسبقًا جرعات أكثر مما تحتاج.

ولفت التقرير إلى أن التكاليف المرتبطة ببرامج التحصين الشامل ستكون كبيرة، خاصة بالنسبة للبلدان الأقل نموًا التي لديها موارد مالية محدودة.



ورأى أن دبلوماسية اللقاحات ستلعب دورًا كبيرًا في تحديد الدول النامية التي يمكنها الوصول إلى اللقاح في الأشهر المقبلة، حيث تستخدم روسيا والصين على سبيل المثال، إطلاق لقاحات مضادة لفيروس كورونا الخاصة بهما لتعزيز مصالحهما.

وقال التقرير: "من المتوقع أن يتم تطعيم الجزء الأكبر من السكان البالغين في الاقتصادات المتقدمة بحلول منتصف عام 2022.. وبالنسبة للبلدان متوسطة الدخل، سيمتد هذا الجدول الزمني حتى أواخر عام 2022 أو أوائل عام 2023، في حين سيتستغرق التحصين الشمال في الاقتصادات الأكثر فقرًا حتى عام 2024".

وذكر التقرير، أن الحكومات في جميع أنحاء العالم، تدرك أنه حتى مع تكثيف الشركات للإنتاج وتسريع الشحنات، فإن الطلب على اللقاح سوف يفوق العرض بكثير لعدة أشهر على الأقل هذا العام، لافتًا إلى أنه من بين 12.5 مليار جرعة تعهد منتجو اللقاحات الرئيسيون بإنتاجها حتى الآن في عام 2021، تم بالفعل طلب 6.4 مليار جرعة، معظمها من قبل الدول الغنية.

وأوضح أن التكاليف المرتبطة بإطلاق اللقاح تتجاوز بكثير سعر المنتج نفسه، وستجد العديد من البلدان النامية صعوبة في تمويل النفقات الإضافية، مثل تكاليف النقل والتوزيع، ورواتب العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين سيديرون اللقاح ونفقات أخرى.



وأعرب التقرير عن الاعتقاد بأن الدول الفقيرة قد تفقد الحافز لتوزيع اللقاحات، خاصة إذا انتشر المرض على نطاق واسع، بحيث تكون نسبة كبيرة من السكان باتت محصنة ضده، أو إذا كانت التكاليف المرتبطة بها مرتفعة للغاية.

وختم التقرير قائلًا: "لقاحات ضد العديد من الأمراض، مثل شلل الأطفال أو السل، كانت متاحة منذ عقود، ومع ذلك لا يزال العديد من الناس في البلدان الفقيرة، غير قادرين على الوصول إليها أو قد لا يرون في ذلك أولوية، نظرًا لظروفهم المعيشية السيئة.. وما كان يسمى قبل عام واحد "فيروس كورونا المستجد" قد يبقى معنا لفترة إلى جانب العديد من الأمراض الأخرى التي شكّلت الحياة على مر القرون".