اهتماماتك

16 نوفمبر 2020

هل أنتِ من المدمنات على لوم الآخرين؟.. هذه الملاحظات تساعدك على ذلك

يُعرّف علماء النفس اللوم بأنه نقل حالات ضعفنا عاطفيا إلى شخص آخر، مشيرين إلى أن مشاعر الحزن والشعور بالذنب والقلق تخلق الشك الذاتي وتجعلنا نشعر بالعجز، وعند إلقاء اللوم على الآخرين يزداد إفراز الأدرينالين؛ ما يخفف تلك المشاعر؛ لأن الأدرينالين يخلق شعورا مؤقتا بالطاقة والثقة.

أما اجتماعيا فاللوم يعني التحكم في الآخرين بإلقاء الشعور بالذنب أو العار عليهم. النقاط الآتية هي لنفهم أنفسنا ونتخلص من تلك العادة الكريهة.

دراسة أخيرة في مجلة "سايكولوجي توداي" تناولت موضوع التلاوم من زوايا متخصصة في قراءة الحالة التي يخضع لها الكثيرون والتي تجعل الواحدة منا لا تميز بين النقد واللوم وتُغرق في تجميل الآخرين وبالذات الأقارب مسؤولية ما فعلته هي.

الفرق بين اللوم والنقد

تقول الدراسة إن اللوم يجعل شعورنا بالضعف يُنسب إلى الآخرين، وبالتالي لا يمكن أن نقوم بإجراء تغييرات إيجابية في سلوكنا. الطريق إلى الخراب النفسي يبدأ باللوم.

ويمكن للنقد أن يكون بناء إذا كان محترما ويركز على كيفية القيام بتصحيح التصرفات، بدلا من كيفية ارتكابها بشكل خاطئ. وإذا كان النقد منطقيا ويركز على التحسين، فإنه يضحى تعليما أو توجيها أكثر منه لوما.

اللوم يضعنا في الموقع الخطأ

يجعلنا اللوم ندور حول أسباب المشاكل القديمة والسابقة، فيما يجب أن تكون الحلول في الحاضر والمستقبل.

وطالما نحن عالقون في تراشق التهم فإنه لا يمكننا تحسين الوضع، فاللوم يأتي من الجزء الانتقامي من القلب، ومعالجة ما نلوم عليه أحباءنا يجب أن تأتي من التعاطف واللطف في قلوبنا، كما تفيد الدراسة النفسية.

لماذا نلوم الأقرب إلينا أكثر؟

عندما يتعلق الأمر بمن نحب، فإن خيبة الأمل البسيطة تشبه الرفض، وهذا يخلق نزعة لنقل الشعور بالذنب عن طريق إلقاء اللوم عليهم. ولذلك تصبح المشكلة في أن إلقاء اللوم على الأحباء يخلق مزيدا من الشعور بالذنب.

المدمنون على اللوم

يتطلب اللوم قدرا معينا من الأدرينالين، وإذا كنت لا تشعرين بالحيوية أو الثقة من دون الأدرينالين، فإن عقلك سيبحث عن الأشياء التي يمكن إلقاء اللوم عليها للحصول على الأدرينالين، الذي هو وسيلة سهلة للحصول عليه، وبعد ذلك يصبح عادة.

وتقول الدراسة إن الطريقة الوحيدة للتخلص من عادة ما، هي خلق عادة جديدة عكس تلك التي نريد تغييرها، فعلينا أن نمارس التعاطف واللطف في كل مرة نرغب فيها بإلقاء اللوم، عادة ما ينتج عن التعاطف واللطف الإندورفين الذي يهدئ القلق؛ فالدماغ يتخلى عن الأدرينالين عندما يتوفر الإندورفين، كما علينا أن نركز على ما نريد أن نشعر به وليس مشاعرنا الحالية. وهكذا نكتسب عادة جديدة.

ما الفرق بين لوم النفس ولوم الآخرين؟

وترى الدراسة أنه ليس هناك أي فرق بين لوم النفس ولوم الآخرين، فكلاهما يبعدك عن الحلول ويقلل من قدرتك على خلق قيمة ومعنى لحياتك.

وتنصح الأزواج الذين يتبادلون اللوم المتواصل، بتطوير القدرة على رؤية وجهة نظر الشريك ووجهة نظرهم. فما يتوق إليه معظم الأزواج حقا في لعبة إلقاء اللوم ليس إظهار أنهم على حق، بل أنهم محبوبون. وعندما يركز كل طرف على أنه مُحِب، فمن المرجح أن يحصل على الحب في المقابل.