لا يزال لبنان يودع ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي وقع قبل 14 يومًا، والذي أسفر عن مئات القتلى وآلاف الجرحى، وعشرات الآلاف من المشردين، وخسائر مادية بمليارات الدولارات، وحول العاصمة إلى منطقة منكوبة.

وفي هذا السياق، ودعت مدينة قرطبا اليوم الإثنين ثلاث ضحايا آخرين وهم "شربل ونجيب حتّي وشربل كرم" الذين قضوا أثناء تأديتهم الواجب، إذ هبوا لإطفاء الحريق الذي اندلع في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت من دون أن يكونوا على علم بالمواد المتفجرة التي أودت بحياتهم.

وتوجهت الجثامين الثلاثة إلى مركز فوج إطفاء بيروت حيث ودعها زملاؤهم أمام المركز، وجرى حمل النعوش على الأكتاف وساروا بهم أمام مقر المركز وسط إطلاق المفرقعات ونثر الورود والأرز وصوت سيارات الإطفاء.

انتقلت النعوش بعد ذلك إلى مدينة قرطبا في موكب تتقدمه السيارات البيضاء المزينة بالورود، وكأن اليوم هو بمثابة حفل زفاف لعرسان ذهبوا وهم في ريعان شبابهم.

https://web.facebook.com/watch/live/?v=746345952596034&ref=watch_permalink

واللافت، أنه ما إن وصل الموكب إلى مدينة قرطبا حتى حملت الجثامين الملفوفة بالعلم اللبناني على الأكتاف وسط استقبال مؤثر بالزفة والزغاريد ونثر الورود وصولا إلى داخل الكنيسة حيث صلي على جثمانهم.

مشاهد مؤثرة وسط بكاء الأحبة والصور التي كانت تتوسط الكنيسة وكأنهم كانوا ينظرون بأعينهم لتوديع من ترعرع معهم وعايشهم في أدق تفاصيل حياتهم.

وكانت أنطونيلا شقيقة أحد الضحايا قد كتبت على فيسبوك، بعد علمها بتحديد هوية رفات شقيقها نجيب، 27 عاما وابن عمها شربل، 22 عاما: "ما من كلمات تصف النار التي تأكلنا، هل تتخيلون أننا نهنئ بعضنا البعض لأننا وجدنا أشلاء اثنين منكم؟"

في حين أكدت واحدة من أقرباء الضحية مايان ناصيف في حديث صحافي أنه لن تقام مراسم الدفن والعزاء قبل العثور على شربل كرم، وهو رجل الإطفاء الثالث من العائلة والذي ما يزال مفقودا.

وقد نعت بلدة قرطبا، الضحايا الثلاث إذ قالت:" ببالغ الحزن والاسى ننعى شهداءنا الابطال ابناء قرطبا شربل كرم، شربل الحتي ونجيب الحتي بعد العثور والتأكد من هويتهم .الله يرحم الابطال و يكونوا بجوار الرب".

وكانت بلدة قرطبا ودعت الأسبوع الفائت جوزف روكز، الذي يعمل في إحدى شركات الشحن وقضى في حادثة المرفأ.

https://web.facebook.com/watch/live/?v=1767553960085444&ref=watch_permalink