اهتماماتك

14 يونيو 2020

ما انعكاس الاعتدال في الغذاء والجنس على حياة المرأة؟

إن الغذاء المناسب والجنس الصحي الممارس بطريقة إيجابية يساهمان أكثر بتفعيل دور المرأة لتحقيق رسالتها بالحياة.

كيف يتحقق ذلك؟

بالحديث عن الغذاء، فإنه لا يُقصد به الريجيم أو اتباع أسلوب غذائي معين، إنما المقصود هو الاعتدال "النفسي" بالغذاء عند المرأة ما يؤدي لتنقية نفسها، ومن ثم الإسهام بشكل فاعل بممارسة أدوارها بحياتها وعالمها، كما يقول اختصاصي الطاقة الإيجابية والصحة النفسية والعلاقات الدكتور عادل القراعين.

إذ لا يقصد القراعين أن يكون غذاء المرأة الصحي نباتيا بالمطلق، أو تناولها اللحوم بصورة مفرطة، ولكن المقصود بالاعتدال هو الذي يوحد طاقاتها الجسدية والنفسية، فيؤثر إيجابا على تزويد جسمها بالطاقة اللازمة للحركة وممارسة مهامها الحياتية بشكل طبيعي، وعدم تشتيت تفكيرها بأمور الطعام عند إحساسها بالجوع.

وهذا من شأنه، كما يرى القراعين، زيادة شعورها بالمتعة فيما يتعلق بالنظام الغذائي والتنوع في قائمة اختياراتها لنوع الطعام الذي تشتهيه، مؤكدا على ضرورة أن يكون طعامها الذي اختارته محببا إليها، ولا تأكله فقط من أجل الشعور بالشبَع.

وبخلاف ذلك، قد يسبب لها الطعام مشاكل هضمية وشعورا بالتعب ومشاعر سلبية أخرى، نتيجة عدم تناسبه مع طبيعتها وحاجاتها لتلك الأنواع، فيُنصح عندئذٍ بالتقليل منه قدر الإمكان.

تزيين الطعام وتأثيره على نفسية المرأة

لم يغفل الاختصاصي القراعين، التركيز على طريقة إعداد الطعام وتنسيقه وتزيين الأطباق أكثر من نوعية الطعام نفسه؛ إذ تسهم كل تلك العوامل بجعل وجبة الطعام أكثر إغراء لتناوله، وأسرع هضما، ويستفاد منها إيجابيا وطاقيا بصورة أفضل، وهو ما يؤدي بالمجمل إلى المحافظة على وزنها المثالي ورشاقة جسمها، بالإضافة للحفاظ على صحتها وعقلها على الدوام، ومن ثم إضافة مساحات جديدة للتفكير بالإبداع والابتكار والذي هو السمة البارزة لدى الأنثى وتميزها عن الذكور.

أما عن الجنس الصحي



حال الجنس كحال الطعام تماما، يرى القراعين؛ إذ ينبغي أن يكون معتدلاً ومتوزاناً؛ فممارسة المرأة الجنسية المبالغ فيها أو القليلة جداً تعتبر ضارة لجسدها ونفسها وكيانها، فلا يكون الجنس له معنى إلا إذا مزجت المرأة بين الاستمتاع الجسدي والنفسي والروحي على حد سواء؛ إذ إن الممارسة الجنسية لأجل إمتاع الجسد فقط هي ممارسة سلبية ومؤقتة لها تبعات عكسية في المستقبل القريب أو البعيد، لذلك كثيرا ما نرى أن ممارسة الجنس السلبي بين الأزواج قد تؤدي بالعادة إلى خلافات ونزاعات أسرية قد تصل لحدود الانفصال.

ومن هنا، فإن التناغم الحسي والشعور العميق بين المرأة وزوجها سيؤدي إلى تحقيق المزيد من المتعة، وتقليل احتمالية الفتور بالعلاقة، كما سيصل الزوجان إلى القناعة بأن الممارسة القادمة ستكون أكثر متعة، وهو ما سيولّد لديهما مشاعر الشوق واللهفة والمفاجأة للقاء القادم.

وبالنتيجة، ستنعكس كل الأمور السابقة على طاقاتهما الإيجابية ويخلصهما من السلبيات، ومن ثم الوصول إلى تفاهم أكبر وتنسيق لمهامهما بالحياة، بما في ذلك تطوير علاقتهما الأسرية والمضي والتقدم بشتى المجالات الاجتماعية والمالية والعلمية وغيرها.

لديمومة العلاقة الجنسية

من أجل الوصول إلى مرحلة التقدم في كل المجالات السابقة، يوصي الاختصاصي القراعين، بعدم خلود المرأة للنوم مباشرة بعد الانتهاء من ممارسة العلاقة الحميمية، بل من الجيد الاسترخاء وممارسة التأمل لعدة دقائق؛ لأن التوقيت بعد انتهاء العلاقة الجنسية مباشرة - على اعتبار أنها قد تناولت الطعام قبل تلك الممارسة - يُعدّ أفضل الأوقات لرفع الوعي الحسي لديها.

وباعتقاد القراعين، أن الممارسة الجنسية السليمة الممزوجة بالمتع المختلفة تنعكس إيجابيا على حالة المرأة النفسية؛ إذ في تلك اللحظة تكون قد حققت حصولها على طعام صحي وجنس إيجابي، وهو ما سيولّد عندها المزيد من الطاقات الإيجابية وزيادة فرص الابتكار والتفكير بطرق سليمة قد تغير مسار حياتها للأفضل.