تعد "الشخصية النرجسية" من الاضطرابات التي تتسم بتضخم ذات صاحبها فهذا الشخص النرجسي هو إنسان محب لذاته ومعجب بها حد الهيام والولع، ودائما ما يقترن هذا الاضطراب بالعظمة وعدم التعاطف مع الآخرين والحاجة للإعجاب.

وغالبا ما يوصف هؤلاء المصابون بذلك الاضطراب بكونهم أشخاصا متعجرفين، متمحورين حول أنفسهم وملحين في طلباتهم، وقد يكون لديهم قناعة داخلية بأنهم يستحقون معاملة خاصة من المحيطين بهم.

وعادة ما تبدأ تلك السمات في بداية مرحلة البلوغ، ولابد أن تكون واضحة باستمرار في سياقات متعددة، كما في العمل وفي العلاقات.

وغالبا ما يحاول هؤلاء الرجال المصابون باضطراب الشخصية النرجسية أن يكونوا على تواصل مع غيرهم من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم فريدون من نوعهم أو مميزون بطريقة ما، وهو ما يمكن أن يساعد في تعزيز احترام الذات الخاص بهم، كما يميلون للبحث عن الإعجاب والاهتمام المفرط ويصعب عليهم تحمل النقد أو الخسارة.

ونوه باحثون إلى أن الرجال الذين يعانون من هذا الاضطراب عادة ما تظهر عليهم 5 أو أكثر من تلك الأعراض التي تبدأ مع بداية مرحلة البلوغ وتظهر في عدة سياقات، كشعور عظيم بأهمية الذات، والانشغال بتخيلات النجاح غير المحدود والقوة والذكاء والجمال أو الحب المثالي، والاعتقاد بتميز الشخصية وأنه لا يمكن فهمها أو التعامل معها إلا من قبل أناس أو مؤسسات خاصة، والحاجة لتلقي إعجاب زائد من الآخرين، والشعور بالاستحقاق (تلقي معاملة خاصة)، واستغلال الآخرين، وعدم وجود تعاطف تجاه الغير، والاعتقاد بأنه محل حسد من الآخرين، والعجرفة والسلوك المتكبر.

وتابع الباحثون بقولهم إن أسباب حدوث ذلك الاضطراب غير مفهومة بشكل جيد إلى الآن، وأنهم يتصورون حاليا أنها قد تحدث نتيجة لعوامل وراثية وبيولوجية وبيئية وكذلك نتيجة لبعض التجارب والظروف التي قد يمر بها الإنسان في بدايات حياته.

وختموا بقولهم إن علاجات اضطراب الشخصية النرجسية قد تنطوي على بعض الصعوبات؛ لأن الأشخاص الذين يعانون من تلك الحالة يكونون على قدر كبير من العظمة والدفاعية، وهو ما يصعب عليهم إدراك المشاكل ونقاط الضعف والاعتراف بها، وأضافوا أن العلاج النفسي قد يفيد في مساعدة المصابين بهذا الاضطراب المزمن.