اهتماماتك

9 ديسمبر 2019

إليكِ سرّ الحضن.. وكيف يساعد في إيقاظ العاطفة؟

أظهرت دراسة سيكولوجية أخيرة أن لمسة الاحتضان بين شخصين، توقظ لديهما مراكز الارتباط العميقة بين اللمس والعاطفة، وهو ما يوصف بأنه سرّ قوة اللمس وأهمية الاحتضان الذي تقول الدراسة أنّه جزءٌ أساسي من تربية الاطفال وضمان توازنهم العاطفي

وبحسب ديفيد ليندن، عالم الأعصاب الأمريكي، فإن الطفل يمكن أن يولد أعمى أو أصم، لكنه إذا ما حظي بالحنان والاحتضان الكافيين فسوف يكبر دون أي إعاقات معرفية، أما إذا حرم الرضيع الطبيعي من تلك اللمسات من المحبة طوال العامين الأولين من حياته فستكون النتيجة كارثية.

وأشار إلى أنَّ الأطفال الصغار الذين يكبرون في دور الأيتام ويُحرمون من لمسة المحبة والعناق لا يواجهون فقط صعوبات نفسية وفكرية، بل يصل الأمر إلى أنَّ أجهزتهم المناعية وأنظمتهم الهضمية لا تتطور بشكل صحيح.



وتستذكر الدراسة بأن هذه الأهمية الفائقة للتلامس البشري هي التي جعلت الأطباء يضعون الطفل عاريًا بين ذراعي الأم بمجرد ولادته، كما أن كافة الدراسات والأبحاث الآن تشجع اللمس المنتظم للرضع الخدج، حتى لو كان ذلك مجرد لمسة صغيرة من خلال فتحات خاصة في الحاضنات.

كذلك فإن زيادة الوعي بأهمية اللمس كانت سببًا دفع الكثير من الأهل لتعلم دروس في تقنيات تدليك الأطفال الرضع، ويمكن لهذه التقنيات أن تقلل من نوبات بكاء الطفل وتجعله يستمتع بنوم أطول وأهنأ.

تأثير الحضن ما زال سرًا



وتشير الدراسة إلى أن العلم بدأ في السنوات الأخيرة فقط بفهم النظام المعقد للغاية للأعصاب التي تربط بشرتنا وعقلنا ببيئتنا والأشخاص الآخرين، ولا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن أحاسيس اللمس المختلفة.

ومع التقدم في العمر، يصبح شعورنا باللمس أقل حساسية، لكن متعة اللمس تظل قائمة، لا بل إنها تتعزز مع تقدم العمر، لكن للأسف فإن كبار السن هم أقل فئة تحظى بالعناق، كما كشفت الأبحاث التي أجريت على الأطفال المصابين بالتوحد أن هؤلاء الأطفال قد يكون لديهم اختلاف في الأداء العصبي تجعلهم يشعرون بالضيق من أي لمسة ناعمة من أي شخص.

وتنقل الدراسة عن الدكتور مانويل أرويو موراليس، أستاذ العلاج الطبيعي بجامعة غرناطة في إسبانيا، والمهتم بتأثير العلاج بالتدليك على مرضى السرطان، وجد أن تدليك مرضى السرطان يقلل جزئيا الألم والتعب، ويقوي الجهاز المناعي ويقلل من القلق. والأهم من ذلك، أنه وجد أن النتائج تعتمد على موقف المريض تجاه اللمس؛ فالمريض الذي يرغب باللمس والتواصل الجسدي يحظى بنتائج أفضل.

تأثير اللمسة

وتنقل الدراسة قول عالم الأعصاب ديفيد ج. ليندن إن كافة أشكال اللمس في حياتنا أمر رائع يعود علينا بفائدة عظيمة، سواء كان على شكل معانقة الآخرين أو التدليك العلاجي، أو المصافحة باليد، أو حتى مداعبة حيوان أليف أو الذهاب إلى مصفف الشعر. فحين تتلامس أيدينا فإننا نوقظ الارتباطات العميقة بين اللمس والعاطفة التي تتأجج من جديد.