اهتماماتك

1 ديسمبر 2019

هل تتلاشى فرحة الأم عندما يُفرض عليها اسم قديم أو غريب لمولودها؟

بعض العادات والتقاليد الاجتماعية ما زالت تسيطر على أجزاء كبيرة من حياتنا، منها تمسك بعض الآباء في تسمية مولودهم الأول "البِكر" إما باسم الجد أو الجدة وفاءً واحترامًا لهما، أو من أجل الحفاظ على أسمائهم من الاندثار، حتى وإن أصبح أغلبها جزءًا من الماضي، وسببًا لإثارة المتاعب أو السخرية من حاملها.

ومع أن بعض الأسماء العربية القديمة مقبولة نوعًا ما، إلا أنها باتت تسبب حساسية عند الأم التي أكثر ما يهمّها أن تحمل ابنتها اسمًا جميلاً يترافق مع طبيعتها الأنثوية، بدلاً من حمل اسم قديم تلاشى ولا يتماشى مع موضة الأسماء المدرجة ضمن قائمة "أجمل أسماء الفتيات"، ولا مع المألوف منها في الأسرة والمجتمع.

وهذا ما يؤيده المتخصص في الدراسات الاجتماعية فارس العمارات، الذي يقول إن اختيار اسم الأنثى أكثر حساسية من اختيار اسم الذكر، لهذا السبب ينتاب الكثير من الأمهات حالة من الضيق عندما يختار الأب اسمًا لابنته لا يتماشى مع الأسماء الحديثة، وهذا ليس بالشيء الجيد، خصوصًا أنَّ اسمها سيرافقها مدى الحياة.

فرحة تتلاشى



تلك المسألة يرى فيها الباحث ظلمًا للزوجة التي بمجرد أن تُرزق بمولودها تتلاشى فرحتها، نتيجة اختيار زوجها اسم أمه أو أبيه اسمًا لمولودهما، دونما أي اتفاق مسبق معها.

عندئذٍ، إما أن ترضخ الزوجة لرغبة زوجها، أو تختار الدخول في جدال عقيم ربما يُفضي إلى خلافات قد لا تتوقف، تحديدًا أنها هي الوحيدة التي عانت في حملها وتعبت به؛ ما يعكس أحقّيتها في تسميته كما تشاء.

أبعاد نفسية



الاسم الذي يحمله الطفل ويكبر معه، حتمًا يؤثر على نفسيته، إذا كان فيه درجة من الغرابة، أو لا يجاري أسماء زملائه وأصدقائه بالمستوى نفسه؛ ما يضطره للبحث عن مبررات أمام الآخرين ليُقنعهم أن سبب تسميته يعود لاسم جده أو جدته أو لاعتبارات أخرى، بخلاف ما إذا كان ضمن السياق المألوف لجيله؛ فيساعده على أن يكون أكثر إيجابية، كما يرى العمارات.

ومن الحكمة أكثر، الابتعاد عن بعض الأسماء المنُفرّة والغريبة والأسماء القديمة التي من شأنها أن تُحدث خلافات بين الزوجين. كأولئك الذين يسمون أبناءهم على أسماء الحيوانات، أو بأسماء أقرب للصفات السلبية كاسم: زعل، نكد، غضبان وغيرها الكثير.

وباعتقاد العمارات، أنه لا يمنع إذا اتفق الزوج مع زوجته على تسمية المولود الأول حسب اختيار الزوج، وأما الثاني فتسميته تكون من اختيار الزوجة، وبهذا الأمر يكون العدل قد تحقق لكليهما.

وما انتهى إليه الباحث العمارات، أنه وقبل اختلاف الزوجيْن على تسمية مولودهما، الأجدر بهما الاهتمام بصحة الأم وصحة طفلهما وخلوّه من أية أمراض، والامتنان لله على نعمة الأطفال التي يحلم بها كثيرون لا يمكنهم الإنجاب، ونزع ما يمكن أن يخلق صراعات بينهما.