اهتماماتك

27 أكتوبر 2019

ما سر نفورنا من الأغنيات الجديدة مع تقدمنا في السن؟

ربما تكونين سيدتي من هؤلاء الأشخاص الذين لا تستهويهم فكرة سماع الأغاني العصرية أو الموسيقى الحديثة التي تحاصرنا باستمرار وبشكل متلاحق يومًا بعد الآخر، وربما تكونين من هؤلاء الذين يفضلون نوعية الأغاني التي تربينا ونشأنا عليها في الصغر، فما السر وراء ذلك؟ ولما نختلف في ذلك الأمر من جيل إلى آخر؟

الإجابة من منظور نفسي تتلخص في أن أذواقنا الموسيقية تبدأ في التبلور ونحن في سن الـ 13 أو الـ 14 عامًا، ثم تبدأ في الثبات على وضعية معينة مع بداية سن العشرينيات.

وأظهرت دراسات أن معظمنا يتوقف عن سماع موسيقى جديدة بحلول عامنا الـ 33، في حين أن الأغاني الشهيرة التي صدرت ونحن في سنوات مراهقتنا الأولى تبقى عالقة بوجداننا وبوجدان من هم في نفس فئتنا العمرية على الأرجح بقية حياتنا.

وقد يكون لذلك تفسير بيولوجي؛ إذ توضح أدلة أن قدرة الدماغ على التمييز بين الإيقاعات والألحان المختلفة تتدهور مع التقدم في العمر، ولهذا فإن نوعية الأغاني الجديدة وغير المألوفة بالنسبة للأشخاص المتقدمين في السن قد تبدو متشابهة كلها.

غير أن باحثين يرون أن هناك أسبابًا أكثر بساطة تقف وراء نفور كبار السن من الموسيقى الحديثة، منها ذلك التأثير الذي يعرف بـ "تأثير التعرض"، بمعنى أن الارتباط بشيء دائمًا ما يقترن بكثرة التعرض له، أي أن حب سماع نوع معين من الموسيقى يرتبط بكثرة سماعها، وهو ما يحدث مع الناس الذين نعرفهم، الإعلانات التي نشاهدها وكذلك الأغنيات التي نسمعها، وهو ما يفسر سر ارتباطِك مع التقدم في السن بالأغنيات والفيديو كليبات التي كنت تسمعينها وتشاهدينها وأنتِ في سنوات مراهقتِك الأولى؛ إذ تعودت عليها خلال تلك الفترة وباتت مألوفة لكِ ولوجدانك.

كما أنه ومع تجاوز كثيرين سن الـ 30، تتزايد لدى الأشخاص ضغوطات العمل والأسرة، وبالتالي لا يكون لديهم وقت كاف لاستكشاف أنواع جديدة من الموسيقى، ومن ثم يميلون لسماع نوعية الأغاني القديمة والمألوفة لهم منذ سنوات.

ويعتقد باحثو علم النفس أيضًا أن العواطف التي نعيشها في سنوات المراهقة تكون أكثر قوة من تلك التي نعيشها في مراحل لاحقة من حياتنا، منوهين إلى أن العواطف المكثفة ترتبط بالذكريات والتفضيلات الأقوى، وتلك هي كل العوامل التي قد تفسر السر وراء تعلقنا وتذكرنا لتلك الأغنيات التي كنا نسمعها خلال فترة المراهقة.