اهتماماتك

3 أكتوبر 2019

طفلكِ مستفزّ في ألفاظه وإجاباته؟.. هكذا تتصرفينَ معه!

من الصعوبة بمكان أن تجد الأم طفلها يتلفظ بألفاظ نابية، ولسانه السليط، يساعده في الردّ على كافة الأسئلة والإهانات بطرق وعبارات مستفزّة لمن حوله، وكأنه يطبق القانون الفيزيائي: "لكل فعل رد فعل، مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه".

فتعجز هي ومن حوله السيطرة على سلوكياته المنفِّرة وضبطها، خصوصًا عندما يقابلها بردّة فعل عنيفة غير متوقعة يُحرجها في البيت والمدرسة وأينما وُجد.

وعن دوافع جاهزية الرد واستفزاز الآخرين بإجاباته، تردّها أخصائية تربية الطفل هديل الجعبري إلى تقليده لأبويْه أو أحد أفراد أسرته، فهو يعكس تصرفاتهم وطباعهم أولاً وأخيرًا، فيُردد الكلمات التي يقولونها، وإن كان لا يدرك معناها.

ويزيد منها، عندما يشعر بالإحباط والغضب إزاء مواقف تزعجه شخصيًا، أو وجد نفسه ضعيفًا غير مرتاح لما يحدث، فيلجأ إلى أجوبته المستفزّة، وإطالة لسانه وقصف الجبهات، كوسيلة لرد اعتباره وأخذ حقه، وفق الجعبري.

ويلعب ضحك أفراد أسرته والتهكم على طول لسانه وتلفّظه بالكلمات غير المقبولة، دورًا في تعزيز هذا السلوك لديه، الذي سيظل يرافقه إلى حين إيجاد حل لتلك المشكلة.

لا بد من تعديل هذا السلوك



بقناعة الجعبري، تُحلّ المسألة بالتدريج، ولكن الانطلاقة الأولى تبدأ من الأم وكل من يقلّدهم، فعندما يكرر ألفاظًا سمعها من أمه، واستشعرت أنه سمعها منها، يُفترض عدم معاتبته أو مجرد توبيخه وضربه، والأجدى تجاهل ما قاله، إلى أن ينساه تلقائيًا.

كما يجب الابتعاد عما يستفزه، أثناء طرح الأسئلة عليه، إذ يُفترض أن لا تكون على شكل استجواب أو لمجرد فرض السيطرة، وإن لم يفهم السؤال فليُكرّر بأسلوب هادئ غير مستفِزّ، كي لا يردّ بذات الأسلوب، واستبدال عصبيّته بالصبر والحوار المتزن بعيدًا عن الصراخ وتوجيه الإهانات، خصوصًا أنه بأجوبته وردود أفعاله يتقصّد شد الانتباه وخلق حالة من الغموض حوله، حتى يزيد من اهتمام المحيطين به.

وعلى الأم، كونها المسؤول الأكبر عن تربيته، معاقبته بالمقاطعة ورفض التحدث معه لفترة وجيزة وإنهاء أي حوار بينهما، فيما سيُحرم من الأشياء التي يحبها، في حال كرر أفعاله ولم يتعظ.

بهذه الطرق، تعزز الأم الطرق الصحيحة في حديثه، فيما أي طريقة عقاب أخرى تزعجه لن تجدي نفعًا، بل ستخدّر الوضع لبعض دقائق ثم سيعود لسلوكياته المستفزّة بعد دقائق.

الجعبري ركّزت في ختام حديثها على عدم التبسّم والضحك على ردوده إن كان فيها ما يدعو للضحك، حتى لا يتشجع على تكرارها.